تاريخ الجزائر القديم
تظهر الحفريات الأثرية في الجزائر أن البشر عاشوا فيها منذ ما يتراوح بين 500,000 و700,000 سنة. وقد استقر الفينيقيون على سواحل البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وأطلقوا عليها لقب نوميديا القديمة. وفي نهاية الحروب البونيقية في عام 145 قبل الميلاد، أصبحت الجزائر مستعمرة رومانية تُعرف باسم موريطانيا القيسرية (Caesariensis). بعد ذلك، غزا الفاندال المنطقة حوالي عام 440 ميلادية، مما أدى إلى تراجع الثقافة والحضارة، حيث تحولت الجزائر إلى حالة من الحياة البربرية. لكن، تمكن العرب من استعادة جزءٍ من الجزائر في حوالي عام 650 ميلادية، وخلال الفترة الرومانية المسيحية تم تحويل البربر الأصليين إلى الإسلام. بحلول عام 1536م، وقعت الجزائر تحت السيطرة العثمانية، حيث أصبحت مركزًا للقراصنة البربر على مدى ثلاثة قرون. وبعد ذلك، احتلت القوات الفرنسية الجزائر عام 1830م، وجعلتها جزءًا من فرنسا في عام 1848م.
الاحتلال الفرنسي (1830-1962)
بدأت فرنسا غزو الجزائر في عام 1830م، وبسرعة أصبحت الجزائر مستعمرة فرنسية. على مدى 130 عامًا، أضحت الجزائر جزءًا لا يتجزأ من الجمهورية الفرنسية، مما أدى إلى هجرة العديد من الفرنسيين إلى المدن الجزائرية، وهو ما جعل عددهم يتفوق على السكان الأصليين. كانت آثار الاستعمار الفرنسي واضحة في مجالات الثقافة والاقتصاد والمجتمع الجزائري، وكان الجزائريون يشعرون بالاستياء من الاستعباد وسوء المعاملة السياسية والحرمان من حقوقهم الأساسية. عانت الحكومة الفرنسية من جراء سياسة الإهمال والقمع الشديد تجاه الثورات وحركة النضال الوطني. بلغت مشاعر التوتر ذروتها في 1 نوفمبر 1954م، مع بداية حرب الاستقلال بقيادة جبهة التحرير الوطني. انتهت الحرب بتحقيق الجزائر استقلالها في عام 1962م، حيث فقد العديد من الجزائريين أرواحهم وغادر الكثير من المستعمرين والمتعاطفين الجزائر إلى فرنسا.
ما بعد الاستقلال
منذ حصولها على الاستقلال، اتسمت السياسة الخارجية للجزائر بالثورية في الخطاب والبراغماتية في الممارسة. كانت الجزائر وجهة للعديد من الحركات الثورية في العالم الثالث في سنواتها الأولى. ورغم استمرار بعض حالات النزاع، إلا أن القادة مثل بن جديد رفضوا اتخاذ مواقف قتالية. خلال الستينات والسبعينات، كانت الجزائر تدعم فيتنام الشمالية في سعيها للتخلص من الاستعمار، كما ساهمت في محاربة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. كانت فلسطين أيضًا من القضايا المحورية في نظر الجزائريين، حيث دعموا منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى دعمهم للعديد من الدول في حروبهم وتعزيز السلام.