تحليل كتاب الأيام
نبذة عن كتاب الأيام ومؤلفه
يُعد كتاب “الأيام” رواية سيرة ذاتية من تأليف الدكتور طه حسين، الذي لقّب بـ “عميد الأدب العربي”. يستعرض الكتاب تجربته الشخصية خلال فترة من حياته ويتكون من حوالي 500 صفحة، وكان في الأصل قد صدر في ثلاثة مجلدات، لكن في الطبعات اللاحقة تم دمجه في مجلد واحد. يتناول الكتاب قصة حياة طه حسين منذ ولادته، مرورًا بمرحلة التحاقه بالأزهر خلال طفولته، والسنوات التي قضاها هناك. وقد اختار المؤلف تقديم الأحداث بأسلوب روائي ولم يذكره بشكل صريح، رغم أن الأحداث تعكس تجربته الحياتية.
وُلِد الدكتور طه حسين عام 1889 في قرية الكيلو بمحافظة المنيا، وكتب عنه أنه ينتمي إلى عائلة تتكون من 13 أخًا وأختًا، بالإضافة إلى والديه. وقد فقد بصره في صغره، وهذا العجز لازمه حتى وفاته في عام 1973.
أحداث كتاب الأيام
تدور أحداث الكتاب حول حياة طه حسين عندما كان طفلًا حتى حصوله على درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات في فرنسا. يسرد المؤلف تجربته في الأزهر الشريف الذي التحق به لتلقي العلم، مثلما فعل أبناء جيله، لكنه عانى من تحديات كبيرة بسبب إعاقته البصرية. إذ كانت أساليب التعليم في تلك الفترة بدائية وغير موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة.
يستعرض طه حسين قسوة بعض المعلمين تجاهه، بالإضافة إلى عجزه عن الحصول على الطعام الكافي خلال التجمعات، حيث كان يتعين عليه الجلوس مع المبصرين مما جعله يحصل بشكل محدود على ما يُقدم. يروي حادثة تتعلق بمحاولته للوصول إلى الطعام، حتى أن يده لم تصل إليه لوجود العديد من الأيدي المتنافسة، وعندما تمكن أخيرًا كان الطعام قد نفد.
كما يذكر طه حسين التحاقه بدروس مسائية لدراسة اللغة الفرنسية، ولكنه لم يتمكن من الاستفادة منها بسبب عدم قدرته على رؤية ما كتبه المعلم على السبورة. ويصف السنوات الأربع التي قضى فيها في الأزهر كفترة قاسية، حيث شعر بأن تلك السنوات مرت كأنها أربعة قرون بسبب قسوة البيئة التعليمية حوله.
ثم ينتقل الحديث إلى شبابه حين توجه إلى السوربون في فرنسا لدراسة الأدب، ويتحدث عن علاقته بالفتاة الفرنسية سوزان وكيف تمكنت من التأثير عليه. ويستعرض المواقف المحرجة التي واجهها خلال سنوات الدراسة، لكنها لم تمنعه من متابعة شغفه بالعلم. يُختتم الكتاب بذكر تفاصيل حصوله على الدكتوراه وما تلاها من مسيرة مهنية، ويختتم بقصيدة تلخص فلسفته ورؤيته الشخصية للحياة.
اقتباسات من كتاب الأيام
تتضمن صفحات كتاب الأيام مجموعة من الاقتباسات التي تعبر عن رؤى طه حسين، ومنها:
- “ذاكرة الأطفال ضعيفة، أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة، فيكون بعضها واضحًا جليًا كما لو لم يمر عليه وقت، وبعضها الآخر يُمحى كما لو لم يكن له وجود”.
- “كنت أشعر أن لغيري فضلًا عليّ، وأن إخواني وأخواتي يستطعون ما لا أستطيع، وكان ذلك يُحفزني، لكن لم يلبث أن تحوّل هذا الحافز إلى حزن عميق لأنني سمعتهم يتحدثون عن أمور لا علم لي بها، فعرفت أنهم يرون ما لا أراه”.
- “كنت قليل الأكل، ليس لأنني لم أحب الطعام، بل خشية أن يُوصف بالشره، وقد آلمتني هذه الفكرة في البداية، لكنها تحولت إلى عادة، فصعبت عليّ أن أتناول الطعام مثل الآخرين”.