تعريف التيمم وأسباب تشريعه في الإسلام

ما هو التيمم؟

لقد جعل الله -عز وجل- من التيمم بديلاً ميسراً عن الماء، وذلك تخفيفاً ورحمة للمسلمين في حال عدم توفر الماء أو العجز عن استخدامه. وقد ورد في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). وفي السطور التالية، سنستعرض تعريف التيمم من النواحي اللغوية والاصطلاحية.

التعريف اللغوي للتيمم

في اللغة، يُعرف التيمم بأنه عبارة عن القصد، ويأتي من الجذر الثلاثي (أَمَّ)، الذي يعني الاتجاه أو القصد. يُقال: تيممت فلانا أي قصدته.

التعريف الاصطلاحي للتيمم

أما في الاصطلاح، فإن التيمم يُعرف بأنه:

  • استخدام جزء طاهر من الأرض كبديل لعملية الطهارة.
  • القصد إلى التراب كبديل عن الماء في الطهارة.
  • أو الإشارة إلى الصعيد، وهو التراب الموجود على سطح الأرض.

قصة تشريع التيمم

تتعلق قصة تشريع التيمم بالحديث الوارد عن عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إحدى سفراته، حتى إذا كنا في البيداء، انقطع عقدي، فأقام النبي -صلى الله عليه وسلم- في طلبه، وأقام الناس معه وليس لديهم ماء. فجاء الناس إلى أبي بكر الصديق، وقالوا: ألا ترى ما فعلت عائشة؟ فهي مع رسول الله والنّاس وليس لديهم ماء. فجاء أبو بكر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يضع رأسه على فخذها نائماً، فقال: حبستِ رسول الله والنّاس وليس لديهم ماء. فقالت: فعابني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي. فلَمْ يُمكنني من الحركة إلا بمكان رسول الله على فخذي، فلما أصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- على غير ماء، أنزل الله آية التيمم فأمرهم بالتيمم” (رواه البخاري ومسلم).

تشير هذه القصة إلى أن المسلمين، بما في ذلك السيدة عائشة -رضي الله عنها-، كانوا في منطقة نائية عندما حدث ذلك. فقد كان لديهم مشكلة في عدم وجود الماء لأداء الصلاة، وأثناء بحثهم عن عقدها المفقود، نزلت آية التيمم.

مظاهر التيسير في التيمم

تظهر مظاهر اليسر في الشريعة الإسلامية في جميع جوانب العبادة، ويجسّد التيمم هذا التيسير في النقاط التالية:

  • يُعتبر الصعيد الطيب بديلاً مقبولاً للماء.
  • يعتبر التراب طاهراً ويمكنه تطهير الجسد، حيث قال الله -عز وجل-: (يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ).
  • يُتيح التيمم أداء الصلاة وسائر العبادات.
  • يُزيل التيمم الحدث الأكبر والأصغر.
  • يُعتبر إجراء التيمم سهلاً، ويتطلب فقط ضربة واحدة للوجه وضربة لليدين.

شروط جواز التيمم

توجد حالات يُسمح فيها بالتيمم، وهي كما يلي:

  • عند عدم توفر الماء، وعندها يوجد حالتان:
    • في حالة وجود الشخص في مكان يظن أنه لن يجد فيه ماء بأي شكل من الأشكال.
    • وجود الماء ولكن مع عدم القدرة على استخدامه، مثل السادّة لدخول الماء من البئر أو وجود خطر بالقرب من مصدر الماء.
  • في حالة المرض، وهو أيضاً على حالتين:
    • العجز عن استعمال الماء.
    • إمكانية استخدام الماء ولكن مع وجود خطر أو ضرر حال استعماله.

من مظاهر يسر الشريعة الإسلامية أن الله -عز وجل- سمح باستخدام التراب كبديل عن الماء، وجعل التراب طاهراً، مما يسهل إجراء التيمم، وهو طهارة تزيل الحدثين الأكبر والأصغر وتُبيح الصلاة وسائر العبادات، وتكون مناسبة في حالتين: فقدان الماء ووجود المرض.

Scroll to Top