عقيدة العرب قبل ظهور الإسلام
امتدَّ الزمن طويلاً بين بعثة النبي عيسى -عليه السلام- وبعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مما أدى إلى ابتعاد الناس عن دينهم، بحثاً عن إله يقتربون منه ويلتمسون عنده احتياجاتهم، فاختاروا عبادة الأصنام. وقد أصبحت عبادة الأصنام شائعة بين العرب قبل الإسلام، حيث خصصت قريش أسماءً لكل صنم، وغالباً ما كانت تلك الأسماء تحمل أسماء رجال صالحين من عصور سابقة. وقد ذكر الله -تعالى- بعض هذه الأصنام في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (أفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى).
قيم العرب وأخلاقهم قبل الإسلام
عند استعراض أخلاق العرب في الفترة الجاهلية، يتضح أن الكثير منها قد تفكك وانهار نتيجة تدهور العقيدة الصحيحة، مما أدى إلى انتشار العديد من السلوكيات السيئة. وفيما يلي بعض من هذه الأخلاق:
- وأد البنات، الذي يعبر عن قتل الفتاة خوفاً من العار الذي يلحق بالعائلة.
- احتقار الفقراء والضعاف.
- التفاخر والتكبر بسبب ولاية البيت الحرام.
- انتشار أنماط فاسدة من الزواج، مثل نكاح الاستبضاع، ونكاح ذوات الرايات، وزواج الرهط.
موقف العرب من المرأة قبل الإسلام
انخفضت مكانة المرأة لدى العرب قبل الإسلام، وتجلّى ذلك في عدة مظاهر، منها:
- كان الرجل ينظر إلى المرأة كسلعة يمتلكها، تماماً مثل الأنعام والممتلكات، وكان يتصرف بها كما يشاء.
- لم يكن هناك عدد محدد للطلاق أو للزوجات التي يمكن للرجل أن يتزوج بهن.
- حرمت المرأة من الميراث وحقوقها الشرعية التي تفرضها عليها العلاقة الزوجية.
- اعتُبرت زوجة الأب جزءاً من تركة الأب عند وفاته، وكان الابن الأكبر الأحق بها من غيره.
- كانت المرأة تعتد لمدة عام كامل عند وفاة زوجها، وكان حدادها شديداً، حيث كانت تمتنع عن الطهارة ومس الماء، وتبتعد عن الخروج ولقاء الناس.