توحيد الله سبحانه وتعالى
يُعتبر توحيد الله سبحانه وتعالى الأساس الأهم في العقيدة الإسلامية. وقد أكد القرآن الكريم في العديد من الآيات على أهمية التوحيد، موضحاً تأثيره الجوهري على الإنسان. إذ يُسهم توحيد الله تعالى في تهدئة النفس البشرية وتقدير الذات، كما يزيد من كرامة الإنسان وقيمته. حيث يصبح الإنسان مستسلماً فقط لله تعالى، وهذا الاستسلام لله هو قمة الحرية. وقد تناول القرآن العديد من المعتقدات، مستندًا إلى حجج منطقية عقلانية لترسيخ مفهوم التوحيد في ذهن المسلم، المؤمن بعمق أن الله الواحد لا شريك له. في اللغة، يُعرف التوحيد بأنه تحويل الشيء إلى واحد، أما في المفهوم الاصطلاحي، فهو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى واحد، لا شريك له في ألوهيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته. وقد ظهر هذا المصطلح العقدي الهام في عدة آيات من القرآن الكريم، مثل ما وُرد في سورة الإخلاص حيث جاء قوله تعالى: (قل هو الله أحد). كما ورد في سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح مسلم حيث قال: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ الله، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ).
أنواع التوحيد: توحيد الألوهية والربوبية
يمكن تصنيف التوحيد إلى نوعين رئيسيين:
- توحيد الألوهية: هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد المستحق للعبادة. ومن هنا تنبع أهمية الإخلاص في العبادة، حيث يتوجب على المسلم المؤمن بالله الواحد أن يقدم عبادته خالصة لله سبحانه، دون السعي وراء منفعة أو مكافأة.
- توحيد الربوبية: هو الإيمان القاطع بأن الله -عز وجل- هو الحاكم الوحيد للكون وخالقه. وهو الذي يفعل ما يشاء ويقدر على الإحياء والإماتة، ولا يشارك أحدٌ الله في سلطانه أو قدرته في ذلك.
التوحيد والفطرة الإنسانية
خلق الله تعالى الإنسان وجعله يعيش على هذه الأرض، زوده بما يساعده على فهم ودراسة العالم من حوله. وقد تمكن الإنسان من تحقيق إنجازات علمية هائلة من خلال دراسة الكائنات الحية، والظواهر الطبيعية، وأيضاً الفضاء وجسم الإنسان ونفسه. وقد استمد الإنسان من مشاهداته ودراساته إحساساً بوجود خالق واحد لهذا الكون، حيث تشير كل معالمه إلى ذلك. وهذا المفهوم يتماشى تماماً مع الفطرة البشرية السليمة التي تزدهر وتعظم عند توحيد الله تعالى. إذ تميل الفطرة السليمة نحو ما يجلب النفع والأمان، مما يجعل الإنسان دائماً في بحث مستمر عن الله سبحانه وتعالى.