ما هي المعالم والميزات البارزة في مدينة تبوك؟

ما هي مميزات مدينة تبوك؟

تاريخ تبوك العريق

تُعتبر تبوك موقعاً غنياً بالتاريخ، حيث كانت تُعرف منذ العصور القديمة بموقعها الاستراتيجي على طريق تجارة التوابل والبخور واللبان. كانت القوافل تُوجه من اليمن نحو إمبراطوريات الشرق القديم، ولا سيما الإمبراطورية الرومانية، ما جعلها نقطة جذب رئيسية نظرًا للثروات التي كانت تمتلكها. في القرن السادس قبل الميلاد، غزا نبو نيد، ملك بابل، بعض واحات تبوك الرئيسية، وشهدت المنطقة نهضة كبيرة بعد إنشاء بئر حدة في مدينة تيماء، والتي كانت تُعتبر محطة استراحة للقوافل.

ارتباط تبوك بالأنبياء

لعبت تبوك دورًا مهمًا في تاريخ الأنبياء، ومن بينهم:

  • النبي شعيب عليه السلام: حيث يتضمن إقليم تبوك جزءًا من خليج العقبة الذي كان مرتبطًا بالمملكة النبطية قبل الغزو الروماني، وأصبح جزءًا تابعًا للمسلمين، ويعد مكانًا أُرسل إليهم فيه النبي شعيب -عليه السلام-. توجد في المنطقة حوالي 13 موقعًا تاريخيًا يعود لمدين.
  • النبي موسى عليه السلام: عاش في شرق مدينة تبوك لمدة عشر سنوات، مما يجعل المنطقة مرتبطة بقصصه.
  • النبي محمد صلى الله عليه وسلم: تحتوي تبوك على المسجد الذي صلى فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلال معركة تبوك.

طرق الحج وسكة حديد الحجاز

تم بناء سكة حديد الحجاز خلال الفترة العثمانية، حيث امتدت الإمبراطورية العثمانية لتشمل الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، قبل أن يستعيد آل سعود المنطقة. تُعتبر تبوك موقعًا هامًا لاستراحة الحجاج القادمين من الأردن ومصر.

بُنيت سكة حديد الحجاز في عام 1900 م، وتتكون من حوالي 13 مبنى على مساحة تصل إلى 80 ألف متر مربع. تضمّ محطة سكة الحديد القاطرات والسيارات الخاصة بالشحن، إلى جانب العديد من المعالم العثمانية الأخرى. تحوي المنطقة أيضًا متحف تبوك الإقليمي وورشة حرف يدوية، وتُعد محطة سكة الحديد من أهم المزارات السياحية في المملكة العربية السعودية.

تضاريس تبوك المتنوعة

تتميز تبوك بتنوع تضاريسها، حيث تضم بحار وسهول وجبال وآثار قديمة. يُعرف الإقليم بحجارته الرملية ويحتوي على جبال السروات التي ترتفع لـ 2500 متر، بالإضافة إلى براكين حرة العويرض والمناطق الساحلية الجذابة مثل منطقة حقل وشرما. يُعتبر وادي الطيب، المعروف بحجارة الجرانيت الوعرة، واحداً من المعالم البارزة.

كما يضم وادي الديسة، الذي يتقاطع مع ثلاث وديان، ويُعتبر موطنًا لأشجار النخيل المحاطة بالجبال. إذا كنت تبحث عن مغامرة، يُعتبر جبل اللوز مكانًا مناسبًا بمسافة ارتفاع تصل إلى 2580 مترًا، مما يسمح بالتخييم خلال الأشهر الدافئة. في الشتاء، يتغطى الجبل بالثلوج، مما يوفر مناظر طبيعية رائعة. تُقدم تبوك أيضًا أنشطة مثل الغوص بسبب المياه النظيفة في خليج العقبة والبحر الأحمر.

تتميز تبوك بشواطئها الخلابة التي تجذب الزوار في عطلات نهاية الأسبوع مثل شاطئ السلطانية، بالإضافة إلى شواطئ بئر الماشي، والشريعة، وشرما، والخُريبة. كما تحتوي المنطقة على العديد من مواقع الفن الصخري التي تُظهر تواجد الإنسان في المنطقة منذ 90 ألف عام.

الطقس في تبوك

يتسم طقس تبوك بالاعتدال، مما يجعله وجهة سياحية جذابة خاصةً في الصيف، حيث تبلغ درجات الحرارة حوالي 29 درجة مئوية. وفي فصل الشتاء، تتراوح متوسط درجات الحرارة حوالي 17 درجة مئوية، مع إمكانية انخفاضها تحت الصفر في بعض الأحيان، وتتميز المنطقة بقلة الأمطار مع تساقط الثلوج في فترات معينة.

التراث الثقافي والمواقع الأثرية

تشتهر تبوك بوجود العديد من المواقع الأثرية، ومنها:

  • مسجد التوبة.
  • قلعة تبوك: وهي من المواقع التاريخية المهمة وترتبط بالنبي محمد -عليه السلام-، وتحتوي على ينبوع مائي ومسجد قديم يُعتقد أنه بُني على يد عمر بن عبد العزيز.
  • آثار شعيب: تُعتبر من المعالم البارزة في تبوك وترجع للعصر النبطي.
  • جبال الديسة: تُعرف بتكويناتها الطبيعية الرائعة الناتجة عن عوامل التعريه الجوية والمائية.
  • بئر هداج: يقع في منطقة تيماء ويعود تاريخه إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.
  • سوق الطواحين، حيث يُباع السجاد وأغطية الخيام عالية الجودة.
  • متحف تبوك: يهدف إلى عرض التراث المحلي وخصائص البيئة مما يساهم في تثقيف الزوار بتاريخ المملكة.

الإنتاج الزراعي في المنطقة

تُعتبر تبوك من المناطق الزراعية الهامة في المملكة، حيث يُقدر أن 70% من الأراضي الزراعية تتركز هنا نظراً لخصوبة تربتها وفرة المياه. تتميز زراعة القمح والفواكه والخضروات، إضافة إلى تصدير الورود إلى أوروبا مثل الزنابق وزهرة سيف الغراب.

تستعد المملكة لإقامة مهرجان كبير للفواكه والورود، والذي يُعتبر الأول من نوعه في المنطقة ويضم حوالي 200 نوع من الفواكه والورود، وكذلك معارض للمنتجات الزراعية والمشاتل.

تبوك: أبرز المدن في شمال المملكة

تقع تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية على الحدود مع الأردن، وتُعتبر بوابةً إلى الشمال أو “تبوك الورود”. تأسست المدينة حوالي عام 500 قبل الميلاد، ولها تاريخ طويل ومسميات مختلفة، وأصبحت تُعرف فيما بعد بهذا الاسم.

تُعد تبوك واحدة من أسرع المراكز الصناعية نمواً بالمملكة، حيث شهدت في السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في بناء الفنادق والشقق الفندقية، مما ساهم في تنشيط السياحة من خلال مطار تبوك الذي يعد خامس أكبر مطار في المملكة من حيث الحركة.

Scroll to Top