حكم المداعبة خلال شهر رمضان المبارك

إن حكم المداعبة في رمضان من الموضوعات التي تتطلب وقفة شرعية، حيث أقرّ الله تعالى الصيام كعبادة عظيمة من خلال قوله: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به”، كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، مما يُبرز أهمية الصيام ومكانته.

العلاقة الزوجية خلال رمضان

  • أوضح القرآن الكريم أحكام الصيام بشكل مفصل، وبيّن الله تعالى المعايير التي تحكم الصوم.
  • يتكون الصوم من ركنين رئيسيين هما: النية، والامتناع عن المفطرات منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، ولا يُعد الأكل أو الشرب بعد أذان المغرب من المفطرات.
  • كما يُسمح للعلاقة الزوجية الحميمة بالتواصل، على الرغم من أن هذه العلاقة قد تتضمن بعض المداعبات أثناء فترة الصيام.

أسباب إبطال الصيام

  • أي شيء يدخل إلى الجوف عن طريق الأنف أو الفم أو الأذن، سواء كان قليلًا أو كثيرًا، وكذلك الدخول من القُبل والدبر.
  • القيء العمد.
  • الجماع.
  • الاستمناء.
  • الحيض والنفاس.
  • الجنون.
  • الإغماء المستمر.

المداعبة في نهار رمضان

توجد عدة أحاديث نبوية صحيحة تتعلق بهذا الموضوع، منها:

  • روى عبد الرازق والبيهقي عن رجل من الأنصار ذكر أنه قبّل زوجته أثناء الصيام، مما أثار مشاعر مكثفة لديه.

    • فرسلت زوجته للاستفسار عن الأمر، ودخلت على أم المؤمنين أم سلمة، فأخبرتها بما حصل، فقالت أم سلمة:
    • “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم.” وعندما عادت المرأة إلى زوجها، زاد الأمر تعقيدًا، حيث قال:
    • “لسنا مثل رسول الله، فقد أحل الله له ما شاء.” وحين زارت المرأة أم سلمة مرة أخرى، وجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها.
    • فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما بال هذه المرأة؟”، ثم شرحت له أم سلمة ما حدث، فقال صلى الله عليه وسلم:
    • “ألم تخبريها أني أفعل ذلك؟”، وحتى بعدما أخبرتها، بقي الزوج يشعر بأنه ليس كالنبي، مما أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: “والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده.”
  • التقبيل يعد من المداعبة، رغم أنه قد يؤدي إلى زيادة الشهوة.
  • فيما يتعلق بمسألة المداعبة، أوضح الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجوز للصائم الذي يصوم فرضًا أن يفعل شيئًا مع زوجته يؤدي إلى إنزال المني.

    • إذ أن الناس يختلفون في سرعة الإنزال، فهناك من يستطيع التحكم بنفسه، بينما الآخرون لا يستطيعون.

حكم المداعبة في رمضان

يؤكد العلماء على أنه يجوز المداعبة في رمضان استنادًا إلى بعض الأحاديث النبوية الصحيحة، لكن دون ممارسة الجماع أو الإنزال.

  • وذكرت عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل ويداعب وهو صائم، وكان أملككم لأربه.

    • وأوضح النووي أن المقصود بالمباشرة هنا هو اللمس باليد، أو التقاء الجلدين، دون الفرج.
  • أما الإمام مالك، فقد رأى أن الرجل إذا قبّل وتحرك ذكره بعد القبلة رغم عدم إنزال مني أو مذي، فإن صيامه يعتبر فاسدًا ويلزمه القضاء، لأن خروج المذي يعتبر نتيجة لزيادة الشهوة.

    • كما تبنت الحنابلة هذا الرأي، بينما اختلف الشافعية والحنفية حيث رأوا أن المداعبة بين الزوجين التي قد تؤدي لنزول المذي لا تفسد الصوم.

إذا اتبعنا الآراء الأكثر احتياطًا من العلماء والفقهاء، نجد أنه يجوز المداعبة أو التقبيل، شرط أن تكون خفيفة.

هذا للأشخاص الذين يمكنهم السيطرة على أنفسهم ولا تتأثر غرائزهم. أما من يعلم أنه لا يستطيع التحكم في نفسه، فتجب عليه تجنب المداعبة حفاظًا على صيامه.

Scroll to Top