حكم الإفطار خلال شهر رمضان المبارك

يعتبر حكم الإفطار في شهر رمضان من الأمور الهامة التي ينبغي أن يعرفها المسلم، حيث يختلف حكم الصيام والإفطار في رمضان عن غيره من الأيام.

حكم الإفطار في رمضان بدون عذر شرعي

  • يتسائل العديد من الأشخاص عن حكم من أفطر في نهار رمضان دون وجود عذر شرعي، حيث يُعتبر الإفطار في هذه الحالة من الكبائر.
    • ويعاقب فاعله يوم القيامة، والدليل على ذلك ما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:
    • (ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلَّقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم).
  • كما قال ابن تيمية رحمه الله:

(من أفطر عمداً بغير عذر كان فطره من الكبائر). لذا، يجب عليه الإسراع إلى التوبة والاستغفار والتوقف عن الطعام والشراب، بالإضافة إلى قضاء ما يلزم قضاءه.

حكم الإفطار في رمضان وفقًا للمذاهب الأربعة

  • يرى الحنفية والمالكية أنه يجب على من أفطر في نهار رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها مع وجوب الكفارة
    • لكن الحنفية اشترطوا ذلك لمن نوى الصيام من الليل.
    • بينما المالكية اشترطوا أن يكون الإفطار خاصًا بنهار رمضان فقط.
      • لأن هذا الإفطار يُعتبر انتهاكًا لحرمة شهر كريم.
  • أما الشافعية والحنابلة، فيرون أن من أفطر في نهار رمضان دون عذر شرعي
    • فعليه القضاء دون الحاجة لدفع الكفارة، حيث لم يثبت نص من السنة بوجوب ذلك.

حكم الإفطار في رمضان بعذر شرعي

هناك بعض الأعذار التي يُسمح بها للإفطار في شهر رمضان، وينبغي على المسلم قضاء ما فاته من الصيام بعد انتهاء الشهر.

الحيض والنفاس

يجب على المرأة الحائض أو النفساء الإفطار، وإذا صامت فإن صيامها يُعتبر باطلاً، ويتوجب عليها قضاء تلك الأيام بعد انتهاء شهر رمضان.

الحامل والمرضع

هذا ويسمح الإسلام للمرأة الحامل والمرضع بالإفطار إذا منعها الطبيب المختص، وذلك حمايةً لها ولجنينها من أي ضرر محتمل.

السفر

  • يُسمح للمسلم بالإفطار أثناء السفر، ولكن يجب أن يتوفر عدة شروط لكي يكون الإفطار جائزًا:
    • أن يكون السفر من النوع الذي يُبيح قصر الصلاة.
    • ألا يكون السفر لغرض يرتبط بالمعصية.
    • كما يجب ألا تتجاوز مدة السفر عن الفترة التي يُسمح فيها بقصر الصلاة، حيث يُعتبر المسافر بعد هذه الفترة مقيماً.
    • يجب أن يكون السفر خارج المدينة التي يقيم فيها المسلم.
    • أما الشخص الذي يسافر بعد طلوع الشمس أو في النهار، فيرى الحنفية والمالكية والمعتمد عند الشافعية والإمام أحمد أنه يجب عليه إتمام صيامه.
    • بينما يرى الحنابلة وبعض الشافعية أن الإفطار جائز استنادًا إلى قوله تعالى: (فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام آخر).
  • أما فيما يتعلق بكون الصوم أفضل أم الإفطار بالنسبة للمسافر، فإن الشافعية والحنفية والمالكية يرون أن الصيام أفضل، بينما الحنابلة وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما يرون أن الإفطار أفضل في هذه الحالة.

المريض

  • تجوز الإفطار للمسلم المريض بحسب رأي الحنفية والمالكية والشافعية، وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى:
    • (ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر).
    • أما الحنابلة فيرون أنه يُستحب للمريض أن يفطر، ويكون مكروهًا له الصيام.
    • وينبغي على المسلم الذي يخاف من ضرر الصيام أن يفطر.

التقدم في السن

  • اتفق العلماء على جواز الإفطار لمن تقدم به السن ولا يستطيع الصيام، وعليه تقديم الفدية.
  • ويستند هذا إلى قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).
  • تُحتسب هذه الفدية بإطعام مسكين عن كل يوم يُفطره، ويشمل هذا الحكم أيضًا المريض الذي لا يُرجى شفاؤه
    • أي لن يتمكن من الصوم أبداً، ولكن إذا كان بإمكانه الصوم في وقت لاحق فإن عليه الصوم ولا يحتاج إلى دفع فدية.

الإكراه

يُسمح بالإفطار في حالة الإكراه عند الحنفية والمالكية والحنابلة، ويجب عليه قضاء ما أوجبه الإكراه. بينما يخالف الشافعية هذا الرأي، حيث يرون أن المكره لا يُفطر.

الجهاد في سبيل الله

  • يوافق الحنفية والمالكية على جواز إفطار المجاهد، وذلك حتى يكون قويًا عند مواجهته للعدو، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.

حكم الإفطار في نهار رمضان ناسيًا

  • إذا أفطر المسلم في نهار رمضان ناسيًا، فإن صيامه يعد صحيحًا ولا يُحاسب عليه.
  • استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
    • (من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه).
  • بينما يرى الإمام مالك أنه إذا أكل أو شرب في نهار رمضان فعليه قضاء ذلك اليوم، ولكن إذا حدث ذلك أثناء صوم نفل فلا يُحاسب عليه.
Scroll to Top