أساليب وتقنيات حديثة في قياس وتقييم الأداء المؤسسي
تقوم العديد من المؤسسات بتطبيق أساليب متطورة لتقييم أداءها الوظيفي. وفيما يلي بعض من تلك الأساليب:
مؤشرات الأداء المالي
تتعلق مؤشرات الأداء المالي للمؤسسة بمدى فاعليتها ونجاحها في تحقيق الأرباح. تشمل هذه المؤشرات نسباً مالية متنوعة، مثل عوائد الأصول، عوائد الأسهم، وعوائد الاستثمار. كما تشمل التدابير المالية الأخرى الأكثر شيوعًا الأرباح وأسعار الأسهم.
تساعد مؤشرات الأداء المالي في تسليط الضوء على أهمية المساهمين، وهو ما يعد محور اهتمام إدارات المؤسسات والمستثمرين. عادةً ما يتم عرض هذه المؤشرات بشكل موسع في التقرير السنوي للمؤسسة للمساهمين، مما يتطلب أن تكون هذه التقارير موضوعية وتعتمد على مرجعيات ذات مغزى.
مؤشرات أداء العملاء
تتعلق مؤشرات أداء العملاء بجذب العملاء، وتحقيق رضاهم، والاحتفاظ بهم. توفر هذه المؤشرات رؤى حول مستوى رضا العملاء وآرائهم تجاه المؤسسة، وتشتمل على عدد العملاء الجدد والنسبة المئوية للعملاء المتكررين.
مؤشرات الكفاءة التنظيمية
تتناول مؤشرات الكفاءة التنظيمية أداء العمليات الداخلية للمؤسسة، وتساعد في تحديد المجالات التي يجب أن تتفوق فيها. تشمل هذه المؤشرات الوقت المستغرق لإنتاج السلعة أو تقديم الخدمة، بالإضافة إلى الوقت اللازم لتطوير منتج جديد وإطلاقه في السوق.
مؤشرات التعلم والتطور
تتعلق مؤشرات التعلم والتطور بالمستقبل، وتوفر رؤية استشرافية توضح قدرة المؤسسة على مواصلة التحسين وزيادة قيمتها. تعتمد مؤشرات التعلم على الابتكار والتقدم، حيث أن الاستراتيجيات تتطور مع مرور الوقت.
لذلك، يصبح من الضروري تطوير وسائل جديدة لإضافة قيمة للمؤسسة بينما تستمر في التكيف مع بيئات متغيرة. على سبيل المثال، تتضمن مؤشرات التعلم والتطور عدد المهارات الجديدة التي يكتسبها الموظفون سنويًا. من بين الاستراتيجيات التي تتبعها بعض المؤسسات لتعزيز تعلم موظفيها، هي برامج سداد الرسوم الدراسية، حيث تقوم المؤسسات بتغطية تكاليف التعليم مقابل التزام الموظفين بالعمل لديهم واستخدام معرفتهم في تطوير المؤسسة وتحسين كفاءتها.
فهم الأداء المؤسسي
يعرف الأداء المؤسسي بأنه العلاقة بين الأداء الفعلي للمؤسسة والهدف المخطط له. يمثل هذا المفهوم مجالاً واسعًا يعنى بما تحققه المؤسسة وما يمكن أن تحققه من خلال تفاعلها مع مستهدفاتها المختلفة. يرتبط الأداء المؤسسي أيضًا بنتائج بعض المجالات المحددة داخل المؤسسة، حيث يتم مقارنة الأهداف والغايات مع الأداء الفعلي في تلك المجالات.
أهمية تقييم الأداء المؤسسي
يعتبر تقييم الأداء المؤسسي مسألة حيوية في الدول الديمقراطية، حيث يعد المساءلة أحد العناصر الأساسية للحفاظ على شرعية الحكومة. تشمل السمات الرئيسية للديمقراطية الاستجابة، والمساءلة، وحيادية المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى ضمان المساواة لجميع المواطنين.
تشير الدراسات والأبحاث إلى أن الأنظمة غير الديمقراطية التي لا تعتمد أساليب تقييم الأداء المؤسسي تميل إلى وجود مؤسسات ذات أداء أسوأ بكثير. وهذا يتجلى في قلة الشفافية، وضعف الاستجابة، وافتقار الكفاءة.