ثعبان البحر الكهربائي ذو اللون الشفاف

تتعدد الكائنات الحية التي خلقها الله تعالى على سطح الأرض، حيث تشمل تنوعًا هائلًا من النباتات والحيوانات والميكروبات إلى جانب البشر.

اليوم، سنتناول أحد أبرز الكائنات البحرية، وهو الثعبان الكهربائي الشفاف، الذي يعيش في البحار والمحيطات.

ما هو الثعبان الكهربائي الشفاف؟

الثعبان الكهربائي هو نوع من الثعابين يتميز بشفافية كاملة، مما يجعل من الصعب رؤيته أو حتى ملاحظته.
يعيش هذا الكائن في المحيطات منذ حوالي 140 مليون سنة، ويشار إليه أحيانًا باسم “نحيف الرأس”.
يتكون جسمه من كتلة عضلية رقيقة جدًا، يمكن رؤيتها بوضوح من الخارج.
يتسم جسده بالهلامية من الداخل، مع ضغط من الجانبين، ويحتوي على زعانف شرجية وظهرية مثل الثعابين الأخرى.
ومع ذلك، يفتقر إلى زعانف الحوض، ويحتوي على أنبوب صغير في قناته الهضمية.
الثعبان الكهربائي ليس له أي جزء مرئي مثل القلب أو الرئة أو أي من الأجهزة الداخلية الأخرى.
كما أنه لا يمتلك كريات دم حمراء، مما يعني أن دمه غير مرئي.
باستطاعته السباحة للأمام والخلف بسلاسة، ويبلغ طوله حوالي 8 سم.

يمتاز بسرعته الكبيرة وقدرته الكبيرة على التكيف والتعايش مع أنواع متعددة من الأسماك بفضل طبيعته الهادئة.

ينتمي هذا الثعبان إلى فصيلة الأسماك، وعلى الرغم من شكله الشبيه بالثعابين الطبيعية، فإنه قادر على توليد طاقة كهربائية تبلغ حتى 600 فولت أو أكثر، مما يجعل صدماته الكهربائية قاتلة في كثير من الأحيان.

يتواجد هذا الثعبان في المناطق الشمالية من قارة أمريكا الجنوبية، وخصوصًا في نهري الأمازون والأورينوكو.
تُعتبر هذه الأنهار طينية، ومن بين الأنواع الشهيرة فيها، نجد الثعابين الرعاشة، التي تصيب فرائسها بشلل تمنعها من الحركة.

يتسم لون الثعبان الكهربائي الشفاف بلون زيتوني مائل إلى البني، حيث يتراوح طوله بين مترين ونصف.
يمتلك ذيلًا مدببًا طويلًا وزعانف صغيرة خلف خياشيمه، بينما تبرز الزعانف الكبيرة في القسم السفلي من جسمه، ويتغذى على الأسماك الصغيرة والضفادع.

يمتاز هذا الثعبان بآلية عمل فريدة، حيث يمكنه استخدام الكهرباء بشكل مكثف.
يقوم بالتحكم في شدة التيار الكهربائي؛ حيث يستخدم تيارًا ضعيفًا لشل حركة فرائسه وابعادها عنه.

أما إذا رغب في قتل فريسة ما، فإنه يرسل تيارًا قويًا يتسبب في موتها فور لمسه لها.

في حال احتاج إلى تحديد موقع فريسة، يقوم بإرسال تيار كهربائي ضعيف للغاية فقط لتحديد موقعها قبل الانقضاض عليها.

تم اكتشاف هذا النوع من الثعابين الشفافة الكهربائية نتيجة لأبحاث قام بها العالمان إلكسندر فون همبولت وإيمي بونبلان.
وقد استكشفوا غابات في قارة أمريكا الجنوبية عام 1800، حيث قضى كلاهما حوالي خمس سنوات في البحث في هذا المجال.
خلال رحلتهم إلى نهر أورينوكو، اكتشفوا مجموعة من المستنقعات التي كانت مليئة بالثعابين.
تعرض كلا العالمان لصدمات كهربائية قوية من تلك الثعابين، وقد أشار ألكسندر إلى أنه شعر بخدر في مفاصله ولم يعد يشعر بها لمدة يومين.

هذا بسبب التأثيرات القوية لتلك الشحنات الكهربائي على أعصابه، حيث كان يقف عليها من دون قصد.

كتب ألكسندر مقالًا حول تجاربه وما شاهده مع تلك الثعابين، واستمر في توثيق تلك الأحداث لمدة ثمانية أعوام بعد وقوع الحادثة.

يعيش عادة على عمق حوالي 100 متر تحت سطح البحر، ويفضل خلال النهار التواجد في أعماق أكبر قليلاً.
تتراوح درجة حرارة مياهه بين 24 إلى 30 درجة مئوية، ورغم صغر حجم جهازه الهضمي، فقد عجز العلماء عن تحديد غذائه بدقة بسبب عدم وجود عوالق حيوانية داخله.
ومؤخراً، اكتشف العلماء أن غذاء هذا الثعبان يتكون من جزئيات صغيرة عائمة تعرف باسم “الثلوج البحرية”.