ثمار الصبر أثناء مواجهة المحن والمصاعب

إن ثمار الصبر على الابتلاء متنوعة، ويمنحها الله سبحانه وتعالى للمسلم في الدنيا والآخرة. لذا، ينبغي على المسلم أن يعي أهمية التحلي بالصبر عند مواجهة أي ابتلاء، مهما كانت خطورته.

ثمار الصبر على الابتلاء

يعتبر الصبر على الابتلاء من الاختبارات الجسيمة التي قد تواجه المؤمن، مما يجعل المسلم يحصد ثمار صبره في كل من الدنيا والآخرة على النحو التالي:

ثمار الصبر على الابتلاء في الدنيا

تعويض الله تعالى للمرء المبتلى

  • يمكن أن يظهر الابتلاء في صورة نقص حاد في المال، أو عند الإصابة بمرض خطير، أو غير ذلك من الكوارث.
  • وعندما يواجه المسلم هذه الابتلاءات بالصبر، يعوضه الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة نتيجة لهذا الثبات.
  • هناك العديد من الأشخاص الذين عاشوا فترات طويلة من الفقر وصبروا، فكرمهم الله بالكثير من الثروات نتيجة لتحملهم.

زيادة قرب المبتلى من الله تعالى

  • يكون الصبر سببًا في تقرب المسلم إلى الله عز وجل، حيث يساعده على تجاوز المحن.
  • يتوجه المؤمن إلى الله ليمنحه القوة للخروج من الشدائد.
  • المؤمن يقترب من الله في الأوقات الصعبة، وليس العكس.

كسب محبة الناس

من نتائج الصبر على الابتلاء هو كسب محبة الناس والاقتراب منهم في كافة المواقف التي يمر بها المسلم المبتلى.

ثمار الصبر على الابتلاء في الآخرة

نزول الرحمة من الله تعالى

  • يكافئ الله سبحانه وتعالى من يصبر على الابتلاءات في الدنيا بمكانة رفيعة يوم القيامة.
  • يعتبر الابتلاء اختبارًا من الله يتناول مدى إيمان المسلم وثباته.
  • قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

تكفير الذنوب والسيئات

  • يساعد الصبر المسلم في تطهير نفسه من الذنوب التي ارتكبها في الدنيا.
  • كما ورد في قوله تعالى: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ).
  • علاوة على ذلك، يزيد صبر المؤمن من حسناته ويضاعف له الأجر.

الأمن يوم القيامة

وعد الله عز وجل الصابرين بالأمن في يوم القيامة من المصائب والمشكلات التي يتعرض لها الآخرون.

مضاعفة الأجر للصابرين

ختامًا، أكرم الله عز وجل الذين يصبرون على الابتلاء، حيث تعهد بزيادة الأجر والثواب لهم، كما جاء في قوله تعالى: (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).

أنواع الصبر على البلاء

تتعدد ثمار الصبر إذ يتحلى المسلم بالصبر خلال المصاعب المختلفة التي يواجهها، وتشمل درجات الصبر ما يلي:

الصبر على قضاء الله

  • يعتبر هذا النوع من أسمى درجات الصبر، إذ لم يكن المسلم يدرك الحكمة من ابتلائه.
  • ومع ذلك، يشعر بأنه مُحاط برحمة الله وسيدهّره خير في كل الأمور.
  • ينطق في هذه اللحظات بكلمات إنا لله وإنا إليه راجعون، ويظهر رضا心 الله.
  • يسعى أيضًا لدعوة الله أن يكون زوال البلاء خير له.
  • قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

الصبر على تجنب المعاصي

  • الكثير من المسلمين يمارسون هذا الصبر دون وعي بأنه صبر على الابتلاء.
  • عند تجنب المعصية بالإرادة، فهذا دليل على صبره في الابتلاء.
  • يستبدل المسلم الأعمال السيئة بالأعمال الصالحة، مثل attending a knowledge gathering.
  • يتجنب الأماكن التي قد تغريه نحو المعاصي بشكل فعّال.
  • يتوجّه إلى الله بالإكثار من الاستغفار في حال ارتكب مخالفة.
  • هذا النوع من الصبر ينبع من اليقين بأن الله سبحانه وتعالى مطلع على جميع شؤون الإنسان.

الصبر على طاعة الله عز وجل

  • إنه من أرقى أنواع الصبر، حيث يتمسك المسلم بطاعة الله رغم كافة العراقيل.
  • رغم كثرة انشغالات الحياة، إلا أن الإيمان يساعده على الالتزام بطاعة الله.
  • قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

أسباب تعرض المسلم للابتلاء

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ابتلاء المسلم، منها:

  • يكون الابتلاء نتيجة لارتكابه للمعاصي كوسيلة لتأديبه من الله تعالى.
  • أو قد يكون ابتلاءً لأجل تمكينه من الوصول إلى درجات عالية من الرضا في الدنيا والآخرة، ليكون من الصالحين.

نماذج من الصبر على البلاء

  • عانى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء فترة دعوته بشكل كبير، حيث واجه العديد من الصعوبات.
  • تلقى الأذى من أقرب الناس إليه، وكان أصحابه أيضاً يعانون من التكذيب والإيذاء، ومع ذلك واجهوا كل ذلك بالصبر.
  • في مكة، واجه النبي أضرارًا شديدة من أبو لهب، وكان يسعى لتحذير الناس من دعوته.
Scroll to Top