صعوبات التعلّم
تُعرّف صعوبات التعلم بأنها حالات مستمرة تُعتبر نتاجاً للعديد من العوامل العصبية، والتي تؤثر على نمو وتطوير القدرات اللفظية وغير اللفظية. وتُشكل صعوبات التعلم إحدى أنواع الإعاقات البارزة التي يعاني منها الكثير من الأفراد.
تتميز صعوبات التعلم بأنها لا تترافق عادةً مع إعاقات أخرى، كما أنها لا ترتبط بالبيئات المختلفة. ومع ذلك، فإن تأثيراتها تمتد لتشمل جوانب متعددة من حياة الفرد، بما في ذلك الأداء الأكاديمي، الحالة النفسية، الجوانب الاجتماعية، والحياة المهنية، بالإضافة إلى الأنشطة اليومية. وتجدر الإشارة إلى أن صعوبات التعلم ليست موحدة، بل تتنوع وتتعدد، وقد تظهر في عمليات فكرية منفردة أو متكررة، حتى أنها قد تترافق مع أنواع أخرى من الإعاقات.
أنواع صعوبات التعلّم
تنقسم صعوبات التعلم إلى مجموعتين رئيسيتين، الأولى هي صعوبات التعلم النمائية، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوظائف الدماغية والعمليات العقلية والمعرفية. وتقوم هذه الاضطرابات على خلل في أداء الجهاز العصبي، مما يؤثر على العمليات التي يواجهها الفرد قبل دخوله إلى الحياة الأكاديمية، والتي تُعتبر أساساً للتحصيل الأكاديمي اللاحق. تُعتبر هذه الصعوبات من الركائز الأساسية للنشاط الفكري للفرد.
أما المجموعة الثانية من صعوبات التعلم، فتتعلق بصعوبات الأداء الأكاديمي. ومن أبرز أنواع هذه الصعوبات: تحديات القراءة، الكتابة، تشتت الانتباه، صعوبة التركيز، الحرکة، والحساب.
الكشف عن صعوبات التعلّم
لا يمكن اكتشاف صعوبات التعلم بسهولة، بل تتطلب طرقاً غير مباشرة، تتضمن قياس نتائج الطفل مقارنةً بالتوقعات وفقاً لعمره ومستوى ذكائه الطبيعي. فإذا كانت النتائج متواضعة مقارنة بما هو متوقع، فهذا يدل على وجود صعوبات في التعلم. وعموماً، هناك مؤشرات تشير إلى صعوبات التعلم تبدأ بالظهور قبل سن الرابعة، وتشمل: صعوبة نطق الكلمات، وتناسق الصوت والنغمة، وفهم الاتجاهات، واستخدام الأدوات مثل المقص والقلم، وتعلم الأساسيات كالألوان وأيام الأسبوع.
بينما من عمر أربع إلى تسع سنوات، من العلامات الدالة على صعوبات التعلم: عدم القدرة على الربط بين الحروف، صعوبة النطق، صعوبات في فهم أساسيات الحساب، قراءة الوقت، واكتساب مهارات جديدة. أما في الفترة من تسع إلى خمس عشرة سنة، فقد تشمل الصعوبات: صعوبة في القراءة والحساب، الإجابة على الأسئلة في الامتحانات الكتابية، فوضى الترتيب، ضعف الخط، وصعوبة في الانخراط في النقاشات والتعبير عن الأفكار، بالإضافة إلى العديد من التحديات الأخرى.