دعاء كفارة الكبائر، سواء الكبرى أو الصغرى، يعد أمرًا مهمًا لدى المؤمنين. فالذنوب والمعاصي تعتبر من أسوأ الأفعال التي تشوّه الحياة وتجعّل الإنسان عرضة لغضب الله سبحانه وتعالى. إن استمرار الناس في ارتكاب المعاصي قد يؤدي إلى العذاب في الدنيا قبل الآخرة، كما جاء في قوله تعالى: “كلًا أخذنا بذنبه”. لقد أدت الذنوب إلى ابتعاد كثيرين عن رحمة الله، فهي السبب في طرد آدم وحواء من الجنة ونزولهم إلى الأرض، كما أنها كانت السبب في طرد الشيطان من الرحمة الإلهية. إذا نظرنا إلى الأمم السابقة مثل قوم عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط، نجد أنهم تعرضوا للعذاب وسخط الله بسبب معاصيهم. فمنهم من هدمت عليهم الصيحة ومنهم من أغرقهم الطوفان، جميعهم هلكوا بسبب ذنوبهم وعدم طاعتهم لأوامر الله وصدهم للأنبياء الذين بعثوا إليهم. كما نرى أن الذنوب والمعاصي لا تحل بأحد إلا أهلكته.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل جميع الذنوب والمعاصي متساوية عند الله؟ بالتأكيد لا، فهناك ذنوب صغيرة يمكن أن يُكفّر عنها بالاستغفار أو بالحسنات، كما قال الله تعالى: “الحسنات يذهبن السيئات”. بينما توجد كبائر تتطلب كبائر في الكفارة. في هذا المقال، سنتناول أنواع الكبائر وكيفية التكفير عنها، فتابعونا.
تعريف الذنوب
الذنوب هي كل ما نُهينا عنه من فعل أو قول وقد يتضمن ذلك الأفعال الظاهرة والباطنة وفق الأحكام الشرعية.
تنقسم المعاصي إلى قسمين: صغائر وكبائر، وفيما يلي سنتناول معنى كل منهما.
كبائر الذنوب
تشمل كل ذنب اقترن بعذاب شديد، تهديد، غضب، أو لعنة ودخول نار جهنم.
صغائر الذنوب
هي كل ذنب غير مصحوب بتهديد أو وعيد، كما تعرف بأنها ما هو دون الحدود: حد الدنيا وحد الآخرة.
ما هي كبائر الذنوب؟
يعتقد الكثير من الناس أن الكبائر هي سبعة فقط كما قال أبو هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اجتنبوا السبع الموبقات” حيث جاء الرد على استفسار الصحابة حولها، وهي: الشرك بالله، السحر، قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أكل الربا، أكل مال اليتيم، التولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الموبقات السبعة
الشرك بالله:
- عبادة غير الله أو تقديم القرابين له.
- فعل السحر: استخدام الجن لإلحاق الضرر بالناس، مثل التفريق بينهم.
قتل النفس بغير حق:
- هذا انتهاك لحقوق الإنسان، فقتله يعد جريمة كبيرة تستحق القصاص. كما قال الله تعالى: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”.
أكل الربا:
- يعتبر جريمة كبيرة، لأنه استغلال لحوائج الناس.
- أما اليتيم فقد أوصانا الله برعايته، فمن يأخذ ماله بغير حق يعتبر مرتكبًا لكبيرة.
التولي يوم الزحف:
- عدم الدفاع عن الوطن أثناء الحاجة لذلك يُعتبر كبيرة، بينما ترك الجندي لمكانه عمدًا يعد من الكبائر.
قذف المحصنات:
- هو اتهام المرأة بالزنا دون دليل، وهو يعتبر من الكبائر.
كبائر أخرى
زادت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية من عدد الكبائر، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: “هن إلى السبعين أقرب منها إلى السبعة”.
وكما ألف الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي كتابًا بعنوان الكبائر، أكد فيه أن الكبائر كثيرة وليست محصورة في سبعة، وفقًا للأدلة الشرعية.
وقد ذكر في كتابه:
- عدم الصلاة يعد كبيرة.
- عدم دفع الزكاة لمستحقيها.
- الإفطار في رمضان دون عذر شرعي يعد كبيرة.
- عدم أداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلًا.
- عقوق الوالدين يعتبر ذنبًا كبيرًا.
- قطع الرحم يعد من الكبائر.
- الزنا من الكبائر التي عُوقب عليها.
- الكذب على الله ورسوله يعد كبيرًا.
- غش الراعي لرعيته أيضًا يعد من الكبائر.
- التكبر والخيلاء من الكبائر.
- شهادة الزور تعتبر من الكبائر.
- شرب الخمر يعد كبيرة، فالخمر مُحرمة.
- اللعب بالقمار يعد من الكبائر.
- السرقة تعتبر جريمة تستحق العقاب.
- الانتحار يعد من الكبائر.
- الكذب بشكل عام يعد من الكبائر.
- أخذ الرشوة يعد من الكبائر.
- تشبه الرجال بالنساء والعكس يعد كبيرًا.
- الخيانة بكل صورها تعد من الكبائر.
- إنكار القدر يعتبر من الكبائر.
- التجسس على الآخرين حرام.
- النميمة تُعد من الكبائر.
- اللعن والفُحش في القول تعتبر من الكبائر.
- خيانة العهد تُعتبر من الكبائر.
- التعامل مع الكهنة يعد من الكبائر.
- إعراض المرأة عن زوجها بلا سبب يعد من الكبائر.
- لطم الوجه وشق الثياب على الميت يعد من الكبائر.
- أذية الجار تُعد جريمة بغيضة.
- نقص الميزان والمكيال يعد من الكبائر.
- سب الصحابة يعد من الكبائر.
ما هي صغائر الذنوب؟
كل ما هو دون الكبائر المذكورة يعد من صغائر الذنوب، ويصعب إحصاؤها. من بين تلك الصغائر:
- الدخول في الصلاة ببول أو غائط.
- خطبة فتاة بعد أن خطبها غيره.
- هجر المسلم للمسلم.
- تربية الكلاب لغير فنٍّ شرعي.
- حلق اللحية بلا إصرار، فمع الإصرار تصبح من الكبائر.
تكفير صغائر الذنوب
توجد عدة طرق للتكفير عن الذنوب، ومنها:
- اجتناب الكبائر، كما قال الله: “إن تجتنبوا كبائر ما تُنهاون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم.”
- التوبة النصوح.
- الوضوء والتوجه للصلاة.
- مواظبة الحج والعمرة.
- صيام رمضان بإيمان واحتساب.
تابع أيضًا:
الإصرار على صغائر الذنوب
يجب عدم الاستهانة بالصغائر والإصرار عليها، لأن الاستهانة بالذنوب الصغيرة قد تحولها إلى كبائر إذا تم تكرارها وإظهارها بشكل مستمر. لذا، ينبغي على المسلم أن يكون واعيًا لهذا الأمر.