تاريخ إنشاء الكعبة المشرفة

تاريخ بناء الكعبة المشرفة

تُعتبر الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في الصلاة وتُعد من أقدس الأماكن في الإسلام. كما أنها المكان الذي يطوف حوله الحُجّاج خلال فريضة الحج والعمرة. يُعتقد أنها أول بيت بُني على وجه الأرض، وفقاً لقوله -عز وجل-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).

يشير النووي إلى أن بناء الكعبة مرّ بعدة مراحل، فقد بُنِيَت أولاً على يد الملائكة، ثم بواسطة إبراهيم -عليه السلام-، وبعدها من قِبل قريش قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ابن الزبير، وأخيراً الحجاج الثقفي. وفيما يلي سيتم توضيح هذه المراحل بتفصيل أكبر:

تأسيس الكعبة (البناء الأول)

سنستعرض المراحل الأولى لتأسيس الكعبة كما وُردت في كتب العلماء:

بناء الملائكة للكعبة

تشير بعض الروايات إلى أن الملائكة هم أول من وضعوا أساسات الكعبة، كما جاء في أثرٍ نقل عن علي بن الحسين -رضي الله عنهما- حين سُئِل عن سبب الطواف حول الكعبة، فقال: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً…”. وعلى ما يبدو، اعتقدت الملائكة أنهم أغضبوا الله بسؤالهم، فبدأوا بالطواف حول عرشه، وكتب الله لهم أن يُقيموا البيت المعمور حيث يتوافد إليه سبعون ألف ملك يومياً. ثم أمرهم ببناء الكعبة لتكون مكاناً يتوجه إليه الناس بالطواف، مع التنبيه على أن هذا القول محل اختلاف بين العلماء.

بناء سيدنا آدم للكعبة

يُقال إن آدم -عليه السلام- هو أول من قام ببناء الكعبة، وذلك كما نُسب إلى ابن عباس -رضي الله عنه-، حيث قال: “فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَسَّسَ الْبَيْتَ، وَصَلَّى فِيهِ، وَطَافَ بِهِ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-“. بينما يُرجّح آخرون أن إبراهيم -عليه السلام- هو من بَنى الكعبة، وقد يوضح الجمع بين الرأيين أن إبراهيم -عليه السلام- قام برفع القواعد التي أسّسها آدم.

بناء سيدنا إبراهيم للكعبة

تُظهر الآيات القرآنية قصة بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ…). أتمّ إبراهيم -عليه السلام- بناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل، حيث قاما معاً برفع قواعدها ووضع الحجر الأسود الذي أنزله الله -عز وجل- بواسطة جبريل. وقد دعتهم تلك اللحظات لتقبّل هذا البناء من الله وكأنهم حصلوا على وعد بأن يتوافد الحجيج إليه من كل حدب وصوب.

إعادة بناء الكعبة قبل بعثة النبي

قبل بعثة النبي بخمس سنوات، تعرضت الكعبة لسيول قوية أدت إلى انهيار بعض أجزائها. لذا، قررت قبيلة قريش إعادة بناء الكعبة. وأثناء ذلك، لعب النبي -صلى الله عليه وسلم- دوراً حاسماً في حل النزاع الذي نشب بين القبائل بشأن وضع الحجر الأسود. فاستقبلوه حكماً بينهم، وأمر بوضع الحجر في رداء يمسك كل قبيلة بأطرافه، ثم وضع الحجر بيديه الكريمتين، مما أتاح لهم إعادة بناء الكعبة.

إعادة بناء الكعبة بعد الإسلام

إعادة بناء عبد الله بن الزبير للكعبة

في عهد عبد الله بن الزبير، احترقت أجزاء من الكعبة بعد غزو مكة، مما استدعى إعادة بنائها. وعندئذٍ، قال للناس إنه سمع من عائشة -رضي الله عنها- أنها تمنت لو كانت الظروف مختلفة، حيث كان لديها رغبة في إضافة بعض الحجر إلى البناء وجعل الأبواب تسهم في تسهيل الدخول والخروج.

إعادة بناء الحجاج والسلطان مراد للكعبة

من المتفق عليه أن الحجاج الثقفي قام بإعادة بناء الكعبة، ويُقال إن هذا هو البناء القائم اليوم، والذي شهده النبي -صلى الله عليه وسلم-. كما تمت إعادة البناء خلال عهد السلطان مراد الرابع في الفترة العثمانية عام 1040هـ.

Scroll to Top