اختلافات المذاهب الأربعة في كيفية أداء الصلاة

دور الصلاة في الإسلام

تعتبر الصلاة الركيزة الأساسية في الإسلام، حيث تُعد العمود الفقري للدين ونورًا يضيء طريق المؤمن يوم الحساب. وكانت آخر وصية من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ تحمل في طياتها النجاح والرفعة، فضلاً عن السعادة والنقاء. كيف لا، وهي أول ما يُسأل عنه الإنسان في الآخرة؟ لِما لهذه العبادة من أهمية خاصة، فقد أولى الفقهاء عناية بالغة بأحكامها وشروطها وأركانها اللازمة لضمان صحتها.

الصلاة في المذهب الحنفي

تنقسم شروط الصلاة في المذهب الحنفي إلى قسمين: شروط الوجوب وشروط الصحة، كما يلي:

  • شروط الوجوب

تشمل الإيمان، العقل، البلوغ، والطهارة من الحيض والنفاس.

  • شروط الصحة

تتضمن شروط الصحة: نية الصلاة، استقبال القبلة، الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، ونظافة الثوب والمكان، بالإضافة إلى ستر العورة.

أما أركان الصلاة في المذهب الحنفي فهي: القيام (وهو واجب لمن كان قادراً في الفريضة، بينما يُسمح بالقعود في النافلة)، القراءة (ولو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة)، قراءة الفاتحة (واجب غير ركن)، الركوع، الاعتدال من الركوع، السجود الأول، السجود الثاني، وأخيرًا الجلوس في الركعة الأخيرة.

الصلاة في المذهب المالكي

تنقسم شروط الصلاة لدى المالكية إلى ثلاثة أقسام: شروط الوجوب، شروط الصحة، وشروط الوجوب والصحة معًا، كما يلي:

  • شروط الوجوب

تشمل البلوغ (لا تُعتبر واجبة على الصبي، بل يُبدأ بتعليمها في سن السابعة، ويُشجع على أدائها في العاشرة) والشرط الثاني هو الحرية من الإكراه، حيث لا تجب الصلاة على الشخص المكره.

  • شروط الصحة

وتتضمن الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، والإسلام، واستقبال القبلة، وستر العورة.

  • شروط الوجوب والصحة معًا

تشمل الإسلام (أي قبول دعوة النبي عليه الصلاة والسلام)، العقل (حيث لا تصح الصلاة من المجنون)، دخول وقت الصلاة، والطهارة باستخدام الماء (وإذا تعذر ذلك يمكن التيمم)، والطهارة من الحيض والنفاس، والصحوة.

أما أركان الصلاة في المذهب المالكي فهي: النية، تكبيرة الإحرام، القيام في الفريضة، قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة، الركوع والرفع منه، السجود والرفع منه، السلام، الجلوس في الأماكن المخصصة، الطمأنينة، الاعتدال في السكوت بين الركوع والسجود، الترتيب، ونية الاقتداء بالإمام.

الصلاة في المذهب الشافعي

تشمل شروط الصلاة في المذهب الشافعي شروط الوجوب والصحة، وهي كالتالي:

  • شروط الوجوب

تتضمن الإسلام، البلوغ (حيث لا تجب الصلاة على الصبي حتى يكتمل الحلم)، العقل، سلامة حاستي السمع والبصر، والطهارة من الحيض والنفاس، إضافةً إلى بلوغ الدعوة، أي أن المسلم يجب أن يكون قد بلغ الرسالة.

  • شروط الصحة

وتشمل: الإسلام، التمييز، معرفة دخول وقت الصلاة، الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، الطهارة في الثوب والمكان والبدن، وستر العورة. ويستثنى منها استقبال القبلة في حالة الخوف أو عند الصلاة النافلة أثناء السفر.

أما أركان الصلاة فهي: النية (التي تُعقد بالقلب دون ضرورة لتحريك اللسان)، القيام مع القدرة في صلاة الفرض، تكبيرة الإحرام، قراءة الفاتحة، الركوع (الذي يجب فيه الطمأنينة)، الرفع من الركوع، السجدتان في كل ركعة، الجلوس بين الركعتين، الجلوس الأخير، التشهد في الجلوس الأخير، الصلاة على النبي، والتسليمة الأولى.

الصلاة في المذهب الحنبلي

تتضمن شروط الصلاة لدى الحنابلة: الإسلام، العقل، التمييز، الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، ستر العورة، نظافة الملابس والمكان والبدن من النجاسة، النية، استقبال القبلة، ودخول الوقت.

أما أركان الصلاة في هذا المذهب فهي: القيام في الفرض، تكبيرة الإحرام، قراءة الفاتحة، الركوع والرفع منه، الاعتدال، السجود والرفع منه، الجلوس بين السجدتين والتشهد الأخير، والجلوس له وللتحيات، والطمأنينة في كل ركن من أركان الصلاة، وكذلك الترتيب والتسليمتين.

Scroll to Top