نبذة عن لقمان الحكيم
لقمان الحكيم هو شخصية بارزة ذُكرت في القرآن الكريم، وسنتعرف على تفاصيل حياته من خلال السطور التالية:
اسمه ونسبه
أشار ابن إسحاق إلى أن لقمان الحكيم يُنسب إلى آزر، والد سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، حيث يُعرف باسم لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارح. وهنالك روايات أخرى تقول إنه لقمان بن عنقاء بن سرون. كما قيل إنه كان ابن أخت نبي الله أيوب -عليه السلام-، بينما ذكر بعضهم أنه كان ابن خالته. يُعتقد أيضًا أنه من نوبة السودان، وقد عاصر نبي الله داود -عليه السلام- وتعلم منه، وعُين قاضيًا في بني إسرائيل.
صفات ومزايا لقمان
يُعتبر لقمان الحكيم من أفضل الخلائق، وقد اتسم بمجموعة من الصفات الإيجابية، ومنها:
- تمتع بحكمةٍ وفطنةٍ ورجاحة عقل.
- كان لديه قلب رقيق وحديث صادق وأقوال صائبة.
- تحلى بالأمانة والعفاف.
- كان صابرًا ويمتلك القدرة على ضبط مشاعره وانفعالاته.
- يغلب عليه قلة الكلام وكثرة التفكير، ويمتلك نظرة عميقة، وينام قليلًا بالنهار، ولا يعيد ما يقوله إلا إذا كانت فيه حكمة.
- كان يتمتع بسلوكيات رفيعة لم تظهر منه أي تصرفات غير لائقة، حيث لم يُشاهد من قِبل أحد وهو يبصق أو يعبث أو يلهو.
مهنة لقمان
تعددت الروايات حول مهنة لقمان الحكيم، فبعضها يشير إلى أنه كان خياطًا، بينما يقول آخرون إنه كان حطابًا يحمل الحطب يوميًا لمولاه. كما ذكر البعض أنه كان راعي أغنام، وآخرون أشاروا إلى أنه كان يعمل في النجارة. يُذكر أن سيده طلب منه ذات مرة أن يذبح شاةً ويأتي بأطيب مضغتين منها، فعاد بقلب الشاة ولسانها، وأخبره أن هذين هما أطيب ما فيها.
وعندما طلب منه سيده ذبح شاة أخرى وإحضار أخبث مضغتين فيها، عاد بنفس الشيء، وهو ما استفز استغراب سيده. فأجابه لقمان بأن القلب واللسان، إذا كانا طيبين، فلا شيء أطيب منهما، وإذا كانا خبيثين، فلا شيء أخبث منهما.
وصايا لقمان لابنه
قدم لقمان الحكيم لابنه مجموعة من الوصايا التي تشمل المبادئ الشرعية الجوهرية، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم، ومنها:
- الإيمان بالله تعالى وتوحيده.
كما شدد على ضرورة الابتعاد عن الشرك بالله، وهي تعد الوصية الأعظم للإنسان، فتوحد الله تعالى هو السبب في النجاح في الدنيا والآخرة، وتضمن التحذير من الشرك لأنه ظلم للنفس وعاقبته خسران كبير.
- بر الوالدين وطاعتهما.
وقد أكد الله -تعالى- على ذلك في العديد من آيات القرآن، كما جاءت السنة النبوية تحذر من العقوق والعقوبة المترتبة عليه.
- استشعار وجود الله -تعالى- ومراقبته.
تُعتبر هذه من أسس العقيدة السليمة التي تبني إيمان الفرد، وتمنحه الطمأنينة في حياته.
- إقامة الصلاة.
تعد من أعظم العبادات المفروضة، فهي تمنح السكينة والراحة النفسية، وتساعد على المحافظة على الدين وتكفير الخطايا.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يُعتبر الأساس الذي يُحقق الصلاح في المجتمعات، ويعزز الخيرية التي تميز أمة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عن غيرها.
- الصبر.
يكون في أوقات الشدائد والابتلاءات. وقد دعا الله -تعالى- للصبر في كثير من الآيات، ووعد بالصبرين بالأجر العظيم، ومما أوصى به لقمان ابنه، هو الصبر على النهي عن المنكر وتحمل الأذى المحتمل.
- التواضع وعدم التكبر.
لهذا الخلق أبعاد هامة في التعامل مع الآخرين، وعدم التفاخر والسير بطريقة مهيبة، إذ أن الله -تعالى- لا يحب المتكبرين.
- خفض الصوت وعدم رفعه.
لأن الصوت المرتفع لا يجلب فائدة، بل قد يُسبب الإزعاج للناس. لذا من توقير الإنسان ووعيه أن يكون صوته معتدلاً وهادئاً.
لقمان: نبي أم حكيم؟
تباينت آراء العلماء حول لقمان، وما إذا كان نبيًا أو صالحًا، وقد أُثيرت عدة أقوال، منها:
- يرى معظم أهل التأويل أن لقمان الحكيم كان وليًا صالحًا وليس نبيًا.
- عكرمة والشعبي يزعمون أن لقمان الحكيم كان نبيًّا مرسلاً.
- ابن عباس رأى أن لقمان كان رجلاً صالحًا منح الله الحكمة، وكان قاضيًا في بني إسرائيل.
وفاة لقمان
ذُكر أن لقمان توفي ودفن في أيلة، بينما قيل إنه دفن في الرملة، في موقع بين المسجد والأسواق. وقد دُفن معه هناك سبعون نبيًا من بني إسرائيل.