تعريف مفهوم تمييز النسبة في اللغة العربية

ما هو تمييز النسبة؟

يُعرَّف التمييز بأنه اسم نكرة يوضح نوع أو جنس ما قبله، أو يُعرّف النسبة فيه، ويأتي في حالة النصب. كما ذُكر في ألفية ابن مالك:

اسمٌ بمعنى (مِنْ) مُبينٌ نَكِرة * يُنصب تمييزًا بما قد فَسَّره، وهو أحد نوعين للتمييز: تمييز الذات وتمييز النسبة.

مواضع استخدام تمييز النسبة

يُستخدم تمييز النسبة لتوضيح الغموض الموجود في الجملة إذا كانت تعبر عن معنى مجمل، ولذلك يُعرف أحيانًا بتمييز الجملة. وغالبًا ما يُسمى التمييز الملحوظ. على سبيل المثال، في جملة “ازداد زيدٌ علماً”، نجد أن عبارة (ازداد زيدٌ) تحمل معنى غير محدد، لكن التمييز (علماً) يُزيل هذا الغموض ويوضح المعنى. وعادةً ما يكثر استخدام تمييز النسبة بعد ما يلي:

  • بعد صيغة (أفعل) التفضيل، مثل: أكثر، أشد، أعظم، كما في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)، حيث يُعتبر (حُبّاً) تمييزًا منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة.
  • بعد الأفعال مثل (حَسُن، ساء، كَبُر، ازداد)، كما في قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)، حيث تعتبر (مُرتفقًا) تمييزًا منصوبًا.
  • بعد الفعل (كفى)، كما في قوله تعالى: (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)، حيث يعتبر (حسيبًا) تمييزًا منصوبًا.

أصول تمييز النسبة

يمكن تصنيف تمييز النسبة في الأصل كما يلي:

  • تمييز محول عن الفاعل، كما في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) – حيث (شيباً) هو تمييز منصوب.
  • تمييز محول عن المفعول به، كما في قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) – حيث (عيوناً) هو تمييز منصوب.
  • تمييز محول عن المبتدأ، كما في قوله تعالى: (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) – حيث (مالاً ونفراً) هما تمييز منصوب.
  • أساليب عربية ليست من الفاعل أو المفعول أو المبتدأ، مثل: “لله درُّ خالد بن الوليد فارساً” – حيث (فارساً) هو تمييز منصوب، مقصود به التعجب من فروسية خالد بن الوليد.

أمثلة توضيحية على تمييز النسبة

وفيما يلي بعض الأمثلة على تمييز النسبة:

  • قال تعالى: (وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).
  • قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ).
  • قال تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا).
  • قال تعالى: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ).
  • قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً).
  • قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ).
  • قال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ).
  • قال تعالى: (خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً).
Scroll to Top