ما الذي يدور في ذهن الأطفال
يصعب علينا في الكثير من الأحيان أن نتخيل بما يفكر الطفل الرضيع، وهو ما أوضحه أحد الأطباء في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا. حيث قال: “إن فهم ما يدور في أذهان الأطفال يعتمد على وجود متطوعين للمشاركة في دراسات نستفسر فيها عن أحلامهم وأفكارهم؛ لكن بما أن الأطفال لا يمثلون متطوعين بشكل فعلي ولا يمكننا الحصول على إجابات منهم، فسيظل هذا الأمر لغزاً بالنسبة لنا”.
أحلام الأطفال
ينبغي أن نفترض أن الأطفال يختبرون عالم الأحلام أثناء نومهم، وذلك استناداً إلى ردود أفعالهم الواضحة مثل الابتسامات أو التكشير، وقد يصل الأمر إلى الضحك أو تحريك الشفاه. يمتلك الأطفال عالماً خاصاً بأحلامهم، حيث تتزايد تلك الأحلام خلال مرحلة نمو الدماغ عندما يقضون وقتاً طويلاً في النوم. وقد أكد الدكتور ميندل قائلاً: “يصعب علينا نحن الكبار تصور مشهد من أحلام الأطفال، خاصةً وأنهم لا يمتلكون مفاهيم اللغة أو وسائل واضحة للتعبير عن أنفسهم”. وهناك احتمال أن الأطفال لا يعانون من الكوابيس، وفقاً لمن يعتبر أن الخوف مفهوم غير معروف لهم، وبالتالي لا توجد أحلام سيئة في عالم الأطفال. وقد ينطبق هذا الأمر على الأطفال حتى عمر سنتين أو ثلاث سنوات، حيث قد يتوصلون إلى هذا العمر دون أن يتبلور لديهم مفهوم الخوف.
هل يحلم طفلي كثيراً؟
يبدو أن طفلك يعيش تجربة الحلم أكثر مما نختبره نحن البالغين، إذ يقضي فترة أطول في النوم. تشير التقديرات إلى أن الأطفال الخدج يقضون نحو 80% من نومهم في حالة الحلم، بينما تصل هذه النسبة إلى حوالي 50% لدى الأطفال الأكبر سناً. على العكس، فإن فترة الحلم لدى البالغين لا تتعدى 20% من إجمالي ساعات النوم. إذا كنت تحلم لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين في الليلة، فإن الطفل حديث الولادة قد يقضي نحو ثماني ساعات في الحلم. وتتناقص نسبة أحلام الأطفال قبل عيد ميلادهم الأول لتصل إلى حوالي ثلث فترة نومهم. تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال قد يعيشون تجربة الحلم أثناء وجودهم في رحم الأم، ويبدأ ذلك عادةً في الشهر السابع أو الثامن من الحمل، استناداً إلى ملاحظات حركات العين تحت الجفون وأيضاً التنفس غير المنتظم الذي يُظهر في بعض الأحيان.