المشروبات
تتنوع المشروبات التي يستهلكها الناس حول العالم، حيث تتميز كل فترة من السنة بمشروباتها الخاصة، ويتميز كل وقت بما يناسبه من مشروبات، كما أن هنالك مناطق معروفة بمشروباتها الفريدة. من بين الأنواع الشائعة على مستوى العالم توجد الشاي، العصائر الطبيعية، الشوكولاتة الساخنة، وبعض الأعشاب مثل المرمية، الزهورات، واليانسون، بالإضافة إلى المشروبات الغازية والقهوة. في هذه المقالة، سنركز على القهوة التي تعتبر أحد المشروبات العالمية التي حققت انتشاراً واسعاً.
تاريخ القهوة
كيف اكتشفت القهوة؟ يُروى أن راعي أغنام يدعى (كلدي) لاحظ سلوك أغنامه بشكل غير مألوف؛ حيث زاد نشاطها بشكل واضح بعد تناولها أوراق شجرة معينة، كما أن هذه الأغنام أصبحت قادرة على السهر دون أي جهد. قام الراعي بإبلاغ أحد أصدقائه عن ذلك، مما أدى إلى تناول الأشخاص الذين يحتاجون للسهر للقهوة عن طريق مضغها. هناك العديد من الأساطير حول كيفية تحول القهوة إلى مشروب، لكنها تظل مجرد قصص يصعب التحقق من صحتها. الدليل الوحيد لدينا هو بعض الفصول في أقدم الكتب التي تناولت القهوة، من بينها كتاب “القانون” لابن سينا، الذي يحتوي على فصل كامل عن القهوة، كما ذُكرت القهوة أيضاً في كتاب “الحاوي” للطبيب العربي الرازي.
القهوة
عادةً ما تنمو القهوة في البرية، لكن مع تزايد الطلب، بدأ زراعتها في حقول خاصة. كان الاستخدام الأول للقهوة في المجال الطبي، ثم بدأت الشريحة العامة تميل لطعمها. برع سكان اليمن في فهم أسرار القهوة، وطرق استخراج نكهاتها بأفضل شكل، حيث قاموا بتحميص حبوب القهوة على النار، ثم طحنها جيداً، وبعد ذلك كانوا يضيفون القهوة المطحونة إلى الماء المغلي للسماح للماء بالتقاط اللون والنكهة والرائحة، ليتم تناقل هذا المشروب كتعبير عن كرم الضيافة.
حالياً، أصبحت القهوة مشروباً عالمياً يستهلكه الكثير من الناس في الصباح والمساء، وتوجد مقاهي متخصصة لتقديم القهوة بمختلف أنواعها. كما تتميز القهوة بتعدد أنواعها، حيث يختلف كل نوع عن الآخر في مدة التحميص، وطريقة الطحن، وطرق الإعداد، ومدة الغلي، والمكونات المضافة. بعض الأشخاص أصبحوا يعتمدون على القهوة بشكل مفرط، حتى أن بعض الأدباء والشعراء تناولوا موضوعها في أعمالهم، مثل محمود درويش.
تعتبر القهوة من المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين، ولذلك يُنصح بتجنب الإفراط في تناولها نظرًا لتأثيرها على الجهاز العصبي. ومع ذلك، فإن للقهوة فوائد عديدة ومعروفة، بشرط تناولها بشكل معتدل وبالكميات المناسبة.