نص حديث إنما الأعمال بالنيات
- قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
- يعتبر هذا الحديث من الأحاديث الأساسية في الدين الإسلامي.
- قال الإمام الشافعي إن هذا الحديث يعادل ثلث العلم، ويدخل في العديد من مجالات الفقه.
- وأشار الإمام أحمد إلى أن النية ينبغي أن تكون مقدمة على كل عمل مثل الصيام والصلاة وغيرها.
- والمسلم يحصل على أجر عمله وفقاً لنيته، فإذا كانت نيته خيراً حصل على الخير، وإذا كانت شراً حصل على الشر.
- وفقا لما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وكلام السلف، فإن النية تعني الإرادة، وقد تم الإشارة إليها في القرآن الكريم بكلمة الإرادة، مثل قوله تعالى:
- “مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ”.
- كما تم ذكر النية في القرآن الكريم بلفظ الابتغاء، كما في قوله تعالى:
- “وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ”.
- قال مطرف بن عبدالله: “صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية”.
- بينما قال ابن المبارك: “رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية”.
- الهجرة في أصلها تعني ترك دار الشرك والانتقال إلى دار الإسلام.
- فمن هاجر إلى دار الإسلام لله وللرسول كانت هجرته في هذا السياق، أما من هاجر لأغراض دنيوية أو لطلب امرأة، فهجرته تكون لغاياته.
- وتتوقف صلاحية جميع الأعمال، بما في ذلك الهجرة، على دقة النية.
كتاب بدء الوحي وحديث إنما الأعمال بالنيات
- يعد حديث إنما الأعمال بالنيات من الأحاديث القيمة التي تتعلق بالأعمال القلبية، ويشكل جزءاً من الدين، حيث أن الدين ينقسم إلى ظاهر وباطن.
- وجاء في الحديث الشريف أن الأعمال لا تصح إلا بالنية، خصوصاً في مجال العبادات.
- أي عبادة لا تُقبل إلا إذا توافرت فيها شرطين، وهما الإخلاص لله في العمل والامتثال للشريعة.
- وبذلك يكون هذا العمل صالحاً خالصاً لوجه الله -عز وجل- ومطابقاً لشريعته.
- كما أن قول النبي صلى الله عليه وسلم “وإنما لكل امرئ ما نوى”، يدل على أهمية الإخلاص في جميع الأعمال لله سبحانه وتعالى.
كما يمكنكم التعرف على:
مكانة حديث إنما الأعمال بالنيات
- أعطى العلماء مكانة رفيعة لهذا الحديث، لأن صلاح الأعمال أو فسادها يعتمد بشكل أساسي على النية.
- ووضع الإمام البخاري هذا الحديث في مقدمة كتابه الصحيح.
- وذكر الإمام الشافعي أنه يحتوي على سبعين بابا من أبواب الفقه.
- يقول البعض إن هذا الحديث يعادل ربع كل العلم، حيث أن العلم والدين يقومان على أربعة أحاديث، وهذا الحديث يعد واحداً منها.
- واتفق العلماء والأئمة على عظمة هذا الحديث، كما أكد ابن تيمية أنه من أصول الدين، حيث يُقال أن الدين يعتمد على ثلاثة أحاديث، وحديث النية أحدها.
- لأن حديث إنما الأعمال بالنيات يتناول كل الأعمال الباطنة.
أهمية النية في الأعمال
- للنية دور بالغ الأهمية في الأعمال، حيث أن النية الصالحة تكمن في القلب وتؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
- فالمسلم كلما نوى لعمل خير، كتب له كأجر حتى وإن لم يفعله.
- كما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه لم يكن حاضراً في غزوة بدر، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له إنه كتب له الأجر كأنه حضر لأنه نوى الحضور، لكنه تخلف بسبب مرض زوجته.
- إذا كانت النية خالصة لله -عز وجل-، فإن للمسلم أجر العمل حتى لو كان العمل قليلاً.
- تشغل النية حيزاً كبيراً من الفقه، حيث توجد العديد من القواعد الفقهية المرتبطة بها، ومن هذه القواعد قاعدة “الأمور بمقاصدها”.
- المقصد هنا هو النية، وأي عمل أو قول تتحدد آثاره وفق نية القائم به.
- فالعبادة لا تقبل إلا إذا كانت مصحوبة بالنية الصالحة.
- وتُحتسب العادات على المسلم إذا كانت النية تجاهها حسنة.