جابر بن عبد الله الأنصاري يُعتبر أحد الصحابة البارزين الذين كان لهم دور مؤثر في تاريخ الإسلام، حيث ساهم بشكل كبير في نشر الأحاديث النبوية الشريفة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نبذة عن جابر بن عبد الله الأنصاري
- هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، من قبيلة بني سلمة.
- يُعرف بلقب أبي عبد الله، لكن هناك اختلاف حول كنيته؛ حيث يُقال عنه أيضاً أبو محمد أو أبو عبد الرحمن.
- والدته هي نسيبة بنت عقبة بن عدي الأنصارية، ووالده هو عبد الله بن عمرو بن حرام، الذي استشهد في غزوة أحد.
- كان جابر معتبراً لشخصيته الطيبة وكرمه، على الرغم من فقدان بصره.
إسلام جابر بن عبد الله
- كان جابر من أوائل الذين أسلموا، وقد نال الكثير من العناية والحنان من النبي صلى الله عليه وسلم.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل جابر عن أحواله ويوجهه نحو الخير دائماً.
- كان جابر أحد الستة الذين شهدوا بيعة العقبة، حيث قابل النبي وفداً من الأنصار، وكانوا جميعهم من الخزرج.
- تضمن ذلك الوفد: أبو أمامه أسعد بن زرارة، وقطبة بن عامر، وعوف بن الحارث المعروف بابن عفراء، ورافع بن مالك، وعقبة بن عامر، بالإضافة إلى جابر بن عبد الله.
- بعد دعوتهم للإسلام، عاد هؤلاء إلى المدينة لنشر الدعوة، وبدأ الإسلام في الانتشار بفضل جهودهم.
- كان جابر مُتشوقاً للجهاد، وشارك في 21 غزوة، بما في ذلك غزوة الخندق وبيعة الرضوان.
- هذا يدل على أن جابر لم يُفوت أي غزوة بل شارك في جميعها.
حياة جابر بن عبد الله بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
- شارك جابر في الفتوحات الإسلامية بالشام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كان جابر أيضاً من المجاهدين في جيش القائد خالد بن الوليد.
- عمل كمفتي في المدينة، حيث كان يجمع الناس في المسجد النبوي لتعليمهم الأحاديث النبوية.
- بلغ عدد الأحاديث التي رواها 1540 حديثًا، واتفقت الشيخان على 58 منها.
- كما انفرد البخاري بـ 26 حديثاً لجابر، في حين انفرد الإمام مسلم بـ 126 حديثاً.
- جمع موسى بن علي بن محمد الأمير فتاوى جابر في كتاب بعنوان “جابر بن عبد الله وفقهه”.
زواج جابر بن عبد الله الأنصاري
تزوج عبد الله بن جابر من ابنة عمته، سهيم بنت مسعود بن أوس بن مالك.
- والدتها هي الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام، وهي أيضاً من قبيلة بني سلمة.
- كانت سهيم ثيباً، وعند سؤاله عن سبب اختياره الزواج من امرأة ثيب، قال: “كرهت أن أجيء بمثل أخواتي، فاخترت امرأة تعتني بهن وتعلمهن.”
- تم الزواج في السنة الثالثة من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل غزوة ذات الرقاع.
- أنجب جابر من هذا الزواج خمسة أبناء: عبد الرحمن، عبد الله، محمد، محمود، وعقيل.
كما يمكنكم التعرف على:
وفاة جابر بن عبد الله الأنصاري
اختلف المؤرخون حول السنة التي توفي فيها جابر بن عبد الله، حيث قيل إنه توفي في السنة 68 من الهجرة، بينما ذكر أبو سليمان أنه توفي في السنة 72.
- قال محمد بن سعد إنه توفي في السنة 73، فيما ذكر محمد بن يحيى أن وفاته كانت في السنة 77.
- هناك روايات عن توفي جابر وعمره 94 عامًا، وقد صلى عليه أبان بن عثمان.
- اتفقت الآراء على أنه فقد بصره في كبره، وفي آخر سنوات عمره، جابر عاش في مكة.
- التقى هناك بالعديد من التابعين مثل عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار.
سيرة جابر بن عبد الله الأنصاري
شهد جابر بن عبد الله العديد من الأحداث الهامة في حياته؛ إذ حضر مع والده بيعة العقبة الثانية في عام 13 من البعثة النبوية وكان أصغر من شهد البيعة من الأوس والخزرج بعمر 6 سنوات.
- انضم جابر إلى القافلة النشطة التي شاركت في جميع الغزوات عدا غزوة أحد وبدر.
- كانت أول غزوة شارك فيها جابر هي غزوة حمراء الأسد، التي حدثت بعد غزوة أحد.
- في تلك الغزوة، تناول النبي صلى الله عليه وسلم قضية جابر، الذي أراد أن يكون مع الجيش، وأذن له بذلك.
- كان لجابر علاقة وثيقة مع النبي، حيث أعطاه النبي توجيهات وإرشادات حول الأمور المالية الخاصة فيه.
- اهتم جابر في فترة الخلفاء الراشدين بالأمور العلمية وقدم النصائح للناس دون الانغماس في الشؤون السياسية.
- في عهد الخليفة أبي بكر، شارك في فتح مدينة دمشق مع القائد خالد بن الوليد.
- كان له دور في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في حل الشؤون الاجتماعية لجماعة من الناس.
- أما في عهد عثمان بن عفان، شارك في الوفد الذي زار المصريين الذين أرادوا حقوقهم.
- في فترة خلافة علي بن أبي طالب، كان جابر من المقاتلين معه، وعبّر عن استنكاره لنقل منبر الرسول إلى الشام.
قصة جابر بن عبد الله مع الرسول في غزوة الخندق
- أثناء تحرير الخندق، كان جابر بن عبد الله وأصحابه يعانون من الجوع، حتى قاموا بربط أحجار على بطونهم لتخفيف الشعور بالجوع.
- واجهتهم صخرة كبيرة لم يستطيعوا كسرها، وعندما أبلغوا النبي بذلك، استخدم قوة إيمانه وكسرها بسهولة، مما كان يعد من المعجزات.
- هذه الأحداث تُظهر مدى قرب جابر وشجاعته في سبيل الدفاع عن الإسلام.