يتناول هذا المقال القواعد المتعلقة بزواج الرجل من زوجة أخرى دون سبب في الإسلام، حيث يعتمد العديد من المسلمين على الأحكام الشرعية في شتى مجالات حياتهم، نظرًا للمعايير الشاملة التي وضعها الإسلام لكل موقف.
الحكم الشرعي لزواج الرجل من زوجة أخرى بدون مبرر
- إن زواج الرجل من امرأة أخرى دون مبرر يعد جائزا، ولكنه يشترط تحقيق العدل كما ورد في القرآن الكريم في سورة النساء:
- “إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا”.
- يفهم من مفهوم العدل في هذا الصدد ضرورة أن يكون الرجل عادلاً بين زوجتيه في كافة جوانب الحياة، سواء كانت في النفقة أو في الأمور الشخصية الأخرى.
- كما يجب أن يكون العدل في الجوانب الزوجية، بما يتعلق بالعلاقة بين الزوجين.
- لا يحق للزوج أن يمتنع عن معاشرة الزوجة الأولى بحجة الحفاظ على صحته لمعاملات الزوجة الثانية، أو العكس.
- إذا لم يُحقق العدل في الأمور المشار إليها، فإن الزواج الثاني قد يصبح غير مرغوب فيه.
حكم الزواج من أخرى دون إخبار الزوجة الأولى
- أجاز عدة شيوخ للزوج إتمام زواج ثانٍ دون علم الزوجة الأولى، شرط أن تكون كافة شروط الزواج متوفرة، حيث لا يُشترط إخبار الزوجة الأولى بذلك.
- كما أشار بعض الشيوخ إلى أنه يمكن إتمام الزواج، ولكن يُفضل أن يتضمن العقد الإشارة إلى الزوجة الأولى لإعلامها بذلك.
- هذا يتيح للزوجة الأولى اختيار موقفها سواء بقبول الزواج أو الانفصال.
- يُسمح للزوج بالزواج من أخرى في حالة الغياب الطويل للزوجة بسبب السفر، فيكون الزواج ضرورة لتفادي الوقوع في الزنا.
حقوق الزوج على زوجته
توجد حقوق محددة يجب على الزوجة الالتزام بها، بهدف تقليل الأسباب التي تدفع الزوج للزواج بامرأة أخرى، وهي كما يلي:
- الطاعة للزوج في جميع الأمور ما لم تتعارض مع أوامر الله.
- يجب على الزوجة عدم رفض العلاقة الزوجية إذا طلب منها ذلك زوجها.
- كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”.
- ينبغي أخذ إذن الزوج عند وجود رغبة للخروج، فلا تخرج الزوجة إلا بإذن منه.
- يتعين على الزوجة مراعاة احتياجات زوجها ورعاية شؤونه المنزلية على أكمل وجه لإرضائه.
- يستوجب على الزوجة معاملة زوجها بإحسان وطاعته، طالما أن هذه الطاعة لا تخالف تعاليم الإسلام.
متى يحق للزوج الزواج من أخرى؟
هنالك بعض الحالات التي ينبغي فيها على الرجل الزواج من زوجة أخرى، وتتمثل هذه الحالات فيما يلي:
- عند الرغبة في أن يصبح أبًا والزوجة غير قادرة على الإنجاب لسبب ما، سواء لظروف صحية أو العقم.
- إذا كانت الزوجة تعاني من مرض مزمن يمنعها من المعاشرة.
- في حال رفض الزوجة للعلاقة الزوجية، وتكرار النفور من الزوج.
- عند كون الزوجة نفساء، أو غائبة عن الزوج بسبب السفر لفترات طويلة.
- إذا كانت نية الرجل ستر مسلمة مطلقة.
- عند رغبته في الزواج من أرملة بهدف تقديم الرعاية ليتامى.
- تأتي بعض هذه الحالات بهدف تجنب الوقوع في الكبائر مثل الزنا.
حقوق الزوجة الثانية
عند قرار الزوج الزواج بامرأة أخرى، يجب عليه إيفاء حقوقها كاملة، وتتمثل هذه الحقوق فيما يلي:
- ثمة توافق فقهي على وجوب دفع المهر للزوجة الثانية، كما أوضح الله تعالى في كتابه: “وآتوا النساء صدقاتهن نحلة”.
- يتوجب على الزوج تقديم النفقة للزوجة، والتي تشمل جميع متطلبات الحياة مثل الطعام والشراب والكسوة.
- كما ورد في قوله تعالى: “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها”.
متى يجب على الزوج الامتناع عن الزواج من أخرى؟
- إذا كانت العلاقة الزوجية قائمة على أساس قوي، وكانت الزوجة تبذل قصارى جهدها لإسعاد الزوج، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية.
- إذا كان الزوج واعيًا أن الزواج بامرأة أخرى قد يؤدي إلى مشاكل تؤدي غالبًا إلى الطلاق ويدفع ثمنها الأطفال.
- عندما يرفض الأبناء زواج والدهم من امرأة غير والدتهم.
- في هذه الحالة، يجب على الزوج العدول عن الفكرة فورًا لتجنب العواقب السلبية.
- إذا طلبت الزوجة الثانية من الزوج قطع صلته بأبنائه أو الطلاق من الزوجة الأولى.
كيفية قبول خبر الزواج من أخرى دون آثار نفسية سلبية
- يجب على الزوجة أن تتذكر أن زواج الرجل من أخرى ليس محرمًا، وأن الله قد أجاز ذلك، لذا فإن الاعتراض على أحكام الله غير مقبول.
- دليل ذلك هو قول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.
- من المهم أن تذكر الزوجة الجزاء الذي يناله المسلم عند الصبر على الشدائد، فهذه الحالة تعتبر بلاءً للزوجة.
- يجب أن تتذكر الزوجة العظمة التي تميزت بها أمهات المؤمنين وزوجات الرسل في مواقف مشابهة.
- يمكن للزوجة ممارسة هواياتها التي قد تكون تخلت عنها بسبب المسؤوليات، خلال الوقت الذي يكون فيه الزوج مشغولًا مع الزوجة الأخرى.
- ذلك يساعدها على الشعور بالتوازن في حياتها.
- يجب تجنب الشعور بفقدان القيمة أو الإهانة في كرامتها.
- فقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة رغم جمالها، واستمرت علاقتهم قوية حتى وفاته.
هل يلتزم الزوج بإخبار زوجته بأنه تزوج عليها؟
ليس ملزمًا على الزوج إبلاغ زوجته الأولى برغبته في الزواج من أخرى، حيث أن هذا الأمر ليس من أركان الزواج. لكن إذا كان قد اشترط عليها عند عقد الزواج إبلاغها في حال رغبته في الزواج، فإنه يعد ملزمًا بذلك. وفي حال عدم إبلاغها، يحق لها فسخ العقد واسترداد حقوقها.
هل يجوز للرجل الزواج من أخرى حينما تمتنع زوجته عنه؟
امتناع الزوجة عن منح زوجها حقوقه الشرعية يعتبر غير جائز وحرام شرعًا، إلا إذا كانت هناك أعذار شرعية تعوق الجماع. وفي حالة كون الزوجة مريضة، يجدر بالزوج الانتظار حتى تعود لصحتها، ولكن إذا كانت تعاني من مرض طويل الأمد يمنعها من منح الزوج حقوقه الشرعية، يستطيع الزوج الزواج مرة أخرى لتجنب الوقوع في الحرام.