أنواع مرض المياه الزرقاء
يتنوع مرض المياه الزرقاء، المعروف أيضًا بزرق العين أو الجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma)، إلى عدة أنواع. يمكن تصنيف هذا المرض بناءً على السبب إلى نوعين رئيسيين: الجلوكوما الأولية (بالإنجليزية: Primary Glaucoma) التي يكون سببها غير معلوم، والجلوكوما الثانوية (بالإنجليزية: Secondary Glaucoma) التي يمكن أن تُعزى إلى أسباب معينة مثل الإصابة بورم، التهاب، أو مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) أو ظروف صحية أخرى. وبشكل أعم، يمكن تقسيم انواع الجلوكوما إلى نوعين بارزين: الجلوكوما مفتوحة الزاوية (بالإنجليزية: Open-Angle Glaucoma)، وهو الأكثر شيوعًا، والجلوكوما مغلقة الزاوية (بالإنجليزية: Angle-Closure Glaucoma)، مع الإشارة هنا إلى الزاوية التي تصل بين القزحية (بالإنجليزية: Iris) والقرنية (بالإنجليزية: Cornea).
الجلوكوما الأولية
تتنوع أنواع الجلوكوما الأولية لتشمل الجلوكوما مفتوحة الزاوية والجلوكوما مغلقة الزاوية المشار إليهما سابقًا، بالإضافة إلى الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي (بالإنجليزية: Normal Tension Glaucoma) والجلوكوما الخلقية (بالإنجليزية: Congenital Glaucoma) التي يولد بها الأطفال.
الجلوكوما مفتوحة الزاوية
سُميت الجلوكوما مفتوحة الزاوية بهذا الاسم لأنها تبقي الزاوية بين القزحية والقرنية في وضعها الطبيعي. يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، حيث يمثل 74% من إجمالي حالات الإصابة بالجلوكوما. عادة ما يكون تقدم هذا النوع بطيئًا وتدريجيًا بسبب انسداد قنوات تصريف السوائل في العين، مما يؤدي إلى زيادة السوائل وارتفاع ضغط العين تدريجيًا. هناك بعض النظريات التي قد تفسر سبب الإصابة بالجلوكوما مفتوحة الزاوية، مثل ضعف تدفق الدم إلى العصب البصري. يُلاحظ أن هذا النوع في مراحله الأولية لا يسبب ظهور أعراض، لكن مع تقدم المرض قد يبدأ المصاب بالشعور ببعض البقع العمياء (بالإنجليزية: Blind Spots) في الرؤية المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral Vision).
على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يصاب بالجلوكوما مفتوحة الزاوية، هناك عوامل خطر تُزيد من احتمالية الإصابة، مثل العمر؛ إذ أن معظم المصابين يزيد عمرهم عن 50 عامًا. وتزيد خطورة المرض مع التقدم في العمر. كما يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع الجلوكوما أكثر عرضة للإصابة، وتوجد أيضاً معدل ارتفاع لدى الأشخاص من الأصول اللاتينية أو الأفريقية. يشار إلى أن هناك حالات صحية مثل قصر النظر (بالإنجليزية: Nearsightedness) وقلة سمك القرنية قد تزيد من خطر الإصابة.
الجلوكوما مغلقة الزاوية
تُعرف الجلوكوما مغلقة الزاوية بهذا الاسم لأن الزاوية الموجودة بين القزحية والقرنية تصبح مغلقة، خلافًا للجلوكوما مفتوحة الزاوية. كما يُشار إليها أحيانًا بالجلوكوما ضيقة الزاوية (بالإنجليزية: Narrow-Angle Glaucoma) أو الجلوكوما الحادة (بالإنجليزية: Acute Glaucoma). يرتبط تقدم العمر ببعض التغيرات في العين، حيث تصبح عدسة العين أكبر، مما يؤدي إلى الضغط على القزحية ودفعها للأمام، مما يسبب تضيق الزاوية. النتيجة هي خلل في قدرة العين على تصريف السوائل، مما يؤدي إلى تسرب السوائل وارتفاع ضغط العين، وهذا النوع يمكن أن يكون تدريجيًا أو مزمنًا أو حادًا. في حالة الجلوكوما الحادة، يحدث ارتفاع مفاجئ في ضغط العين.
من المهم مراجعة الطبيب في حالة الجلوكوما مغلقة الزاوية الحادة نظرًا لأنها حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا. الأعراض والعلامات تتضمن رؤية ضبابية، شعور بألم شديد في العين والرأس، وقد ترافقها تقيؤ وغثيان، وفقدان مفاجئ للرؤية.
يُعتبر طول النظر (بالإنجليزية: Farsightedness) أحد الأسباب المحتملة التي قد تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما مغلقة الزاوية، حيث يمتلك معظم الأشخاص الذين يعانون من طول النظر زوايا ضيقة في أعينهم. هناك عوامل خطر أخرى مثل التقدم في العمر والانتماء للعرق الآسيوي، حيث تظهر الدراسات أن نسبة الإصابة أعلى بين الآسيويين مقارنة بالأوروبيين والأفريقيين.
الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي
الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي تُعتبر نوعاً من الجلوكوما مفتوحة الزاوية، حيث تتسبب في ضرر للعصب البصري بينما يظل ضغط العين في المعدل الطبيعي. السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، لكن قد يكون العصب البصري أكثر حساسية للضغط. هناك نظريات تشير إلى أن انخفاض تدفق الدم إلى العصب البصري أو انخفاض ضغط الدم يمكن أن يسهم في حدوث هذه الحالة. كما تُظهر التجارب أن بعض هذه الحالات لا تُظهر أعراضًا واضحة في البداية، لكن مع تقدم المرض قد تظهر عدة أعراض مثل فقدان الرؤية الجانبية.
الجلوكوما الخلقية
الجلوكوما الخلقية تُشير إلى حالة يولد بها الطفل، وعادةً ما يتمتع المصاب بها بمستوى منخفض من تصريف السوائل في العين. يُعتبر هذا النوع نادر الحدوث، حيث يُصاب طفل واحد فقط من كل 10,000 طفل. يعتمد هذا النوع غالبًا على حدوث خلل في تكوين خلايا وعناصر شبكة العين أثناء فترة الحمل. يُفضّل عادةً التدخل الجراحي المبكر لعلاج هذه الحالة.
يمكن للوالدين ملاحظة أعراض مثل زيادة الحساسية للضوء وزيادة إفراز الدموع وتشنج الجفن (بالإنجليزية: Blepharospasm)، وهو الضغط اللارادي للجفن.
الجلوكوما الثانوية
تشمل الجلوكوما الثانوية (بالإنجليزية: Secondary Glaucoma) العديد من الأنواع، حيث يمكن أن تكون مفتوحة أو مغلقة الزاوية. يتسبب ارتفاع ضغط العين في تلف العصب البصري، وعادة ما يكون ناتجًا عن أسباب واضحة. تختلف الأعراض حسب النوع والمسبب. ومن ضمن الأنواع المعروفة:
- زرق الأوعية الدموية: (بالإنجليزية: Neovascular Glaucoma) ينشأ نتيجة بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري، مما يزيد من تشكيل الأوعية الدموية في العين ويؤثر على تصريف السوائل.
- الجلوكوما الصبغية: (بالإنجليزية: Pigmentary Glaucoma) تحدث نتيجة تراكم الصبغة في العين مما يعوق تصريف السوائل ويؤدي لارتفاع الضغط.
- جلوكوما التقشّر: (بالإنجليزيّة: Exfoliation Glaucoma) تتسبب نتيجة الإصابة بمتلازمة التقشر الكاذب، مما يُعيق تصريف السائل في العين.
- جلوكوما التهاب العنبية: (بالإنجليزية: Uveitic Glaucoma) تنتج عن التهاب يُسبب تكوين نسيج ندبي يؤثر سلبًا على تصريف السوائل.
معلومات حول مرض المياه الزرقاء
يُعرّف مرض المياه الزرقاء على أنه مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على العين، حيث يؤدي ذلك إلى تضرر العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve). غالبًا ما يكون السبب في زيادة السوائل في العين، مما يرفع ضغط العين (بالإنجليزية: Intraocular Pressure). قد لا تُسبب هذه الزيادة دائمًا ظهور المرض، حيث قد يكون ضغط العين طبيعيًا عند العديد من المصابين. ينتج السائل من العين (الخلط المائي) لتغذية العين والحفاظ على الضغط داخلها، ولكن أي خلل في تصريف هذا السائل يؤدي إلى ارتفاع الضغط، مما يضر بالعصب البصري. يمكن أن يؤثر هذا المرض على الأشخاص من جميع الفئات العمرية، لكن كبار السن الذين يتجاوز عمرهم 70 عامًا يتعرضون لخطر أكبر.
غالبًا ما تظهر أعراض مرض المياه الزرقاء لاحقًا، مما يستدعي إجراء الفحوصات الدورية للعين. إذا كان هناك شك بالإصابة، تُجرى فحوصات إضافية للتشخيص والتقييم. من المهم إجراء فحوصات دورية كل عامين للأشخاص المعرضين للخطر، حيث أن الكشف المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في منع تقدم المرض وفقدان البصر.