تحية المسجد
تحية المسجد هي عبارة عن صلاة ركعتين يؤديها المسلم عند دخوله المسجد قبل الجلوس، ويستحب أداؤها حتى في أوقات الكراهة، لأنّها عبادة قائمة على سببٍ، ولا تشملها النواهي. وقد اتفق على ذلك عددٌ كبيرٌ من أهل العلم، حيث ذكر الإمام النووي -رحمه الله- أن العلماء مجمعون على استحباب أداء تحية المسجد. وبالتالي، يُفضل للمسلم عدم الجلوس في المسجد دون أداء هذه الصلاة إلا لعذرٍ. ومن جهة أخرى، أشار الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إلى أن الرأي القائل بوجوب تحية المسجد يعتبر قويًا، ولكن الأقرب في حكمها هو أنها سنةٌ مؤكدةٌ.
حكم صلاة تحية المسجد قبل الإقامة بقليلٍ
عند دخول المسلم إلى المسجد قبل إقامة الصلاة بفترة قصيرة، يجب أن ينظر إلى احتمالين: إذا كان متيقنًا أن الصلاة ستبدأ قريبًا وتكبير الإمام سيحدث أثناء أدائه لتحية المسجد، فيفضل عدم أدائها. أما إذا كان يعتقد أنه سيتمكن من إتمامها قبل تكبيرة الإحرام، فيجوز له أن يصليها. بصفة عامة، إذا دخل المسجد قبل الإقامة بحوالي ثلاث دقائق أو أربع، فإن تحية المسجد تُعتبر مناسبة، وغالبًا ما تكفي هذه المدة لإنهائها قبل تكبيرة الإحرام. بينما إذا دخل المسلم المسجد قبل الإقامة بدقيقة أو اثنتين وشك في قدرته على إتمام الصلاة قبل التكبير، فعليه أن يقف ولا يجلس حتى يبدأ الإمام الصلاة.
تحية المسجد الحرام
عند دخول المسجد الحرام، يكون الزائر في إحدى حالتين:
- إما أن يدخل برغبة في الطواف، سواءً كان ذلك طواف حج أو عمرة أو تطوع. وفي هذه الحالة، لا ينبغي عليه أداء ركعتي تحية المسجد قبل الطواف، بل يبدأ بالطواف مباشرةً. ومع ذلك، إذا وجد مانعًا مثل الزحام الشديد، يمكنه أداء ركعتي التحية انتظارًا حتى يهدأ الزحام.
- أو أن يدخل بقصد حضور حلقة علم أو قراءة القرآن أو أداء الصلاة أو أي نوع آخر من العبادات، وفي هذه الحالة يُستحب له أداء ركعتين تحية المسجد.