فهم جدري الماء وأعراضه عند الأطفال

جدري الماء هو مرض شائع بين الأطفال ويعتبر من الأمراض المعدية. في معظم الحالات، يتسم بالتفاوت في شدته، حيث تتمتع الأغلبية العظمى من الأطفال بمناعة قوية، مما يجعل المرض خفيفاً. عادةً لا يتطلب العلاج، باستثناء استخدام أدوية لتخفيف الحكة وتقليل البثور التي تتشكل على الجلد.

يتم تشخيص جدري الماء بسهولة استناداً إلى مظهر الطفح الجلدي، ولكنه قد يشكل خطرًا في بعض الحالات، خصوصًا مع الأطفال ذوي المناعة الضعيفة.

جدري الماء عند الأطفال

يُعرف جدري الماء أيضًا باسم الحماق، وهو ناتج عن فيروس يدخل الجسم، هو نفسه الفيروس المسبب للقوباء المنطقية. الانتشار الكبير لهذا المرض بين الأطفال يعني أن الإصابة بجدري الماء قد تُعدي الآخرين في نفس المكان.

يظهر جدري الماء بشكل ملحوظ بعد دخول الفيروس الجسم، حيث يتجلى من خلال الطفح الجلدي الذي يُمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم ويستمر لقرابة ثلاثة أسابيع، مُسببًا حكة شديدة، وقد تترك علامات بعد تعافي الطفل.

تعتمد خطورة المرض بشكل رئيسي على قوة الجهاز المناعي للطفل، فقد يكون جدري الماء مهددًا خصوصًا للأطفال الذين يعانون من مشكلات في المناعة. يعتبر التطعيم أحد أفضل وسائل الحماية من جدري الماء، حيث تتوفر لقاحات فعالة تُعزز حماية الأطفال.

تشخيص جدري الماء

يتم تشخيص جدري الماء بناءً على الطفح الجلدي المميز الذي يظهر، حيث تتميز البثور بلونها الوردي أو الأحمر، والتي تتحول بعد عدة أيام إلى بثور مليئة بسائل. بعد فترة من الزمن، تخرج السوائل من هذه البثور مما يؤدي لتكون قشور، وعندما تتقشر هذه القشور، يصبح الجدري مُعديًا وينتقل من شخص لآخر.

بعض الأطباء قد يقومون بأخذ عينة دم لتأكيد الإصابة بجدري الماء، أو قد يلجأون إلى مزرعة من عينات الآفة. يمكن أيضًا تشخيص المرض من خلال تاريخ إصابة أحد الأخوة، لكن من الخطأ اتباع نفس خطة العلاج بدون استشارة طبية، حيث يمكن أن تختلف طرق العلاج من شخص لآخر.

الإصابة بجدري الماء أكثر من مرة

يمكن أن يبقى فيروس جدري الماء في الجسم لفترة طويلة بعد الشفاء منه، ولكنه يبقى غير نشط في الغالب، وقد ينشط مرة أخرى نتيجة للهروب من الفيروس، المعروف باسم القوباء المنطقية. على الرغم من أن هذه العدوى غالبًا ما تصيب البالغين، إلا أنها قد تُظهر تأثيرات على الأطفال، خصوصًا الذين يعانون من ضعف في المناعة.

إذا حدثت الإصابة بجدري الماء مرة أخرى، فقد تكون المضاعفات أكثر حدة، مثل:

  • احتمال حدوث مشاكل في العين تصل إلى العمى.
  • الإصابة بمشاكل في السمع.
  • الإصابة بالتهاب رئوي.

أسباب جدري الماء

جدري الماء ينتج عن فيروس ينتشر عند ملامسة البثور أو الطفح الجلدي، كما يمكن أن ينتشر عبر السعال أو العطس من شخص يحمل الفيروس. إذا كانت هذه هي الإصابة الأولى للطفل، فإن الأعراض عادة ما تكون خفيفة، لكن تكرار الإصابة قد يؤدي إلى نتائج أكثر تعقيدًا.

بعض أسباب الإصابة تشمل الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب، أو استنشاق قطرات صغيرة تحمل الفيروس في الهواء.

أعراض جدري الماء

تظهر البثور كأول عرض للإصابة، وعادة ما تبدأ في الظهور بعد عشرة أيام من الإصابة بالفيروس، وقبل الطفح الجلدي بيومين تظهر بعض الأعراض الأخرى، مثل:

  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الشعور بالصداع.

تتراوح أعراض المرض بين خفيفة إلى متوسطة، وغالبًا ما تمر بمراحل مختلفة، تشمل:

  • ظهور فقاعات حمراء أو وردية.
  • توفر بثور مليئة بالسائل.
  • تكون قشور فوق تلك البثور.

غالبًا ما تكون أعراض الجدري خفيفة، وينتهي المرض بدون مضاعفات في الأطفال الأصحاء. ومع ذلك، قد ينتشر الطفح الجلدي في الجسم بأكمله في بعض الحالات.

علاج جدري الماء

عادةً لا يتطلب علاج جدري الماء تدخلاً طبيًا خاصًا، حيث يهدف العلاج في المقام الأول إلى تخفيف الحكة الناتجة عن الطفح الجلدي، وعادةً ما يتضمن ذلك استعمال مضادات الهيستامين. ومع ذلك، في حالات معينة قد يكون المرض خطيرًا ويتطلب وصف أدوية للحد من العدوى والمضاعفات.

كل حالة تُعالج وفقًا لتقدير الطبيب واحتياجات الطفل، حيث قد تتضمن بعض العلاجات استعمال أدوية مضادة للفيروسات أو الجلوبيولين المناعي. من الضروري استشارة الطبيب قبل إعطاء أي علاج للأطفال.

يُستخدم أيضًا بعض السياسات المنزلية لتخفيف الحكة، مثل:

  • الاستحمام بماء بارد مع بيكربونات الصوديوم أو استخدام دقيق الشوفان.
  • تطبيق الكالامين على المناطق المصابة.
  • تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال عند الإصابة بجدري الماء.
  • استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.

مضاعفات علاج جدري الماء

بعد استخدام العلاج، قد تحدث بعض المضاعفات التي تؤثر على صحة الطفل. يمكن أن يؤدي العلاج في بعض الحالات إلى حاجة الطفل للدخول إلى المستشفى حتى يتماثل الشفاء.

تسبب الحكة الناتجة عن جدري الماء شعورًا بالانزعاج، ونتيجة لذلك قد يؤدي الخدش إلى ظهور علامات وبثور جديدة، مما قد يسبب ندبات تستغرق وقتًا طويلاً لتلتئم.

قد تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة للجدري، مثل الحمى، التي قد تكون شديدة. إذا استمرت الحمى لأكثر من أربعة أيام، فقد تشير إلى وجود حالة أكثر خطورة، وقد تؤدي إلى متلازمة راي في حالة عدم العلاج.

على الرغم من أن جدري الماء شائع بين الأطفال، وعادةً ما يحدث مرة واحدة فقط، إلا أنه يجب المتابعة مع الطبيب المعالج في بعض الحالات لضمان صحة وسلامة الطفل.

Scroll to Top