النباتات
النباتات (بالإنجليزية: Plants) تعد كائنات حية متعددة الخلايا تتواجد في جميع أنحاء الكرة الأرضية، حيث يمكن العثور عليها في البيئات اليابسة والمائية. تشمل هذه الكائنات الأشجار، والشجيرات، والأعشاب، والسراخس. تمتاز النباتات بعدد من الخصائص المهمة؛ فهي غير قادرة على الحركة الانتقالية، ولا تمتلك جهازًا عصبيًا، وتتميز بوجود جدران خلوية مكونة من السليلوز. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ذاتية التغذية حيث تصنع غذاءها بشكل مستقل، مما يوفر الطاقة والمواد العضوية اللازمة لجميع الكائنات الحية الأخرى، كما تشكل مصدرًا رئيسيًا للعديد من المنتجات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية.
تصنيف النباتات
يمكن تقسيم النباتات إلى مجموعتين رئيسيتين: النباتات غير الوعائية (بالإنجليزية: Non-vascular plants) مثل الحزازيات والحزازيات القرنية والحزازيات الكبديّة، والنباتات الوعائية (بالإنجليزية: Vascular plants) التي تحتوي على أنسجة متخصصة لنقل الماء والغذاء عبر أجزاء النبات. تشمل هذه الأنسجة الخشب الذي ينقل الماء والمواد العضوية من الجذور إلى الأوراق، واللحاء الذي ينقل الغذاء والهرمونات والأحماض الأمينية للغذاء. تتكون النباتات الوعائية من ثلاثة أجزاء رئيسة هي: الجذور، والساق، والأوراق. تصنف النباتات الوعائية إلى نوعين: النباتات غير البذرية التي تتكاثر عن طريق الأبواغ، مثل السرخسيات ونبات ذيل الحصان، والنباتات البذرية التي تتكاثر من خلال إنتاج بذور تحتوي على أجنة، وتصنف بدورها إلى:
- النباتات معراة البذور (بالإنجليزية: Gymnosperms): تضم الصنوبريات، ونباتات السيكادا، والنباتات الجنكوية، والنباتات الجنتوية.
- النباتات مغطاة البذور (بالإنجليزية: Angiosperms): تتميز بأن بذورها توجد داخل ثمار حقيقية، وتحتوي على الأعضاء التناسلية داخل تركيب يعرف بالزهرة، لذا تُسمى أيضًا بالنباتات الزهرية. وتنقسم إلى قسمين:
- النباتات ذات الفلقتين (بالإنجليزية: Dicotyledons): تتكون بذورها غالبًا – وليس دائمًا – من فلقتين.
- النباتات ذات الفلقة الواحدة (بالإنجليزية: Monocotyledon): تتكون بذورها من فلقة واحدة.
أجزاء النباتات
تتكون معظم أنواع النباتات من الأجزاء الرئيسية التالية:
- الجذر: يقوم بتثبيت النبات في التربة وامتصاص الماء والمواد غير العضوية اللازمة لنمو النبات. يوجد نوعان من الجذور: جذر ليفي كما في النباتات ذات الفلقة الواحدة مثل الذرة، وجذر وتدي ينمو منه جذور ثانوية كما في النباتات ذات الفلقتين مثل الجزر.
- الساق: يدعم النبات وينقل المواد مثل الماء والسكر والنشويات، كما تقوم سيقان بعض النباتات مثل الصبار والكرفس والموز بعملية البناء الضوئي.
- الأوراق: المسؤولة عن إنتاج الغذاء عبر عملية البناء الضوئي، تحتوي خلايا الأوراق على الكلوروفيل الذي يحول الماء وثاني أكسيد الكربون نظرًا لوجود الضوء إلى غذاء وأكسجين. تظهر الأوراق بأشكال وأحجام متنوعة، وتمتاز أوراق النباتات ذات الفلقة الواحدة بأن عروقها متوازية، بينما تعكس عروق أوراق النباتات ذات الفلقتين أنماطًا مختلفة.
- الأزهار: تمثل الأعضاء التناسلية للنبات، وغالبًا ما تتسم بألوان زاهية وروائح جذابة لجذب الحيوانات التي تساهم في تلقيحها، مثل النحل والطيور. تتكون معظم الأزهار من سبلات وبتلات وأعضاء ذكورية تُعرف بالسداة، التي تتكون من الخيط والمئبر، وعضو أنثوي يسمى الكربلة، الذي ينطوي على الميسم والقلم والمبيض الذي يتكون فيه البذور بعد التلقيح. من خلال فحص بتلات الزهرة يمكننا التمييز بين النباتات ذات الفلقة الواحدة وذات الفلقتين، حيث يكون عدد بتلات النباتات ذات الفلقة الواحدة ثلاثة أو مضاعفاتها، بينما يكون عدد بتلات أزهار النباتات ذات الفلقتين إما أربعة أو خمسة أو مضاعفاتها.
- الثمرة: الجزء الذي يحمل ويحمي البذور، وعندما تتغذى الحيوانات على الثمار تساعد في نشر البذور عن طريق التخلص منها في أماكن بعيدة عن النبات الأم، مما يسهل نمو النباتات في أماكن متنوعة.
- البذور: تحتوي البذور على الجنين الذي ينمو ليصبح نباتًا جديدًا، ويكون محاطًا بغلاف لحماية الجنين، وتحمل البذور أيضًا كمية من الغذاء المخزن لتغذية الجنين حتى يتمكن النبات الجديد من إنتاج غذائه بنفسه.
تكاثر النباتات
تتبع النباتات طريقتين لتكاثر: التكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي. يحدث التكاثر الجنسي في النباتات المزهرة، حيث تنتج الأعضاء الذكرية حبوب اللقاح التي تنتقل إلى العضو الأنثوي الذي يحتوي على البويضة، فتحدث عملية التخصيب ويتحول الجنين إلى بذور والنسيج الذي يحمل البذور يصبح ثمرة. بينما تتكاثر بعض الأنواع عبر التكاثر اللاجنسي، الذي لا يتضمن إنتاج بذور أو أبواغ، ويعرف بالتكاثر الخضري إذ يتم عبر الأجزاء الخضرية للنبات مثل الجذور والأوراق والسيقان، وأنواع التكاثر تشمل:
- الرایزوم أو الجذمور (بالإنجليزية: Rhizome): ساق تنمو لتنتج نباتات جديدة.
- الرئد (بالإنجليزية: Stolon): ساق أرضية تتطور لتعطي نباتات جديدة، مثل طريقة تكاثر الفراولة وبعض السراخس.
- السّرطانات (بالإنجليزية: Suckers): براعم تنمو من جذور النبات لتكوين نباتات جديدة، كما في حالة الطرخشقون والورد.
- الأبصال (بالإنجليزية: Bulbs): تعتبر طريقة تكاثر لنباتات التوليب والخزامى والبصل.
- الدرنات (بالإنجليزية: Tubers): تستخدمها نباتات مثل البطاطا والأضاليا في التكاثر.
- الكورمات (بالإنجليزية: Corms): تراكيب تشبه الأبصال، تتكاثر من خلالها أزهار الدلبوث والزعفران.
أهمية النباتات
تحظى النباتات بأهمية كبيرة وتأثير عميق على حياة البشر، وذلك لأنها:
- تعد مصدراً مباشراً وغير مباشر للغذاء، حيث يستهلك الإنسان حوالي 7000 نوع من النباتات بما في ذلك الخضار والفاكهة والبقوليات والأعشاب والتوابل، فضلاً عن استهلاك الحيوانات التي تتغذى على النباتات.
- تعتبر مصدر الأكسجين الضروري لعملية التنفس لدى الكائنات الحية، بالإضافة إلى المواد العضوية الناتجة عن عمليات البناء الضوئي وتثبيت النيتروجين.
- تشكل مصدراً للأخشاب المستخدمة في البناء، فضلاً عن توفير المواد الخام لصناعة الورق.
- تضيف الجمال والمتعة لحياة الأفراد، حيث يسهم مشهد الأشجار والأزهار وروائحها العطرة في تحسين الحالة المزاجية وإدخال السعادة للنفوس.
- تساهم في دورة الماء الطبيعية، حيث تساعد على نقل الماء الذي تمتصه من التربة إلى الغلاف الجوي من خلال عملية النتح، كما تلعب دورًا في تنقية المياه على كوكب الأرض.
- تمثل مصدرًا مباشرًا وغير مباشر للعقاقير الطبية، حيث يعتمد عليها الكثيرون في الحصول على الرعاية الصحية الأولية.
- تسهم في تقليل غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود، حيث تقوم النباتات بامتصاصه خلال إنتاج غذائها.