تعريف الشاعر أبو نواس وأهم ملامح حياته وأعماله

أبو نوّاس

يعدّ أبو نوّاس، الحسن بن هانئ بن عبدالأول بن صباح الحكمي، واحدًا من أبرز شعراء العصر العباسي، وقد وُلِد في فترة تعدّ موضع جدل بين المؤرخين. حيث يُعتقد بأنه وُلِد عام 136 هـ، أو ربما 149 هـ، وحتى قيل إنه وُلِد عام 145 هـ. أما بالنسبة لتاريخ وفاته، فقد اختلفت الروايات أيضًا، حيث ذُكِر أنه توفي عام 195 هـ أو 197 هـ. ومع ذلك، يتفق الجميع على أن أصله يعود إلى منطقة الأهواز.

صفات أبو نوّاس

تستدعي مناقشة الصفات الجسدية لأبي نوّاس الإشارة إلى وصف أبي الفرج الأصفهاني له، حيث كان يتمتع ببشرة بيضاء وجسم جميل، ويعتمد في ملبسه على العمامة والقلنسوة. وقد أشار ابن منظور إلى جسمه النحيف وشعره المنسدل. أما عن صفاته البارزة الأخرى، فقد عُرِفَ بسرعته في البديهة وروح الفكاهة التي تحلّى بها، إضافةً إلى خفّة ظله ورقّة طبعه وذكائه. ومن المثير للاهتمام أن بعض المصادر تشير إلى أن تأثير والدته الفارسية كان أقوى من تأثير والده العربي، الذي توفي في سن مبكرة، ما أدى إلى نشأته في كنف والدته، وهذا كان له تأثير كبير في ميله نحو الحضارة وعزوفه عن أسلوب البداوة.

شِعر أبو نوّاس

برز أبو نوّاس كشاعر حساس يخشى الموت ويعتبره شيئًا مؤلمًا، مما جعله يتجه نحو الحكمة ويدعو الناس إلى التماس الرحمة. كان شعره يحمل الكثير من العظات والندم على ما فات، حيث يعكس تناقضات مثيرة بين شعر اللهو والمَلذّات من جهة، وشعر الزهد والموعظة من جهة أخرى. بشكل عام، يتميز شعره بالعفوية والانسيابية، بالإضافة إلى قدرته على تناول مواضيع متعددة تشمل الهجاء والمدح والعتاب والغزل والزهد والمراثي وشعر الخمريات. ومن أبرز ما قاله أبو نوّاس:

لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ

كانت تحلُّ بها هندٌ وأسماءُ

حاشا لدرةَ أن تُبنى الخيامُ لها

وأن تروحَ عليها الإبلُ والشاءُ

Scroll to Top