مفهوم مشكلة البحث
تعتبر مشكلة البحث من أبرز التحديات التي يواجهها الباحث، حيث يعكس شعوره بوجود غموض في موضوع بحثه. يتعين عليه القيام بالمزيد من التمحيص والتدقيق للوصول إلى المعرفة أو لكشف أسرار هذا الغموض. وعندما يتمكن الباحث من حل هذا الغموض، يكون قد أنجز مهمته بنجاح، وبالتالي فهو يلعب دورًا محوريًا في معالجة المشكلة وإيجاد حلول لها.
إشكالية البحث
تشير إشكالية البحث إلى مجموعة من الأسئلة المنبثقة عن الدراسة العلمية، حيث يسعى الباحث إلى التدقيق فيها للحصول على إجابات شاملة ووافية تتناول كافة التساؤلات بطريقة منطقية ومعقولة. يُفهم من الإشكالية أنها عبارات توضح المغزى بشكل أعمق، وتُقدم للباحث معلومات جديدة، مما يساعده في وضع خطة بحثية متكاملة.
الفرق بين مشكلة البحث وإشكالية البحث
من حيث المعرفة
يكمن الاختلاف بين مشكلة البحث وإشكالية البحث في أن الإشكالية تظهر نتيجة لنقص في المعلومات أو ضعف الفهم حول موضوع معين، مما يتطلب جمع المزيد من البيانات. أما مشكلة البحث، فهي تتعلق بعدم توافر إجابات مقنعة تسلط الضوء على التساؤلات المطروحة، مما يجعلها تعكس نقصًا في الفهم. وبالتالي، فإن الإشكالية تنبع من المشكلة، حيث يقود النقص في الثقافة والمعرفة إلى ظهور الإشكالية، والتي تتطلب تقديم براهين وأدلة لدعم أي إجابات يتم التوصل إليها. تُعرف مشكلة البحث بأنها حالة من العجز المؤقت والاستفسار المرحلي، بخلاف الإشكالية.
من حيث توافر الإجابة
تُعتبر مشكلة البحث العلمي بمثابة سؤال يطرحه الباحث بهدف التحقق من الإجابة الدقيقة. يتطلب الأمر وجود سؤال يحمل إجابة واضحة وحلاً متاحًا. بينما تتمثل الإشكالية في سؤال أو مشكلة قد تُوجد لها إجابة أو حل، ولكن لا يزال يجري النقاش حول صحتها وفعاليتها. المشكلة البحثية تُعبر عن حالة من الغموض والافتقار للجواب المنهجي، في حين أن الإشكالية تشمل تداخلات مع إجابات أخرى ولها حل علمي منهجي.
من حيث الشمولية
يعكس مصطلح مشكلة البحث وجود قضية تتطلب الحِل، بينما تشير إشكالية البحث إلى نطاق أوسع، يتضمن عددًا من المشكلات المختلفة. يمكن تصور المشكلة كجزء من الإشكالية، حيث تمثل الإشكالية الشجرة الأم بينما تمثل المشكلة إحدى فروعها. بشكل عام، يكون حل المشكلة أقل تعقيدًا في حين أن الإشكالية تحتاج إلى حلول متعددة.
من حيث الطول
تختلف الإشكالية عن المشكلة من حيث الطول، حيث تُميل الإشكالية إلى أن تكون أكثر تعقيدًا وتتطلب سردًا مفصلًا، مما يجعلها دراسة على المستوى الكلي، بخلاف المشكلة التي تركز على المستوى الجزئي. مشكلة البحث تتسم بوضوحها وسهولتها على عكس الإشكالية المعقدة.