نسب عمرو بن العاص وكنيته
يُعرف عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب. أمّه هي النابغة بنت خزيمة، ويُكنى بأبي محمد. يُعتبر عمرو من ذوي الأصول الرفيعة إذ كان والده أحد حكام قريش، وقد كان يمتلك العديد من الآبار حول الكعبة، بما في ذلك بئر الغمر.
للإشارة، يُعتبر عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فاتح مصر، وقد عينه الخليفة عمر بن الخطاب كأول والٍ عليها. توفي عمرو بن العاص في مصر خلال عيد الفطر عن عمر يناهز التسعين عامًا في السنة الثالثة والأربعين من الهجرة.
نشأة عمرو بن العاص
نشأ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في عائلة من قبيلة ذات مكانة عالية، حيث كانت قبيلة بني سهم تُعتبر من القبائل المرموقة في مكة، وكانت تشتهر بحل النزاعات والفصل في المرافعات، بالإضافة إلى أن والده كان له مكانة كبيرة بين أبناء القبيلة. لذلك، أصبح لديه شخصية متميزة.
علاوة على ذلك، كان عمرو بارعًا في القراءة والكتابة، وبرز في قول الشعر. وقد اشتهر ببلاغته وفصاحته. ومن الدلائل على رِفعة نسَبِه أنه تزوج من ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية، وكذلك فقد تزوج من أخت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ومن أصول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
إسلام عمرو بن العاص
تأخر إسلام عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حتى بلغ السابعة والخمسين من عمره، حيث عايش عشرين عامًا في معاداة الإسلام. ومن أسباب هذا التأخير:
- التعصب لزعماء قريش والانتماء لهم.
- الحسد والإصرار على عدم القبول.
- صعوبة التخلي عن دين الآباء رغم إدراكه لصدق النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ودعوته.
أما سبب إسلامه، فلا بد من ذكر أنه كان قد ناقش بعض قادة قريش بعد غزوة الأحزاب بشأن الذهاب إلى النجاشي. وكان يمنعه شعوره برفض أن يكون تحت إمرة رسول الله إذا ما انتشر الإسلام في مكة. ولكن حينما وصلوا إلى النجاشي، وجدوا عمرو بن أمية -رضي الله عنه- يخرج من عنده، حيث بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه.
تقدم عمرو بن العاص بطلب للنجاشي بأن يمكّنه من قتل عمرو بن أمية، لكنه مُنع من ذلك بعد أن أعلمه النجاشي بأن دين محمد سيسود لأنه دين الحق، ما جعله يبايعه على الإسلام.
المظهر الخارجي لعمرو بن العاص
كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قصير القامة وعريض المنكبين، بعيون واسعة وبلّج الحاجبين، ولحيته كثيفة وفمه واسع، وتبرز جبهته، كما كانت كفّاه وقدماه كبيرتين.
الخصال الأخلاقية لعمرو بن العاص
تميز عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بعدة صفات أخلاقية، ومنها:
كرم عمرو بن العاص
عرف عمرو بن العاص بجوده وكرمه، وهو ما شهد له به من حوله. فعندما اقترب منه الأجل، استدعى حراسه ليسألهم عن معاملته لهم، فأكدوا له أنهم لم يروا إلا منه عطاءً وكرمًا.
حلم عمرو بن العاص وحكمته
بعد أن استخلفه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قائداً للناس خلال طاعون عمواس، نصحهم بالابتعاد عن بعضهم البعض وتجنب الاختلاط. وفيما بعد، عندما استمع الناس لصوت غريب، كان عمرو -رضي الله عنه- حاضرًا وشجاعًا يقف مدافعًا عنهم بجانب مولى أبي حذيفة.
حياء عمرو بن العاص وورعه
تجلت أخلاق الحياء في عمرو بن العاص عندما طلب من أبنائه شد إزاره عند تكفينه. كما اتسم بالتقوى والعدل، وكان معزّزًا للحريات الدينية للأقباط خلال فترة ولايته على مصر.
شجاعة عمرو بن العاص وجهاده
على الرغم من تأخر إسلامه، أُسندت إليه مناصب قيادية عديدة، حيث كان من القادة الفعالين في جيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشارك في عدة غزوات، منها غزوة ذات السلاسل وفتح مكة وغزوة حنين. يُعتبر عمرو بن العاص فاتح مصر وأول والي عليها في الإسلام.
الهامش:
- أدعج العينين: ذو عيون واسعة تتميز بالبياض والسواد.
- أبلج الحاجبين: بروز ما بين الحاجبين دون اقترانهما.