دراسة شاملة حول دودة الأرض وبيئتها وأهميتها

تصنيف ديدان الأرض

تستمد دودة الأرض الشائعة، والمعروفة باسم الخرطون (بالإنجليزية: Lumbricus terrestris)، تصنيفها من المراتب التالية:

  • المملكة: الحيوان.
  • العييلم: ثنائيات التناظر.
  • المملكة الفرعية: أوليات الفم.
  • الشعبة: الديدان الحلقية.
  • الصنف: السرجيات.
  • الرتبة: خلفية الفتحات.
  • الفصيلة: الخرطونيات.
  • الجنس: الخراطين.
  • النوع: دودة الأرض الشائعة.

موطن دودة الأرض

تنتشر ديدان الأرض في كافة أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية والمناطق المرتفعة في القطب الشمالي. تعيش بعض الأنواع تحت سطح البحر، بينما يفضل معظمها العيش على اليابسة، وخصوصاً في المناطق ذات التربة الرطبة والمواد النباتية المتحللة. وبالتالي، تتواجد بكثرة في الغابات المطيرة، وفي البيئات التي تحتوي على الطين والمياه العذبة.

تعيش أنواع مختلفة من الديدان في طبقات متفاوتة من التربة، حيث تفضل معظمها الحياة تحت سطح التربة بما يعادل متر واحد تقريباً، بينما تعيش بعض الأنواع على عمق يصل إلى عدة أمتار.

الخصائص الفيزيائية لدودة الأرض

إليكم أبرز الخصائص الفيزيائية لدودة الأرض:

  • الطول

يتراوح طول دودة الأرض بين 2 سم إلى أكثر من 3 متر حسب النوع.

  • اللون

خلو جسم دودة الأرض من الأصباغ يعود إلى حياتها المستمرة تحت التربة بعيداً عن أشعة الشمس، مما يجعل لون جسمها أبيض أو رمادي أو وردي.

  • الشكل الخارجي

تشير الدراسات التشريحية إلى أن شكل دودة الأرض يشبه الأنبوب داخل أنبوب، حيث يتكون جسمها من حلقات. وفي مقدمة الجسم يوجد انتفاخ يدعى السرج (بالإنجليزية: Clitellum)، بينما الحلقات الأخرى مغطاة بشعرات خشنة تُعرف بالهلب (بالإنجليزية: Chaetae) لمساعدتها في الثبات أثناء حفر التربة.

  • التركيب الداخلي

يتكون جدار جسم دودة الأرض من طبقتين عضليتين، بينما يحتوي داخل جسمها على جهاز هضمي يمتد من الفم إلى الشرج، حيث يوجد بين الطبقة العضلية والجهاز الهضمي تجويف يحتوي على الأعضاء الداخلية الأخرى.

  • المدى العمري

يختلف عمر دودة الأرض حسب النوع، حيث يتراوح عمر دودة الأرض من نوع زاحف الليل بين 6-9 سنوات، وقد تعيش حتى 20 عاماً. أما دودة الأرض المعروفة بالدودة الحمراء، فعمرها يتراوح بين 2-5 سنوات، بينما تعيش الدودة الرمادية بين 1.25-2.6 عاماً.

تكاثر دودة الأرض

تشير الدراسات إلى أن ديدان الأرض تعتبر كائنات خنّثى متزامنة (بالإنجليزية: Simultaneous Hermaphrodites)، مما يعني أن كل دودة تمتلك أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية. ومع ذلك، يتطلب التكاثر وجود دودة أخرى، وتتم العملية كالتالي:

  • تتجه الدودتان نحو بعضهما البعض وتطلق كل منهما كمية من المخاط لتكوين غلاف لزج حول جسميهما.
  • تقوم كل دودة بإطلاق حيواناتها المنوية التي تلتقط عبر المخاط وتنتقل إلى الوعاء المنوي في جسم الدودة الأخرى، ثم تنفصل الدودتان.
  • بعد الانفصال، يفرز السرج المخاط الذي يحمل البيض، فيلتصق المخاط بالبيض.
  • يتجه المخاط المحتوي على البيض إلى الوعاء المنوي حيث يتم تخصيب البويضات، وتتكون شرنقة تحيط بالبيض المخصب وبعد حوالي أسبوعين تفقس البيض وتخرج الديدان الصغيرة إلى التربة.

تتمتع ديدان الأرض بقدرة على تجديد نفسها، حيث يمكنها تشكيل حلقات جديدة إذا فقدت بعضها، وإذا انقسم جسمها إلى جزئين، فإنها تجدد الجزء الذي يحتوي على الرأس ليصبح دودة مكتملة مرة أخرى.

تغذية دودة الأرض

تعتبر دودة الأرض من الكائنات القمّامة، حيث تستهلك ما يصل إلى ثلث وزنها من التربة التي تحفرها وتحتوي على مواد عضوية متحللة، مثل أوراق وجذور النباتات. تمر المواد العضوية عبر الفم ثم إلى الحوصلة حيث يتم تخزين الطعام مؤقتا قبل انتقاله إلى القانصة.

عادةً ما تحتوي قانصة دودة الأرض على حصى صغيرة قامت الدودة ببلعها سابقا لتساعد في طحن الطعام وتسهيل هضمه. ينتقل الطعام بعد ذلك إلى الأمعاء، التي تكون مغطاة بأوعية دموية تمتص العناصر الغذائية لتوزيعها على الجسم. أما المواد التي لا تُهضم، فتخرج من الشرج على شكل فضلات.

تنفس دودة الأرض

تفتقر دودة الأرض إلى جهاز تنفسي متطور أو رئتين، لذا يحدث تبادل الغازات عن طريق جلدها. ولضمان ذلك، يجب أن يبقى جلد دودة الأرض رطبًا دائماً بمساعدة الإفرازات المخاطية التي تُنتجها، والعيش تحت الأرض أو في مناطق مظللة.

تمتلك دودة الأرض قدرة على تجنب التعرض لأشعة الشمس بواسطة خلايا حساسة للضوء موجودة على جلدها، التي تحول الضوء إلى نبضات كهربائية تستشعرها، مما يدفعها للاختباء تحت التربة مجددًا.

أنواع دودة الأرض

توجد حوالي 2700 نوع من ديدان الأرض تتوزع ضمن ثلاث مجموعات رئيسية بناءً على موطنها:

  • الديدان السطحية

(بالإنجليزية: Epigeic earthworms) تعرف أيضاً بديدان السماد نظراً لدورها في تحسين جودة التربة. تفضل هذه الديدان العيش بين المواد العضوية المتحللة على سطح التربة ولا تصنع جحورًا لأنها ليست بارعة في الحفر. من خصائصها:

  • صغر الحجم، حيث يتراوح طولها بين 2.5 – 18 سم.
  • لون الجسم الداكن يساعد على التمويه والاختباء من الأشعة فوق البنفسجية.
  • تتمتع بعضلات قوية تمكنها من الحركة بسرعة لتفادي المفترس.
  • تتكاثر بسرعة كبيرة.
  • ديدان داخل التربة

(بالإنجليزية: Endogeic earthworms) هي ديدان تحفر جحورًا أفقية في الطبقة العليا من التربة، أو تحت الصخور وجذع الأشجار، وتظهر فقط عند هطول الأمطار الغزيرة. تتميز هذه الديدان بـ:

  • اللون الشاحب أو الشفاف لجسمها.
  • الطول الذي يتراوح بين 2.5-30.5 سم.
  • ضعف العضلات مقارنة بالديدان السطحية، مما يجعلها أبطأ منها.
  • تتغذى على التربة مما يسهم في تنشيط تدفق الهواء وخلط العناصر الغذائية.
  • ديدان الجحور العميقة

(بالإنجليزية: Anecic earthworms) هي ديدان تحفر جحورًا عمودية تصل إلى عمق 1.8 متر تحت الأرض. تصل هذه الديدان إلى السطح للحصول على الطعام وتسحبه إلى شبكة جوارها الواسعة. من خصائص هذه الديدان:

  • تنوع كبير في الحجم، حيث يتراوح طولها بين 2.5 سم إلى نحو متر.
  • غالباً ما تكون ذات لون حليبي.
  • تعتبر أبطأ الأنواع بسبب ضعف العضلات.
  • تشمل الأنواع الشائعة مثل دودة الحفار الليلي وديدان تستخدم كطعم لصيد الأسماك.

فوائد وأضرار دودة الأرض

يمكن أن تكون ديدان الأرض مفيدة أو ضارة، ويتوقف ذلك على كونها من الأنواع المحلية أو الدخيلة. فيما يلي بعض فوائد وأضرار دودة الأرض:

فوائد دودة الأرض

تعد دودة الأرض ذات فوائد عديدة، منها:

  • تحويل المواد العضوية إلى شكل يسهل على النباتات استهلاكه من خلال المرور بأمعائها وخلطها بالكائنات الحية الدقيقة.
  • تحسين إعداد التربة من خلال نقل كميات كبيرة منها وتوزيع المواد العضوية إلى الأعماق.
  • تعمل الجحور التي تحفرها كقنوات لتصريف المياه، مما يقلل من تآكل التربة السطحية.
  • تعزيز قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه من خلال تفتيت المواد العضوية وزيادة مساميتها.
  • زيادة قدرة جذور النباتات على التغلغل في التربة من خلال الأنفاق الغنية بالمغذيات.
  • تساعد على دفن بقايا النباتات من خلال سحبها داخل جحورها.
  • تعزز تهوية التربة مما يحسن من بنيتها.
  • تُستخدم فضلات دودة الأرض كسماد عالي الجودة.
  • تستخدم بعض الأنواع كطعم لصيد الأسماك.

أضرار دودة الأرض

رغم فوائد دودة الأرض، إلا أنها قد تكون ضارة للبيئة، ومنها:

  • قد تؤدي إلى تلف الشتلات المزروعة ونقل الأمراض بين النباتات أثناء تحركها في التربة.
  • يمكن أن يؤدي إدخال ديدان جديدة من مناطق أخرى إلى آثار سلبية مثل:
    • تغيير الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة بما في ذلك الرقم الهيدروجيني ودورة المغذيات والمياه.
    • تعطيل العلاقات التكافلية بين فطريات التربة والجذور.
    • توفير بيئة مناسبة لنمو النباتات الدخيلة على حساب نمو النباتات الأصلية.
Scroll to Top