يعتبر الربا من أبرز الكبائر التي حرمت في الإسلام، حيث نهت عنه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لما يلحقه من أضرار على الفرد والمجتمع.
حكم الربا في الإسلام
كان القرآن الكريم شديد التحذير من الربا في جميع أنواعه وتفاصيله، نظرًا للتبعات السلبية التي تنجم عنه على مستوى الأفراد والمجتمعات.
كما أن الإسلام يُفضل الزكاة على الربا، حيث أن الربا يؤدي إلى:
الغش والاستغلال
حيث يستغل الناس بعضهم البعض مما يؤدي إلى إهدار الأموال وضياعها بشكل كبير.
الإسراف والرفاهية غير المبررة
يتجلى الإسراف في أوجه عديدة، خاصة في الأمور غير المرغوبة والتي تتعارض مع القيم الإسلامية.
الاحتكار
يُعني احتكار السوق من قبل شخص أو مجموعة، مما يمنع الآخرين من الحصول على السلع الضرورية، ويتم بيعها بأسعار مرتفعة، ما يُعتبر إهانة للراغبين في الحصول عليها.
التكاسل والإهمال في العمل
حيث يتجه بعض الأفراد إلى البحث عن تحقيق الأرباح بطرق غير مشروعة تبعدهم عن العمل الجاد، مما يزيد من حالات النصب والاحتيال.
ظاهرة الظلم
- يُعتبر الربا بمثابة انتزاع الأموال من الآخرين بغير وجه حق، عبر الغش والخداع.
- يمثل الربا وسيلة للحصول على المال دون جهد أو تعب، وهذا ما يتنافى مع مبادئ العمل الجاد.
- يساهم الربا في إنشاء مشاعر سلبية مثل الحقد والكراهية بين الأفراد، وهي من الأمور التي يدينها الإسلام بشدة.
حكم التعامل مع المرابي
- يجوز شراء وبيع السلع المختلفة من المرابي، بشرط أن لا تتعلق تلك السلع بالربا.
- حلل الله البيع ويعتبر من القربات إلى الله، بينما حرّم الربا كما هو مذكور في القرآن.
وسائل للابتعاد عن الربا
توجد عدة وسائل مشروعة يمكن من خلالها تجنب التعاملات الربوية، منها:
القروض الحسنة
- تتمثل في تقديم مبالغ محددة للأشخاص المحتاجين، على أن يتم استردادها دون زيادة أو نقصان.
- يهدف هذا النوع من القروض إلى منفعة الآخرين، وليس لتحقيق الربح الشخصي.
دفع الزكاة
- تُعتبر الزكاة واجبة تجاه المدينين والفقراء والمحتاجين، وكذلك المسافرين الذين فقدوا أموالهم أثناء السفر.
بيع السلم
يتعلق ببيع السلع مقابل دفع الأموال لاحقًا، مع الالتزام بشروط معينة.
البيع المؤجل
يُمكن فيه شراء السلع بالتقسيط مع دفع المبالغ في مواعيد محددة، وذلك لتيسير الأمور على الناس.
المضاربة
- تعني الشراكة بين صاحب العمل والمستثمر، حيث يُشارك أحدهما برأس المال والآخر بالجهد، مع توزيع الأرباح حسب الاتفاق.
- إذا حدثت خسائر، يتحملها المساهم برأس المال فقط، بينما الآخر لا يخسر شيئاً.
وسائل التوبة من الربا
- تبدأ التوبة بخطوات واضحة تهدف إلى الإقلاع عن الذنب بشكل نهائي، عبر التوبة النصوح.
- يجب العزم على عدم العودة إلى الذنب، والاستغفار المستمر عن الذنوب السابقة.
- يتوجب على المرابي التائب إعادة الأموال التي اكتسبها بالربا للمعنيين، أو التسديد بناءً على ما يذكره.
- إذا تعذر الوصول لأصحاب الأموال، يُمكن التصدق بها على المحتاجين.
- ينبغي أن تكون هناك نية حقيقة للتوبة، مع الندم على ما فات وعدم الرجوع إلى الأخطاء السابقة.