تعريف ابن كثير
اسمه ونسبه
إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي، المعروف بلقب ابن كثير، هو عماد الدين أبو الفداء. قدم إلى دمشق مع أخيه بعد وفاة والده، حيث بدأ بتلقي العلم من كبار العلماء والفقهاء والمفسرين. تتلمذ على يد العديد منهم، ومن أبرز شيوخه الآمدي وابن عساكر، كما تأثر بآراء ابن تيمية.
مولده وأسرته
وُلد ابن كثير عام 701 هـ (أو 700 هـ) في بلدة مجدل الواقعة في محيط دمشق. كان والده خطيباً في قريته، ونشأ في بيئة علم ودين. بعد وفاة والده وهو في سن ثلاث سنوات، تولى أخوه عبد الوهاب رعايته، لتنقل الأسرة إلى دمشق. وقد تتلمذ على يد علماء مثل ابن تيمية، الذهبي، والمزني، وتخرج على يديه طلاب بارزين مثل الزركشي وعبد الرحيم الكردي ومحمد بن علي الحسيني.
وفاته ومكان قبره
فقد ابن كثير بصره في أواخر حياته، وتوفي عن عمر يناهز أربع وسبعين سنة، وذلك يوم الخميس الموافق 26 شعبان 774 هـ. دُفن بجوار شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية.
مكانة ابن كثير العلمية
نشأ ابن كثير في عائلة تهتم بالعلم، مع والد عالم وخطيب ووالدة حافظة للقرآن الكريم، وقد أثّر ذلك بشكل كبير في توجهه نحو طلب العلم. في سن الحادية عشرة أتمّ حفظ القرآن على يد شيخه شمس الدين البعلبكي الحنبلي.
كما استمع لصحيح مسلم عبر تسعة مجالس من قراءة أبي القاسم الأزدي على نجم الدين القسطلاني. درس الفقه وأصوله والنحو، وحفظ أعمال للشيرازي وابن الحاجب، وقرأ تهذيب الكمال في أسماء الرجال على أبي الحجاج المزّي. عمل لاحقاً مدرساً في دار الحديث الأشرفية ومنطقة أم الصالح.
برز ابن كثير كعالم متميز في عدة مجالات، حيث كتب مؤلفات عديدة في التفسير، التاريخ، والأحكام. عُرف بشغفه الكبير للعلم ودقة حفظه، وكان له تأثير عظيم بين العلماء في عصره. قال عنه الذهبي: “الإمام الفقيه المحدث الأوحد البارع، فقيه متفنن، ومحدث متقن، ومفسر نقاد”. مؤلفاته انتشرت في شتى البلاد وظلت نافعة للناس حتى بعد وفاته.
مؤلفات ابن كثير وكتبه
تحتوي مؤلفات ابن كثير على أكثر من أربعين عملاً، تشمل تصنيفات متنوعة، منها ما أوضح فيه أفكاره، وبعضها لم يُذكر سوى أسمائها في مؤلفاته الأخرى، مع وجود غلبة للحديث في بعض المواضيع.
مؤلفاته في السنة وعلومها
فيما يلي أبرز مؤلفات ابن كثير المتعلقة بالسنة وعلومها:
- أحاديث الأصول.
- شرح صحيح البخاري.
- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل.
- اختصار علوم الحديث.
- جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن.
- مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- الأحكام الصغرى في الحديث.
- تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.
- تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب.
- مختصر كتاب المدخل إلى كتاب السنن للبيهقي.
- جزء في حديث الصور.
- جزء في الرد على حديث السجل.
- جزء في الأحاديث الواردة في فضل الأيام العشرة من ذي الحجة.
- جزء في الأحاديث الواردة في قتل الكلاب.
- جزء في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس.
مؤلفاته في علوم القرآن
فيما يلي أبرز مؤلفات ابن كثير في علوم القرآن:
- تفسير ابن كثير، والذي يُعتبر من أشهر كتب التفسير بالاعتماد على الآل الكثير بعد تفسير ابن جرير الطبري.
- فضائل القرآن.
مؤلفاته في الفقه وأصوله
إليكم أبرز مؤلفات ابن كثير في الفقه وأصوله:
- الأحكام الكبرى.
- كتاب الصيام.
- أحكام التنبيه.
- جزء في الصلاة الوسطى.
- جزء من ميراث الأبوين مع الإخوة.
- جزء في الذبيحة التي لم يُذكر اسم الله عليها.
- جزء في الردّ على كتاب الجزية.
- جزء في فضل يوم عرفة.
- المقدمات في أصول الفقه.
- المسائل الفقهية التي انفرد بها الإمام الشافعي دون سائر الأئمة.
- طبقات الفقهاء الشافعيين رضي الله عنهم.
- إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه.
مؤلفاته في التاريخ والمناقب
وهنا أبرز مؤلفات ابن كثير في مجالات التاريخ والمناقب:
- البداية والنهاية.
- جزء منفرد في فتح القسطنطينية.
- السيرة النبوية.
- طبقات الشافعية.
- الوضّاح النفيس في مناقب محمد بن إدريس.
- مناقب ابن تيمية.
- مقدمة في الأنساب.
- النهاية أو الفتن والملاحم.
- سيرة عمر بن عبد العزيز.
- الفصول في اختيار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في خلاصة هذا المقال، وُلِد ابن كثير في دمشق في عائلة متدينة وعلمية، مما أثر في نشأته العلمية. أكمل حفظ القرآن الكريم في صغره، وقرأ العديد من كتب العلم. هو محدّث وفقيه ومؤرخ ومفسر للقرآن الكريم، وله العديد من المُؤلّفات التي تعكس علومه وفضله الوفير.