تُعَد جزيرة كريت من الجزر الأكثر أهمية في الحضارة اليونانية، كما أنها تُعتبر واحدة من أكبر خمس جزر في البحر الأبيض المتوسط. تقع الجزيرة على ضفاف بحر إيجه، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً فريداً، وهو ما سيتم استكشافه بالتفصيل في هذا المقال.
أهم المعالم الأثرية في جزيرة كريت
- قصر كنوسوس، المعروف بقصر المتاهة، والذي يظهر تأثيرات من الحضارة المصرية.
- تحتوي الجزيرة على ثالث أكبر المدن التاريخية في الترتيب: كريت، كنوسوس، وفايستوس، حيث تتمتع هذه المدن بنظام اجتماعي منظم يجمع بين الدولة والأفراد.
شاهد أيضاً:
جغرافية جزيرة كريت
- تأخذ جزيرة كريت شكلاً مستطيلاً، حيث يبلغ طولها 250 كم وعرضها 35 كم، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8331 كم².
- تتميز الجزيرة بشواطئها الصخرية وبمساحات شاسعة من الأراضي السهلية.
- توجد في منتصف الجزيرة سلسلة من الجبال تُعرف بأيد، ويقع فيها أعلى قمة تُسمى بسلوريتيس، التي يصل ارتفاعها إلى 2456 متراً فوق سطح البحر.
- تشمل المناطق الجبلية مزارع للزيتون والكروم، بالإضافة إلى زراعة الذرة والتبغ.
- في الجانب الجنوبي من الجبال، يوجد نهر متروبولو، الذي يتميز بعمقه الضحل، مما يجعله غير صالح للملاحة البحرية.
- يبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي نصف مليون نسمة، مع غالبية السكان من أصل يوناني وقلة من المواطنين الأتراك.
- يتخصص سكان الجزيرة في عدة حرف مثل صيد الأسماك، التجارة، وصناعة الإسفنج.
- تُعتبر جزيرة كريت من أكبر جزر اليونان ورابع أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط.
- تمثل بوابة لبحر إيجة، حيث تتوسط ثلاثة قارات هي أفريقيا، أوروبا وآسيا.
جزيرة كريت في العهد الإسلامي
- خلال العهد الأموي، شهدت الجزيرة محاولات للفتح الإسلامي بقيادة معاوية بن أبي سفيان.
- فشلت الحملة على القسطنطينية في عام 60، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الجزيرة.
- حاول حميد بن معيوف غزو الجزيرة، ولكن جهوده لم تُكلل بالنجاح، ثم تلا ذلك جهود أبو حفص عمر بن عيسى في زمن المأمون.
- كان الأمير الحكم بن هشام الربضي أحد قادة الثورة، وهو معروف بعلاقته السيئة مع رجال الدين، الذين وصفوه بالفجور وحثوا العامة على عزل الحاكم المُخَمَر.
- منذ ذلك الحين، أصبحت جزيرة كريت قاعدة بحرية إسلامية مهمة تهدد سواحل الدولة البيزنطية.
- شرع الأسطول البحري في كريت في السيطرة على السواحل البيزنطية والموارد التجارية، مما أدى إلى اضطرابات سياسية واقتصادية في الجزيرة.
- حاول البيزنطيون استعادة الجزيرة مرات عديدة، ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل، ويرجع ذلك إلى الدعم العسكري المُقدم من مصر والشام.
- تفاجأ الفاتحون بالترحيب الذي خصهم به سكان كريت، الذين أظهروا احتراماً كبيراً للفاتحين العرب وديانتهم.
- تزوج الكثير من الشباب العرب من نساء يونانيات، وكانت الأفراح تتمثل في جمع بين الثقافة اليونانية والعربية.
- كان لمصر دور بارز في إمداد الجزيرة بالأسلحة والمعدات، كما كانت ورش الصناعة في دمياط توفر الأخشاب اللازمة.
انتهاء الحكم الإسلامي في الجزيرة
- استمر النزاع العثماني الأوروبي حتى عام 1316، عندما تمت سيادة كريت ومنحها لليونان في عام 1332.
- على إثر الاضطهاد الديني، هاجر نحو 233 ألف مسلم من جزيرة كريت، حيث تم تقليص ساعات التعليم الديني إلى ساعتين في الأسبوع، ومنع المسلمين من بناء مدارس جديدة لأبنائهم.
- ترك المسلمون خلفهم العديد من المساجد والمدارس، من أبرزها مسجد السلطان إبراهيم في مدينة الخندق، الذي تم تحويله لاحقاً إلى كنيسة سانت نيكولاس.
- ذكر السير توماس أرنولد في كتابه “الدعوة إلى الإسلام” أن المعاملة التي أظهرها العثمانيون تجاه المسلمين تُبرز تسامحاً لم يعرفه العالم حينها.
- عُرف في أوروبا أن بعض الجماعات، مثل أصحاب كالفن في المجر وترانسلفانيا، فضّلوا الخضوع للأتراك بدلاً من الوقوع في قبضة أسرة هابسبورغ المتعصبة.
- شهد القوزاق، المنتمون إلى فرقة المؤمنين، التسامح في زمن السلطان، والذي حرمتهم إياه الكنيسة الروسية.
أهمية جزيرة كريت الاقتصادية
- في مجال الفنون والصناعة والثروات، ذكر البكري أن كريت تتميز بتنوع فنونها وتراثها، وأشار إلى بدء صناعة الموسيقى في الجزيرة، بالإضافة إلى الثروات الحيوانية.
- تتميز الجزيرة بكثرة المعز، لكنها تفتقر إلى الإبل والسباع والثعالب وغيرها من الحيوانات التي تظهر في الليل، كما لا توجد فيها حية تُذكر، إذ تموت إذا دخلت الجزيرة.
- أما بالنسبة للثروات الزراعية، فقد أشار الكرمي إلى الكروم والأشجار المثمرة.
- تُعتبر الجزيرة رائدة في امتلاك الموانئ البحرية، حيث توجد موانئ لا تُضاهى في أي مكان آخر.
- تحتوي الجزيرة على ثروات معدنية، منها الذهب.
شاهد أيضاً:
خصائص تربة جزيرة كريت
- تتميز تربة جزيرة كريت بنقاء وجودة عالية، حيث تحدث الرحالة شهاب الدين العمري عن أنواع التربة المختلفة وخصائصها.
- تناول الرحالة كيف يمكن الاستفادة من هذه التربة، وخاصة لأغراض العلاج.
خصائص النباتات في جزيرة كريت
- استخدمت نباتات الجزيرة في العلاجات، وكان لها شهرة فريدة لا مثيل لها في البلدان الأخرى.
- في كتاب “الروض المعطار”، تم الإشارة إلى الأفتيمون، نبات يُعتبر لا يُعادل بنباتات أخرى في البلاد.
- الأفتيمون هو كلمة ذات أصول يونانية، ويشير إلى الزعتر البري والجُبلي.
- تناول الأطباء القدماء مثل أبو بكر محمد الرازي، الذي توفي في 313 هجري، فوائد الأفتيمون في الاستشفاء.
أسماء العلماء البارزين في جزيرة كريت
- ذكر الحموي في “معجم البلدان” بعض الرواة من الجزيرة، ولكنه أشار إلى عالم واحد فقط وهو محمد بن عيسى أبو بكر.
- حيث روى محمد بن القاسم المالكي، ومن العلماء الأندلسيين المعروفين الفتح بن العلاء، إسحاق بن سالم، وموسى بن عبد الملك.
- برز من أبناء أبي حفص عمر بن عيسى العلماء، وله كتاب في معاني القرآن وعجائبه، ألفه أثناء سجنه في القسطنطينية.
الدين وحكم جزيرة كريت
- عند دخول كريت تحت حكم البنادقة الكاثوليك، بذلوا جهوداً كبيرة لإجبار السكان على اعتناق مذهبهم.
- واجه السكان ضغطاً كبيراً، مما دفع بعضهم لتغيير ديانتهم فيما هاجر البعض الآخر.
- تحتفظ كتب الرحلات التاريخية بنصوص توضح الضغوط التي تعرض لها سكان الجزيرة، مما أدى إلى تغيير الدين أو الهجرة.
- هكذا تُظهر النصوص كيف أن الفئة التي اعتنقت الإسلام في جزيرة كريت تحولت من مواطنين إلى مستوطنين.
شاهد أيضاً: