يتناول هذا المقال حكم مصافحة المرأة الأجنبية في المذاهب الأربعة، إذ أن للإسلام قواعد واضحة لا تحتمل الجدل. رغم اختلاف المذاهب الإسلامية في بعض التفاسير، إلا أن هناك قواعد متفق عليها، من بينها الأحكام المتعلقة بالمرأة الأجنبية. لذا، أصبح من الضروري معرفة حكم مصافحة المرأة الأجنبية من وجهة نظر المذاهب الأربعة.
تعريف المرأة الأجنبية
- قبل التطرق إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بمصافحة المرأة الأجنبية، لابد من توضيح مفهوم المرأة الأجنبية بشكل عام.
- يمكننا تعريف المرأة الأجنبية بأنها التي لا ترتبط برجل بمحرم، والمحارم هم النساء اللواتي يحرم عليه الزواج بهن مثل الأم، الأخت، الخالة، العمة، جدة، وبنات الأخ والأخت، وكذلك من أرضعته في صغره.
- بينما يُعتبر باقي النساء غير محارم، مما يعني أنه يجوز الزواج منهن، وبالتالي يتم تصنيفهن كأجانب أي غرباء عنه، ويجب معاملتهن ضمن الحدود التي يحددها الدين الإسلامي.
حكم مصافحة المرأة الأجنبية في المذاهب الأربعة
- تعتبر المذاهب الإسلامية الأربعة، المالكية، الحنفية، الشافعية، والحنابلة، هي الأكثر شيوعاً في مصر والعالم العربي، لذا من المهم أن نطلع على أحكامها في هذا الشأن.
- فيما يتعلق بمذهب المالكية، فقد أفتى بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية بصورة قاطعة مهما كان الهدف من المصافحة، سواء أكان بدافع الشهوة أم لا، سواء كانت المرأة مسنّـة أو شابة.
- أما مذهب الحنفية، فقد حرم مصافحة المرأة الشابة خوفًا من الفتنة وإثارة الشهوة، في حين سمحوا بمصافحة المرأة العجوز نظراً لاعتقادهم أنها لا تثير الغرائز.
- وبالنسبة لمذهب الشافعية، فإنهم يجيزون المصافحة في حالات الضرورة القصوى، ووفق شرطين أساسيين: الأول وجود حاجز مثل القفازات، والثاني عدم وجود نية للشهوة من الطرفين.
- أما مذهب الحنابلة، فقد أقر بتحريم مصافحة الشابة لأسباب مشابهة للمذهب الحنفي، بينما أجازوا مصافحة المرأة العجوز وبذلك قمنا باستعراض حكم مصافحة المرأة الأجنبية في المذاهب الأربعة.
أحكام تهم المرأة في الإسلام
- تتواجد العديد من الأحكام الإسلامية التي يجب على المرأة اتباعها بالتساوي مع الرجل، فالإسلام هو دين المساواة. لذا يجب على المرأة المسلمة الالتزام بهذه الأحكام لتحقيق العبادة بشكل صحيح.
- ومن بين هذه الأحكام حكم الحجاب، حكم الزينة، حكم الرضاعة، وحكم الحيض والنفاس، وسنستعرض هذه الأحكام بإيجاز.
- بالنسبة لحكم الحجاب، فإن الإسلام فرضه لحماية المرأة المسلمة، حيث يساعد في الحفاظ عليها من الفتن التي قد تثير شهوة الرجال، ويُعبر عن الحجاب كغطاء الرأس الذي يعيق رؤية الشعر.
- يجب أن تكون الملابس واسعة ولا تحدد ملامح الجسد أو تكون شفافة. هناك نقاش حول النقاب، حيث يعتقد البعض بضرورة تغطية الوجه والكفين بينما يرى آخرون إمكانية كشفهما.
- فيما يتعلق بحكم الزينة، فقد أباح الله ورسوله ارتداء الحرير والذهب للنساء دون الرجال، ويجب أن يكون التزين محصوراً في الزوج والأقارب، ويحظر أن يكون أمام المحارم.
- أما حكم الرضاعة، فإنه يلعب دورًا في تحديد المحارم، فلا يجوز للمرأة الزواج من إخوتها أو أبناءها في الرضاعة، ويتطلب الأمر خمس رضعات على الأقل لتحديد هذه العلاقات.
- بالنسبة لحكم الحيض والنفاس، فهي من الأحكام المهمة حيث لا يُسمح للصلاة أو لمس المصحف أو الصيام خلال تلك الفترة، ولكن يتوجب تعويض هذه الأيام لاحقاً.
- كذلك، يحظر ممارسة الحقوق الزوجية في هذه الأوقات لما لها من آثار سلبية، وفي النهاية، يجب أن نقتنع بأن جميع هذه الأحكام التي فرضها الإسلام على المرأة تهدف إلى التقرب من الله وضمان سلامتها وحمايتها.
أحاديث نبوية عن مصافحة المرأة
- تتواجد عدة أحاديث نبوية تتعلق بحكم مصافحة المرأة الأجنبية، والتي استندت إليها الدراسات لإصدار أحكامها، وهناك أحاديث صحيحة وأخرى موضوعة.
- من أبرز الأحاديث، ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.”
- كما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: “والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا امرأة يملكها.”