جزيرة اليونان الواقعة في البحر الأبيض المتوسط

سنتناول في هذا المقال جزر اليونان في البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على موقعها الجغرافي وتاريخها الغني، بالإضافة إلى العدد المتنوع من هذه الجزر. ويُعد البحر الأبيض المتوسط جزءًا مهمًا من تاريخ الأمم، إذ يتوسط ثلاث قارات ومنها آسيا وأفريقيا وأوروبا.

كما أنه يتصل بالمحيط الأطلسي من الغرب عبر مضيق جبل طارق، ويتصل بالبحر الأسود من الشمال عبر البوسفور، وبالبحر الأحمر من الجنوب عبر قناة السويس. يضم هذا البحر 22 دولة، ويحتوي على العديد من الجزر.

جزر اليونان: المنشأ والعدد

  • تُعتبر اليونان من أكبر الدول ذات الجزر في البحر الأبيض المتوسط، حيث يُقدر عدد جزرها بحوالي 85 جزيرة.
  • تتميز هذه الجزر بتنوع طبيعتها، بما في ذلك الجزر البركانية، المرجانية، والجبلية. وغالبًَا ما يتم التنقل بين هذه الجزر عبر وسائل النقل البحري، في حين أن بعضًا منها يمتلك مطارات خاصة.
  • يُعتبر النقل البحري والسياحي مهمين للغاية، نظرًا لعدم قدرة معظم هذه الجزر على الاعتماد بشكل كبير على مواردها الداخلية، بل تعتمد بشكل أكبر على مواسم السياحة المزدهرة.
  • لذا، تعد السياحة مصدر رزق رئيسيًا للعديد من هذه الجزر، حيث تدعم المجتمعات الصغيرة من خلال توفير بدائل عن الدخل بعيدًا عن المراكز الحضرية. ومع ذلك، أثرت هذه الأنشطة في الوقت ذاته على البيئة البحرية والساحلية للجزر.

الموقع الجغرافي لليونان

  • تقع جمهورية اليونان في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أوروبا، في شبه جزيرة البلقان، حيث تحدها من الشمال ألبانيا وبلغاريا ومقدونيا.
  • ومن الشمال الشرقي، تحدها تركيا، بينما يحيط بها من الشرق بحر إيجة، ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب البحر الأيوني.
  • تفتقر اليونان إلى سهل ساحلي واسع كما هو الحال في إيطاليا، أو هضبة داخلية كما في إسبانيا. تتكون البلاد من مناطق جبلية، جزر وسهول ساحلية ضيقة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:

– **القسم الأول:** يشمل الجزء الشمالي والأوسط من اليونان.

– **القسم الثاني:** يشمل القسم الجنوبي من اليونان الذي يحتوي على مجموعة من الجزر.

القسم الشمالي والأوسط من اليونان

تشمل المناخات في هذا القسم السواحل، بينما تنخفض درجات الحرارة في المناطق الداخلية المرتفعة، خاصة خلال فصل الشتاء.

الأحواض الشرقية تكون بعيدة نوعًا ما عن تأثيرات البحر، بسبب الجبال الموجودة في تساليا، مما يعرضها لرياح باردة، كما يحدث في مقدونيا خلال الشتاء. يمكن تقسيم القسم الشمالي من اليونان إلى أربعة أقسام ثانوية:

  • إقليم السواحل الغربية في إبيروس.
  • إقليم بندوس.
  • إقليم تساليا والسواحل الشرقية.
  • إقليم غربي تراقيا ومقدونيا.

إقليم السواحل الغربية في إبيروس

  • تتواجد جبال إبيروس هنا، التي تتكون من سلاسل ضخمة من الصخور الكلية.
  • تُعتبر هذه الجبال متوسطة الخصوبة وتحيط بالساحل الغربي، وتعتبر امتدادًا لمرتفعات ألبانيا.
  • تنتهي هذه الجبال في خليج آرتا، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 1524 م، وتتلقى كمية كبيرة من الأمطار.

المناخ والزراعة

  • تنمو في هذه الجبال النباتات الخاصة بالمناخ المتوسطي حتى ارتفاع 3000 م، برغم من برودة الشتاء. كما توجد أشجار صنوبرية ونفضية، لكن تمت إزالة معظمها لصالح زراعة بعض المحاصيل مثل الزيتون، العنب، التبغ، والبرتقال.

المواصلات والعاصمة

  • تفتقر منطقة إبيروس في شمال غرب اليونان إلى نظام سكك حديدية متطور، وعاصمتها تقع على ارتفاع حوالي 550 م وتُعرف بمدينة يوانينا.

إقليم بندوس

  • التضاريس

تُعتبر هذه المنطقة فقيرة بالسكان، ويصل ارتفاع جبال بيندوس إلى حوالي 2134 م.

  • المواصلات

تعاني هذه المنطقة الجبلية من نقص في وسائل النقل الحديدية، ولا يوجد سوى طريق يربط حوض تساليا في الشرق بحوض إيونينا في الغرب.

إقليم تساليا والسواحل الشرقية

يُعتبر حوض تساليا من أبرز السهول في هذه المنطقة، حيث تُحيط به الجبال ويقع قريبًا من الساحل، بالإضافة إلى وجود أحواض مهمة مثل حوض تريكالا وحوض كيفيسا.

  • المناخ والإسكان والزراعة

تعاني هذه المنطقة من قلة في عدد السكان وكمية الأمطار، بسبب ارتفاع المرتفعات التي تمنع تأثير البحر. وتُعتبر زراعة التبغ هي الزراعة الأساسية، بينما تتم زراعة الحبوب كالقمح والشعير في حوض تساليا.

إقليم غربي تراقيا ومقدونيا

يمزج مناخ هذا الإقليم بين مناخ وسط أوروبا ومناخ البحر الأبيض المتوسط.

  • السكان

تحتوي هذه المنطقة على تنوع سكاني كبير بسبب كونها نقطة التقاء طرق مهمة، حيث تضم سكانًا أصليين من اليونان وبلغاريا ويوغسلافيا وتركيا، مما يجعلها منطقة غنية ثقافيًا ولكن مهددة بتعقيدات اجتماعية.

  • التربة والزراعة

تُعتبر تربتها رسوبية خصبة، لا سيما في السهول، حيث يُزرع فيها التبغ وبعض الحبوب مثل القمح.

القسم الجنوبي من اليونان

يمكن تقسيم هذا القسم إلى المناطق التالية:

  • منطقة أتيكا.
  • شبه جزيرة المورة.
  • مجموعة الجزر.

منطقة أتيكا

  • تتكون هذه المنطقة من عدة أحواض صغيرة، معظمها أحواض بنائية تُغطى بالحشائش المعروفة باسم الماكي. وتُعتبر منطقة قليلة الأمطار.
  • تقع في المركز بالنسبة للمناطق الثلاث المنتجة، ومنها منطقة يوبويا وحوض كافيس، وشبه جزيرة المورة، ومجموعة جزر سيكلاديس.
  • تُعد أثينا من أهم مدن منطقة أتيكا، حيث تُعتبر مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا، ويوجد بها العديد من المعالم الأثرية، منها معبد الأكروبول، وميناء بيريه الذي يُعتبر مركزًا تجاريًا حيويًا.

شبه جزيرة المورة

  • تُعد شبه جزيرة جبلية، حيث يُعتبر سهل ميسينيا من أهم سهولها، ويتساقط عليها أمطار قليلة، بالإضافة إلى سهل لاكونيا على طول نهر إيفروتاس.
  • تُزرع فيه أشجار الزيتون وتُستخدم في صناعة تجفيف الفاكهة، خاصةً العنب، الذي يُصدر عبر ميناء بيريه.

مجموعة الجزر

تنقسم إلى:

أ – مجموعة الجزر الأيونية.

ب – الجزر الإيجية.

  • مجموعة الجزر الأيونية

تقع هذه المجموعة غرب الساحل اليوناني للبحر الأيوني، ومن أبرز جزرها جزيرة كورفو، التي تتميز بإمكاناتها السياحية وجمال طبيعتها.

أما أكبر الجزر فهي جزيرة كيفالونيا، التي يُسهم مناخها المعتدل وتضاريسها الجميلة في جذب السياح.

  • مجموعة الجزر الإيجية (جزر بحر إيجة)

تتضمن:

  1. مجموعة سبوراديس وسيكلاديس.
  2. مجموعة الدوديكانيز.
  3. مجموعة الجزر الشرقية.

بالإضافة إلى مجموعة جزر اليونان الجنوبية التي تشمل:

جزيرة كريت

  • تُعتبر أكبر وأهم الجزر اليونانية، إذ إنها مهد الحضارة المينوية القديمة، وتقع شرق البحر الأبيض المتوسط، متوسطةَ بين اليابس الإفريقي واليابس اليوناني.
  • تبلغ المسافة بينها وبين الساحل الإفريقي 320 كم، وعن الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط 885 كم.
  • يميل سطح جزيرة كريت إلى الوعورة مع وجود بعض المرتفعات، بينما تُعتبر مدينة كانيا العاصمة الإدارية للجزيرة.
Scroll to Top