حاتم الطائي وعلاقته بالرسول محمد

حاتم الطائي يُعد من أشهر الشخصيات في التراث العربي، فهو أمير قبيلة طيء وشاعر عربي بارز. في هذا المقال، سوف نستعرض جوانب من حياته ونسبه، بالإضافة إلى ما ورد في أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنه.

النسب والإسم

  • ينتمي حاتم الطائي إلى قبيلة طيء، ووالدته هي عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، التي كانت معروفة بكرمها. وقد كان إخوانها يحافظون على أموالها خوفًا من الترف.
  • يعتبر حاتم أحد أكرم العرب، وقد أصبح نموذجًا يُحتذى به في الفعال الخيرة.
    • سافر إلى بلاد الشام وتزوج من ماوية ابنة حجر الغسانية، التي تُعتبر واحدة من الشاعرات الشهيرات في العصر الجاهلي.
  • يُعرف حاتم بشكل كامل باسم حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن أمرؤ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، ويُكنى بأبي سفانة وأبي عدي.

حاتم الطائي في الحديث الشريف

  • عن عدي بن حاتم، قال: سألت الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن كان أبي يصل الأرحام.
    • فقال: “إن أباك طلب شيئًا فأصابه”، أي أنه قد حصل على الشهرة والذِّكر.
  • وعن سهل بن سعد الساعدي، أنه عندما جاء عدي بن حاتم إلى الرسول، قال: “يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة.
    • ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام. فسأله النبي: هل أدرك الإسلام؟ قال: لا، فأجاب: إن أباك كان يُحب أن يُذكر.”

السيرة الذاتية

  • عاش حاتم الطائي في حائل، بالجزيرة العربية، وتوفي عام 578 ميلادي حيث تم دفنه في منطقة حائل.
    • عاش في القرن السادس الميلادي، وذُكِرت أسطورته في العديد من الكتب والقصص.
  • يُعرف حاتم بشخصيته الشهيرة في منطقة الطائي (محافظة حائل في وسط شبه الجزيرة العربية).
  • كما كان له شأن في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وكذلك في الهند وباكستان.

كرم حاتم الطائي

  • يُعرف حاتم الطائي بكرمه وسخائه، حيث كان يقدم جميع الجمال التي يمتلكها للضيوف بدون أن يعرف هويتهم، وعندما اكتشف أنهم ثلاثة من الشعراء كانوا عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني.
  • وكان يُعتبر من شعراء العرب البارزين، معروفًا بسخائه وصدقه وسمو مكانته في العصر الجاهلي.
    • كان يذبح يوميًا عشرة جمال ليطعم الناس الذين يتجمعون حوله.

حكايات عن كرم حاتم الطائي

القصة الأولى

  • سُئلت نوارة، زوجة حاتم الطائي، عن صفات حاتم، فقالت: “كل أمره كان عجبًا. لقد مر علينا عام عانت فيه البلاد من القحط.”
    • وكانت الأمهات يقسون على أطفالهن من شدة الجوع.
  • وفي يومٍ، جاءته امرأة تشكو من أن أطفالها يتضورون جوعًا، فأراد حاتم أن يفعل شيئًا.
    • وعلى الرغم من أن أطفاله كانوا كذلك يعانون من الجوع، قرر حاتم ذبح فرسه وأعطى تلك السيدة وأبنائها ما يحتاجونه من الطعام، مما يعكس مدى كرمه.

القصة الثانية

  • جاء أحدهم إلى حاتم وسأله: هل يوجد أكرم منك؟ فأجابه: “نعم.”
    • وأشار إلى غلام يتيم من قبيلة طيء، يمتلك عشرة من الغنم، وعندما جاءني قام بذبح واحد منها لي.
  • قام الغلام بذبح جميع أغنامه وقدّم لي رؤوسها دون أن يشعر، لأنه أحب طعم لحم الرأس.
    • استغرب حاتم من تصرفه، فقال له: “لماذا فعلت هذا؟”، فأجابه الغلام: “كيف يمكنني عدم تقديم ما أحبته لك؟”
  • قدم له حاتم ثلاثمائة ناقة وخمسمائة رأس من الأغنام، فقال له الرجل: “بهذا أنت أكرم منه!”، لكن حاتم أجاب: “لا، هو أكرم لأنه قدم كل ما لديه وأنا قدمت قليلًا من كثير.”

القصة الثالثة

  • قال أحد قياصرة الروم بعد سماعه عن كرم حاتم: “إن حاتم لديه فرس عزيزة عليه.”
    • فأرسل بعض الأشخاص ليطلبوا منه الفرس.
  • استقبل حاتم الضيوف بكل حفاوة، لكنه لم يعرف أنهم رسل القيصر، وعندما ذبح الفرس ورجع قال له الرسول: “كنا نرغب في الفرس.”
    • فأجابه حاتم: “لو كنت أعلمني مسبقًا لكان أفضل؛ لأنني لم أتمكن من إيجاد غيرها.”
  • أجاب الرسول، متعجبًا من سخائه: “لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا.”

أشعار حاتم الطائي

قصيدة لزوجته ماوية بنت عبد الله بعنوان “لست آكله وحدي”

أيا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـك .. ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد.

إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـه .. أكيلا فإني لست آكـلـه وحـدي.

أخا طارقا أو جار بيت فـإنـنـي .. أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي.

وإني لعبد الـضـيف مـادام ثـاويا .. وما في إلا تلك من شيمة العـبـد.

وقال أيضاً

وعاذلة قامت علي تلومني .. كأني إذا أعطيت مالي أضيمها.

أعاذل أن الجود ليس بمهلكي .. ولا مخلد النفس الشحيحة لومها.

وتذكر أخلاق الفتى وعظامه .. مغيبة في اللحد بال رميمها.

ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه .. يدعه ويغلبه على النفس خيمها.

وقال أيضاً

أكف يدي عن أن ينال التماسهما .. أكف أصحابي حين حاجتنا معا.

أبيت هضيم الكشح مضطمر الحشا .. من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا.

وإني لأستحيي رفيقي أن يرى .. مكان يدي من جانب الزاد أقرعا.

وإنك مهما تعط بطنك سؤله .. وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا.

وقال

ولما رأيت الناس هرت كلابهم .. ضربت بسيفي ساق أفعى فخرت.

وقلت لأصباء صغار ونسوة .. بشهباء من ليل الثمانين قرت.

عليكم من الشطين كل ورية .. إذا النار مست جانبيها أرمعلت.

وقال

لا تشتري قدري إذا ما طبختها .. على إذا ما تطبخين حرام.

ولكن بهذاك اليفاع فأوقدي .. بجزل إذا أوقدت لا بضرام.

حاتم الطائي وتأثيره على مر العصور

  • رُوِى عنه في بعض الأحاديث النبوية، كما أثنى عليه العديد من الكتاب والشعراء.
    • الشاعر الفارسي سعدي تحدث عنه في كتابه “جولستان” عام 1259.
  • قال: “حاتم الطائي لم يعد موجوداً، لكن اسمه سيبقى في الذاكرة فضيلته إلى الأبد.
    • قدِموا بعشر أموالكم في الصدقات، فالفلاح ينتج زيادة في العنب.”
  • وفقًا لكثير من الأساطير والقصص، يُعتبر حاتم شخصية محترمة جدًا في شبه الجزيرة العربية.
    • وقد انتشرت شهرته إلى مناطق عدة في الشرق الأوسط والهند وباكستان ودول أخرى.
  • كُتبت عنه العديد من المؤلفات في بلدان مختلفة، وأنتجت عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تتناول مغامراته.

ديانة حاتم الطائي

  • لم يكن حاتم الطائي مسلمًا ولا كافرًا، بل كان يؤمن بدين يتوسط بين المسيحية واليهودية يسمى الركوسية.
  • نظرًا لأن قبيلته كانت مسيحية، لم يتبع الإسلام، ويُعتقد أنه توفي قبل الهجرة، ولكنه آمن بالله ولم يكن كافرًا كما قيل عنه.
  • يمثل أحد أشعاره دليلاً على إيمانه:

كلوا اليومَ مِن رزقِ الإلهِ وأيْسِرُوا…. فإنَّ على الرحمنِ رِزقكُمُ غَدا.

Scroll to Top