مرض الزهري
يُعتبر مرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) من الأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي، وهو مرض مُعدٍ بصورة كبيرة، ناتج عن الإصابة بنوع من البكتيريا يُعرف باللولبية الشاحبة (بالإنجليزية: Treponema pallidum). تتصل العدوى عادةً بملامسة التقرّحات التي تنتج عن هذه البكتيريا أثناء الاتصال الجنسي، وغالباً ما تظهر هذه التقرحات غير المؤلمة على الأعضاء التناسلية، أو الشرج، أو الفم. يتعرض مريض الزهري لعدة مراحل، حيث تشمل المرحلة الأخيرة، والتي تتسم عادةً بمضاعفات خطيرة، الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج المناسب.
المرحلة الثالثة من مرض الزهري
تتميز المرحلة الثالثة من مرض الزهري بحدوث اختلالات في وظائف العديد من أعضاء الجسم، وغالباً ما تصل الإصابة إلى هذه المرحلة تدريجياً، وقد تستغرق سنوات عديدة بعد العدوى الأولى. يتم تفسير تلف الأنسجة في هذه المرحلة بسبب وجود البكتيريا لمدة طويلة في الجسم، ومن الأنسجة التي تتأثر بهذا المرض تشمل: الدماغ، والعيون، والأعصاب، والقلب، والعظام وغيرها. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المضاعفات يمكن أن تكون مهددة للحياة. وتظهر الإحصائيات أن ما بين 15-30% من المصابين بمرض الزهري غير المعالج يصلون إلى المرحلة الثالثة.
أعراض المرحلة الثالثة من مرض الزهري
تختلف الأعراض المصاحبة للمرحلة الثالثة بحسب العضو المتأثر، ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر ما يلي:
- ظهور أورام متعددة في الجسم، تُعرف بالصمغ، وهي آفات عقيدية تختلف في الحجم، وقد تظهر على الجلد، أو العظم، أو البلعوم، أو الرئتين، أو الكبد، وتحتوي الصمغ عادةً على أنسجة ميتة في وسطها.
- معاناة من اختلالات عصبية، مثل الشلل، أو الإحساس بالخدر، أو اضطرابات في ردود فعل الجسم، بالإضافة إلى صعوبة في التحكم في العضلات، والخرف، ومشكلات نفسية.
- الشعور بألم في العظام والمفاصل.
- آلام في البطن، وفقدان الوزن، أو الشعور بالشبع بعد تناول كميات صغيرة من الطعام، أو التجشؤ المتكرر، والتي قد تنجم عن ظهور صمغ في الجهاز الهضمي.
- احتمالية الإصابة بالتهاب الشريان الأورطي أو تمدد الأوعية الدموية، إضافةً إلى إمكانية ارتجاع الصمام الأورطي.
- فقدان السمع الجزئي أو الكلي، بالإضافة إلى فقدان البصر ومشكلات أخرى في الرؤية، بما في ذلك اضطرابات القرنية.
مضاعفات المرحلة الثالثة من مرض الزهري
تحدث المرحلة الثالثة بعد مرور سنوات أو حتى عقود على الإصابة الأولية، ومن أهم المضاعفات المرافقة ما يلي:
- الزهري العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis): قد يعاني مريض الزهري من مشاكل في الجهاز العصبي، مثل الزهري العصبي السحائي الوعائي، الذي يؤثر على الأوعية الدموية المحيطة بالسحايا، كما يمكن أن يحدث التهاب السحايا الذي يختلف عن الالتهابات الأخرى في وجود خلايا لمفاوية بدلاً من الخلايا المتعادلة. وقد يعاني المريض أيضاً من الشلل العام واختلالات عصبية متعددة، وفقدان الذاكرة أو إصابة الدماغ.
- تدمير الأنسجة الرخوة والعظم في الجسم.
- زهري العين (بالإنجليزية: Ocular Syphilis): قد يسبب هذا المرض التهاب أي جزء من العين مثل التهاب الملتحمة، أو القزحية، أو الشبكية. يتم علاج زهري العين باستخدام البنسلين عبر الوريد لمدة 10 إلى 14 يوماً، ثم يتم إعطاء حقن عضلية من بروكاين البنسلين أسبوعياً لمدة ثلاثة أسابيع.
- فقدان السمع، الذي قد يظهر كفقدان سمع حسي عصبي قد يؤثر على أذن واحدة أو كليهما، ويعزو ذلك إلى إصابة تُعرف بزهري الأذن. ومن المهم أن يتم علاج هذا النوع مع استخدام المضاد الحيوي البنسلين مع سيفترياكسون، بالإضافة إلى الكورتيكوستيرويدات.
- أضرار على مستوى القلب والأوعية الدموية، حيث يتمثل الضرر الرئيسي في تمدد الأوعية الدموية، نتيجة للتهيّج المزمن في الطبقة الخارجية للشرايين الكبيرة، خاصة الشريان الأورطي.
علاج ونتائج المرحلة الثالثة من مرض الزهري
يتم استخدام المضاد الحيوي البنسلين لعلاج جميع مراحل مرض الزهري، سواء عن طريق الحقن العضلية أو الوريدية. ورغم أن الفائدة من العلاج في المرحلة الثالثة قد تكون محدودة، إلا أن العلاج يمكن أن يقلل من المضاعفات المرتبطة بهذه المرحلة، كما يمكن أن يمنع حدوث مضاعفات أخرى تهدد الحياة. ومن المهم الانتباه إلى أن النتائج تكون أسوأ عند المصابين بفيروس الإيدز أو الأمراض الانتهازية الأخرى.
فيديو عن مرض الزُهري، المرحلة الثالثة
تُعتبر هذه المرحلة المرحلة الأخيرة من مرض الزهري المعدي، فكيف يمكن التعرف عليها؟: