كيفية فهم حد الردة في الإسلام

ظهرت ظاهرة الردة بشكل ملحوظ بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نتيجة لانتشار الاعتقاد بأن الدين الإسلامي قد انتهى مع وفاته، بالإضافة إلى عدم الاقتناع الكامل بالدين وقلة المعرفة حول سماحته وبشخصية الرسول.

هذا الأمر أدى إلى نشوب العديد من الحروب لمواجهة هذه الظاهرة، في هذا المقال سنستعرض تعريف الردة وأنواعها، وتاريخ الصراعات المرتبطة بها، فضلاً عن حكم الردة وفقاً للسنة النبوية الشريفة، وشرعية تنفيذ هذا الحكم. لمزيد من المعلومات، تابعوا القراءة.

أنواع الردة

هناك عدة أشكال للردة التي قد يقوم بها الفرد وتعتبر ارتداداً عن الدين الإسلامي، وهي تشمل ما يلي:

الردة عبر القول:

تتجلى هذه الردة في قول أشياء تسيء إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو إلى الله عز وجل، أو التلفظ بألفاظ تضر بحُرمة الملائكة والرسل بشكل عام. كما تشمل ادعاء الفرد النبوة أو التصديق بأشخاص يزعمون أنهم أنبياء، فضلاً عن اللجوء إلى غير الله في الأمور التي يتوجب فيها الاستعانة بالمولى عز وجل.

الردة عن طريق الفعل:

تظهر هذه الردة من خلال السجود لأشياء غير الله، سواء كانت أحجار أو أصنام أو غيرها، إضافة إلى ممارسة السحر أو ارتكاب جرائم تمس المصحف الشريف، مثل وضعه تحت القدم أو في أماكن غير نظيفة.

الردة عبر الفكر والاعتقاد:

تتمثل في الاعتقاد بوجود شركاء في الألوهية، أو إباحة ما حرمه الله، أو تحريم ما أباحه سبحانه وتعالى.

الردة من خلال الشك:

يشمل هذا النوع الشك في الأمور التي يحلها الله أو يحرمها، وكذلك الشك في صدق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ونبوته، والمشاعر العامة تجاه الإسلام.

الردة عن طريق الترك:

تتحدث عن الإصرار على ترك أركان الإسلام عمداً مثل الصلاة والصوم.

أسباب نشوب حروب الردة

  • نشبت مجموعة من الحروب نتيجة للردة بسبب الأسباب التالية:
  • ارتداد الكثير من الأفراد عن الإسلام بشكل كامل.
  • امتناع العديد من المرتدين عن دفع أموال الزكاة.
  • مواجهة المرتدين في أعقاب اعتناقهم للدين.
  • عدم معرفة كثير من المرتدين بالطبيعة الجليلة للنبي صلى الله عليه وسلم، وانضمامهم إلى الدين للحصول على الغنائم والنفوذ من خلال الجيش الإسلامي.
  • اقتناع الكثير من المرتدين بأن الدين الإسلامي قد انتهى بوفاة الرسول.

تاريخ حروب الردة

تعتبر حروب الردة من أبرز المعارك التي خاضها المسلمون في تاريخ الفتوحات الإسلامية، حيث بدأت بعد وفاة الرسول مباشرة، عقب ارتداد عدد من القبائل واتباعهم لشخص يُدعى الأسود العنسي، الذي أوصى الرسول بقتله.

وعلى الرغم من وجود مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة أثناء حياة الرسول، إلا أن الرسول لم يلتفت لمواجهته بسبب انشغال الجيش الإسلامي بمواجهة الروم، ولكن بعد الوفاة، تولى سيدنا أبو بكر محاربة المرتدين.

أسباب الارتداد

  • بذل النبي محمد عليه الصلاة والسلام جهوداً لتوحيد القبائل العربية تحت راية الإسلام لتنظيم المجتمع المنقسم في الجزيرة العربية.
  • نُفذت تلك الجهود كأمر من الله عز وجل، حيث لم يتمكن أي حاكم آخر من تحقيق ما فعله النبي من مساواة بين القبائل.
  • تمكن النبي من فرض أحكام عادلة على الجميع، مما ساهم في القضاء على نظام القبائل.
  • أحرز المسلمون في زمن النبي الكريم الكثير من الغنائم والمكاسب من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والدينية.

مفهوم الردة في الإسلام

تُعرّف الردة على أنها الكفر بالله ورسوله بعد الدخول في الإسلام، ولها أشكال عديدة تشمل إهانة الله والرسول، وسب القرآن الكريم. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يجب تطبيق الحد على من يرتد عن الإسلام.

حكم الردة

يوجد إجماع بين العلماء على ضرورة قتل كل من يرتد عن الدين الإسلامي، ويجب أن يتم تنفيذ هذا الحكم من قبل الجهات المختصة أو ولي الأمر بعد إقناع المرتد بخطورة فعلته.

كما يجب محاولة إقناع المرتد بالعودة إلى الدين، وفي حالة الرفض يتم تطبيق الحد عليه، وفق ما ورد عن النبي الكريم حيث قال: “لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث.”

مشروعية حكم الردة

تُعتبر العلة وراء تطبيق هذا الحكم كعقوبة للردة عن الدين بعد الإيمان، وذلك خصوصاً عندما يكون الأفراد على علم بحقيقة الدين الإسلامي وسماحته، حيث أن هذا الدين لا يُجبر أحداً على اتباعه، والبراهين المتعلقة به واضحة وجلية.

Scroll to Top