ناصرت البحيرة: معلم مائي ضخم في مصر

بحيرة ناصر

تُعتبر بحيرة ناصر، المعروفة أيضاً ببحيرة السد العالي، واحدة من أبرز المعالم المائية في مصر، حيث تقع في الجزء الجنوبي من البلاد، شمال السودان، وبالتحديد جنوب مدينة أسوان. تم إنشاء هذه البحيرة كخزان لنهر النيل، وذلك من خلال بناء السد العالي في أسوان خلال ستينيات القرن العشرين. وتمت تسميتها بهذا الاسم تيمناً بالرئيس جمال عبد الناصر الذي كان الداعم الرئيسي لهذا المشروع الكبير.

أدى إنشاء بحيرة ناصر إلى تهديد العديد من المواقع التاريخية المهمة، حيث غمرت مياهها مجموعة من المعالم الأثرية مثل معبد فيلة وأبو سمبل. استدعى هذا الوضع تدخل الحكومة المصرية، التي قامت بمناشدة منظمة اليونسكو لتفكيك وإعادة بناء بعض هذه المعالم في أماكن أكثر أماناً. وفي أوائل الثمانينيات، بدأت الحكومة أيضاً بمشاريع استصلاح أراضٍ صحراوية مجاورة للبحيرة.

وصف البحيرة

تتميز بحيرة ناصر بطول يتجاوز 479 كيلومترًا، بينما تبلغ مساحتها حوالي 5250 كيلومتر مربع وسعتها التخزينية الإجمالية تصل إلى 132 كيلومتر مكعب. متوسط عمق البحيرة يبلغ حوالي 83 قدماً، مما يجعلها أكبر بحيرة صناعية على مستوى العالم. يُستخدم اسم بحيرة ناصر للإشارة إلى الجزء الأكبر من البحيرة داخل حدود مصر، بينما يطلق على الجزء المتبقي داخل السودان اسم بحيرة النوبة. تشكلت هذه البحيرة نتيجة تجمع المياه خلف السد العالي بعد بنائه.

الهدف من إنشاء البحيرة والسد العالي

تم إنشاء هذا المشروع الهندسي الضخم في القرن العشرين بهدف حماية مصر من الفيضانات القوية التي كانت تكتسح مساحات واسعة من الأراضي. يعتبر السد العالي واحداً من أعظم المشاريع الهندسية المعمارية في العالم، حيث يُعد إنجازاً متفوقاً على العديد من المشاريع الضخمة الأخرى.

الصيد في البحيرة

تُعد بحيرة ناصر وجهة مميزة للأنشطة الترفيهية والعطلات، حيث تُتيح ممارسة الصيد بالقوارب أو على ضفاف البحيرة في عدة مناطق، مع التنبيه بوجود نوع من التماسيح يُعرف بتمساح النيل، الذي يُعتبر من أخطر الأنواع. لقد أصبحت هذه البحيرة ملاذاً آمناً لهذه التماسيح بسبب تدمير موطنها الأصلي نتيجة بناء السدود والصيد الجائر.

Scroll to Top