عذاب قوم لوط
دعا نبي الله لوط عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده والتوقف عن الأفعال الفاحشة التي كانوا يقومون بها. إلا أن استجابتهم كانت سلبية، بل زادوا من فجورهم وظلمهم، واعتزموا طرد لوط من قريتهم. لذا، قرر الله سبحانه وتعالى إنزال العذاب عليهم بسبب أفعالهم، ولا يمكن رد أمره عز وجل.
تم إخراج لوط ومن آمن معه، وقيل إنه لم يخرج معه أي رجل، وعندما أشرقت الشمس، كان العذاب الإلهي عليهم بمظاهر عدة، منها:
- قام جبريل عليه السلام برفع قراهم إلى السماء ثم قلبها عليهم، فصارت عاليها سافلها.
- أمطر الله عليهم حجارة من سجيل، وهي حجارة قوية وصلبة، مكتوب على كل حجر اسم من ستهبط عليهم، فلم يتبق منهم أحد.
- تحولت أماكن سكناهم إلى بحيرة مالحة لا تُنفع، وذلك كعبرة ودلالة على قدرة الله، كما جاء في قوله تعالى: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ).
فواحش قوم لوط
كان لوط معاصراً للخليل إبراهيم عليهما السلام، وقد وردت قصة لوط في القرآن الكريم مع تسليط الضوء على جهوده لمنع قومه من ارتكاب الفواحش التي لم يسبق لهم إليها أحد. ومن أبرز تلك الأفعال:
- ممارسة الشذوذ الجنسي حيث كانوا يقصدون الرجال بشهوة كما يفعلون مع النساء، وهي أول ظاهرة من نوعها.
- قطع الطرق واعتداءات على المارة، وسلبهم وارتكاب الفواحش بهم.
- التصرف بسلوك غير لائق في المجالس، دون أن يُنكروا ذلك.
- الظلم فيما بينهم، وشتم بعضهم بعضاً، ولعب النرد، وارتداء الثياب المُلوّنة، والقتال بين الديكة والكباش.
- تلوين الأصابع بالحناء، وتقليد الرجال للنساء والعكس.
- قيامهم بأفعال غير لائقة مثل التصفير ولعب الحمام وتفكيك أزرار الملابس.
- الإشراك بالله، كما أن أول ظهور لممارسات اللواطة والسحاق كانت على أيديهم.
موقع عذاب قوم لوط
تشير المصادر إلى أن قوم لوط كانوا يقيمون في منطقة تُعرف باسم سدوم، والتي تدل الدراسات الأثرية على أنها تقع في محيط البحر الميت على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.
الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعرضت لزلزال عنيف، وبحيرة لوط التي كانت سبباً في عذابهم تدل دلالاتها على وقوع كارثة طبيعية، إذ أن بحيرة لوط أو البحر الميت تقع في منطقة زلزالية وصدع تكتوني، بها أيضاً فوهات بركانية على الضفة الغربية من البحيرة، وطبقات من البازلت الناتجة عن الحمم.
من الظواهر المثيرة للاهتمام في هذه المنطقة أنها تُعتبر أخفض نقطة على سطح الأرض حيث تنخفض حوالي أربعمئة متر تحت مستوى سطح البحر، ومع عمق البحيرة الذي يصل إلى ثمانمئة متر، كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود ست نقاط في عمق البحيرة يُعتقد أنها كانت قُرى قوم لوط، كما تُظهر الصور وجود أشجار وأغصان قديمة محفوظة بفضل ملح البحر الذي كان كثيفاً لدرجة فناء كل أشكال الحياة فيه، بعد أن كانت منطقة سدوم من أكثر المناطق خصوبة وجمالاً.