في هذا المقال، نتناول خطبة تتحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أحد الأئمة المهديين وثاني الخلفاء الراشدين، بهدف تسليط الضوء على أبرز فضائله وخصاله الحميدة. حيث يتعين على المسلمين أن يستلهموا من سيرة حياة سيدنا عمر بن الخطاب.
سنسلط الضوء على أبرز صفاته الجميلة وإنجازاته العظيمة، حتى يصبح قدوة لجميع المسلمين.
الخطبة الأولى
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، ونشكر الله عز وجل على نعمة الإسلام، ونعبر عن شكرنا لأن جعلنا ضمن أمة الرسول محمد صل الله عليه وسلم. ستتناول خطبتنا اليوم سيرة أمير المؤمنين الصحابي الجليل، ثاني الخلفاء الراشدين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
تميز الخليفة عمر بن الخطاب بصفات عديدة مثل الشجاعة، القوة، التدين، والعدل بين الناس، إضافة إلى حسن الرأي والمشاعر الإيجابية التي يحبها الله في عباده.
نسأل الله أن يعطينا صفات أمير المؤمنين وأن يرفعنا لمقام الصحابة والخلفاء الراشدين، فهم صحابة رسول الله محمد صل الله عليه وسلم. في السطور التالية، نقدم نبذة عن عمر بن الخطاب، ونتناول أهم صفاته وفضائله.
عن عمر بن الخطاب
أيها المؤمنون، خطبتنا اليوم تركز على خصائص الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، وتاريخه الحافل بالإنجازات والجهاد. إليكم بعض القصص والأحاديث النبوية خصوصاً حول شخصية عمر بن الخطاب:
روي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان عنده نساء من قريش يتحدثن معه بصوت مرتفع. ولما استأذن عمر، بادرن إلى الحجاب فأذن له رسول الله، فدخل عمر وكان رسول الله يضحك. فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله. فقال النبي: “عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب”. فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله. ثم قال: يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟ قلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله.
فقال رسول الله: “إيهًا يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجا غير فجك”.
توجد مقولة مشهورة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أطلقها رسول كسري عندما قال: “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”. وقد جاءت هذه المقولة عندما زار رسول كسري منزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسط تساؤلات الناس حول خليفة المسلمين. لم يتوقع رسول كسري أن يجد خليفة المسلمين نائماً تحت شجرة، يحتمي من الشمس، وهو يرتدي عباءة قديمة بليت من الزمن. وقد تساءل عن الحالة المعيشية له، فبرزت عظمة الإسلام التي تساوي بين الخليفة والشعب.
الخطبة الثانية
أخلاقه وصفاته
تُعتبر الشجاعة من أبرز الصفات التي تميز بها الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فيما يلي بعض المواقف الشهيرة التي تجسد شجاعته:
- كان عمر بن الخطاب دائمًا على استعداد للدفاع عن الرسول صل الله عليه وسلم والتضحية في سبيل الله. تاريخنا مليء بالقصص التي تدل على شجاعته.
- روى بن عباس رضي الله عنه أنه سأل عمر عن سبب تسميته بالفاروق، فقص عليه قصة إسلامه.
- عندما أصر على موقفه، قال: “يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟” فأجابه النبي: “بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق”.
- بعد ذلك، خرج المسلمون في صفين تحت قيادة عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب، ولما رآهم المشركون تجلت لهم هيبة الإسلام.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا”.
القوة الإيمانية عند عمر بن الخطاب
حين نتناول سيرة عمر بن الخطاب، فلا بد أن نبرز قوته الإيمانية التي تعد أعظم من القوة البدنية.
- تميز عمر بشجاعته وقوته في الجهاد، لكن قوته أيضًا كانت إيمانية ونفسية. عاش الفاروق قسوة الحياة في مكة ولم يعرف الرفاهية من قبل.
- كان له جسد طويل وعريض، وقد ساهم ذلك في هيبته بين الناس.
- قوته النفسية تجلت في صراحته، حيث كان لا يتردد في مصارحة الرسول بمشاعره.
- عندما أعلن إسلامه، كان ذلك دون تردد، وقد وصفه النبي بقوله: “أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر”.
أسئلة شائعة حول عمر بن الخطاب
الخاتمة
الحمد لله على نعمة الإسلام، ونسأل الله أن يبارك في دينه. في ختام خطبتنا، لا بد أن نذكر بعض الصفات المشهورة للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
اتسم الفاروق بالعدل، وكان قدوة للكثيرين، حيث هو الحاكم العادل الذي يتعامل بين الكبير والصغير بلا تفرقة. وكان يتمتع بصواب الرأي، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأخذ برأيه في العديد من الأمور المهمة.
وقد جاء في كتاب الله تعالى ما يؤكد صواب رأي عمر بن الخطاب في معركة بدر.