ما هي الشخصية السيكوباتية؟
يُعرف الشخص السيكوباتي بأنه شخص يتميز بالنرجسية ويفتقر إلى المبادئ الأخلاقية، حيث يقوم بانتهاك القوانين والمبادئ الاجتماعية دون أي شعور بالندم. إنه شخص قاسٍ لا يظهر تعاطفًا مع الأفراد أو الظروف التي تتطلب المشاعر الإنسانية. باختصار، فإن تصرفاته وعلاقاته الاجتماعية تغلب عليها مشاعر القسوة والعدائية، مما يجعله مختلفًا تمامًا عن الطبيعة الإنسانية التي نعتاد عليها.
من الجدير بالذكر أن السيكوباتية ليست تشخيصًا معتمدًا رسميًا في الطب النفسي، ومع ذلك، فإن مصطلح “سيكوباتي” يتم استخدامه بشكل شائع في مجالات الطب والقانون لوصف الأشخاص الذين يتسمون بالأنانية المطلقة والقسوة، وغالبًا ما يكون لديهم ميول إجرامية.
تتسم الشخصية السيكوباتية بتشابه مع “اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع”، ولكن توجد اختلافات جوهرية، منها:
- يتم تصنيف الشخصية المعادية للمجتمع كمرض نفسي وتخضع لتشخيص طبي.
- يعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أقل عنفًا وضررًا مقارنة بالشخصية السيكوباتية.
- بينما قد يتسبب المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في الأذى للآخرين دون قصد، فإن الشخص السيكوباتي قد يخطط لإلحاق الأذى بالآخرين عمدًا.
علامات الشخصية السيكوباتية
تشير الدراسات إلى أن نحو 29% من الناس يظهر لديهم صفة أو أكثر من صفات السيكوباتية، ولكن أقل من 1% ينطبق عليهم التعريف الحقيقي للشخص السيكوباتي. ومن أبرز العلامات التي تميز الشخصية السيكوباتية:
- الجاذبية المؤقتة: يتمتع السيكوباتيون بقدرة على جذب الآخرين ويكونون متحدثين بارعين، مما يجعلهم يتفوقون كقادة في مجالات الأعمال، ولكن مع مرور الوقت، تتكشف طبيعتهم الحقيقية.
- الكذب المرضي: يعتمد الشخص السيكوباتي على الكذب بشكل متكرر لتقديم صورة إيجابية عن نفسه، وغالبًا ما تكون لديه صعوبة في تذكر الأكاذيب، مما يدفعه لتغيير الروايات عند الإمساك به.
- النرجسية: يشعر السيكوباتي بتفوقه الشخصي ويعتقد أن القوانين والقواعد لا تنطبق عليه، حيث يعيش وفقًا لمعاييره الخاصة.
- نمط الحياة الطفيلي: يزعم السيكوباتي أن لديه قصصًا حزينة أدت إلى فشله المالي، ويستغل هذه القصص لكسب تعاطف الآخرين وللحصول على المال.
- التلاعب: يتمتع السيكوباتي بذكاء وقدرة على إقناع الآخرين لتحقيق مآربه الشخصية.
- عدم التعاطف: يجد السيكوباتي صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، حيث ينظر إلى مشاعر الحزن والقلق كمشاعر غير منطقية، مما يجعله يظهر كإنسان غير مبالٍ حتى تجاه المقربين إليه.
- عدم الندم: يغفل السيكوباتي عن مشاعر الندم فيما يتعلق بإيذاء الآخرين، وبدلاً من ذلك يلجأ لتبرير أفعاله وإلقاء اللوم على الآخرين.
- عدم المسؤولية: لا تكون الوعود ذات قيمة بالنسبة للشخص السيكوباتي، فهو غالبًا لا يفي بالوعود أو الدين، ويتصور غالبًا أن مشاكله ناتجة عن أخطاء الآخرين.
- الاندفاعية: يتخذ الشخص السيكوباتي قرارات متسرعة دون التفكير في العواقب، مثل شراء سيارة أو تغيير مكان الإقامة أو ترك الوظيفة دون اعتبار للنتائج الناتجة عن تلك القرارات.
أسباب الشخصية السيكوباتية
يكشف علم النفس عن ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في ظهور الشخصية السيكوباتية، وهي:
- الاستعداد الوراثي: زيادة احتمالية ظهور الصفات السيكوباتية في العائلات التي لديها تاريخ من المشاكل النفسية، على الرغم من أن السيكوباتية لا تُعتبر وراثية بشكل صارم.
- العوامل البيئية: تشمل التعرض للعنف أو الاستغلال، أو نشأة في بيئة مشبوهة تسودها القسوة.
- اختلاف بيولوجيا الدماغ: أظهرت دراسات أن لدى الأشخاص السيكوباتيين اختلالات وظيفية في أجزاء معينة من الدماغ مثل القشرة الجبهية، المسؤولة عن التفكير والتخطيط، أو اللوزة الدماغية المرتبطة بالمشاعر واستشعار الخوف.
علاج الشخصية السيكوباتية
في الماضي، كانت طرق علاج السيكوباتية غير فعالة، حيث كانت تركز على تقليل السلوكيات الإجرامية دون معالجة الجوانب النفسية للفرد. يعتبر علاج السيكوباتية تحديًا، ذلك أن الأفراد السيكوباتيّون غالبًا ما لا يدركون أنهم يعانون من صفات شخصية غير صحية، مما يجعل من الصعب عليهم تعديل سلوكهم.
حاليًا، يطبق الأطباء استراتيجيات العلاج النفسي بالإضافة إلى أساليب أخرى تشبه تلك المستخدمة لعلاج “اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع”. وقد أثبتت هذه العلاجات فعاليتها، حيث تشمل تشجيع السلوكيات الإيجابية والثناء عليها، وتثبيط السلوكيات السلبية وانتقادها.
كيف تتعامل مع الشخصية السيكوباتية؟
التعامل مع الشخص السيكوباتي يتطلب بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك:
- تحديد حدود واضحة عند التعامل معهم.
- تجنب الدخول في محادثات أو جدالات معهم، وقلل من الخلافات قدر الإمكان.
- توقع الأسوأ منهم وتصرف وفقًا لذلك، فلا تتوقع منهم تصرفات طبيعية دائمًا.
- إذا كانت العلاقة تتضمن معاملات أو وثائق رسمية، قم بتوثيق كل المعلومات المهمة.
- الحفاظ على هدوء أعصابك وعدم الاستجابة للاستفزازات.
- اللجوء إلى السلطات القانونية في الحاجة.
- التحلي بالصبر ومحاولة التصرف بهدوء دائمًا.