دراسة حول أهمية الأم وواجباتنا تجاهها

الأم

أوصى الله تعالى بالأم، ووجّه نحو رعايتها والاعتناء بها، حيث جاء في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). إن بر الأم والإحسان إليها يعد من أخلاق الأنبياء، ويعتبر كمال الإحسان عندما يُظهر الأبناء كل حب ورعاية لها، فالأم هي قلب الأسرة ومصدر السعادة، وعندما نراها تشرق أوجهنا بهجةً ورضا. فهي تعطي وتعمل بجد دون انتظار مكافأة، همّها الأسمى هو رؤية أبناءها في أحسن حال. كم ستكون الكلمات عاجزة عن وصف فضل الأم، والتي تتجاوز كل تعبير! وقد أظهر الله تعالى عظم قدرها برابطه شكر الإنسان لوالديه بشكره له، كما نرى في قوله: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). لذلك، يجب على الأبناء أن يسعوا جاهدين ليراعوا حقوق الأم الذي لن يستطيعوا الوفاء بها، مجتهدين في البر والإحسان لنيل رضا الله تعالى في حياتهم وبعد مماتهم.

الواجبات المترتبة على الأبناء تجاه أمّهم

تنقسم واجبات الأبناء تجاه والدتهم إلى ثلاثة أقسام: واجبات مادية تتعلق بالمال، وواجبات معنوية، وأخرى بعد انتقال الأم إلى رحمة الله. وفيما يلي تفاصيل تلك الواجبات:

الواجب والإحسان المادي

تشمل صور بر الأبناء لأمّهم مادياً ما يلي:

  • الإنفاق عليها وتقديم المساعدة المالية لسد احتياجاتها إذا كانت في حاجة لذلك.
  • تقديم الهدايا لها تعبيراً عن الامتنان لما بذلته طوال حياتها.
  • تسهيل الأمور عليها وجلب ما تحتاجه، وما تحبه، حتى لو لم تكن بحاجة لذلك.

الواجب والإحسان المعنوي

تشمل صور بر الأبناء لأمّهم معنويًا ما يلي:

  • توفير سبل التعلم لها، خاصة في حال فاتتها فرصة استكمال تعليمها سابقًا.
  • كون الأبناء قدوة صالحة في مجتمعاتهم، مما يسعد قلب الأم ويدل على حسن تربيتها.
  • مساعدة الأم في سداد أي ديون مترتبة عليها.
  • مساندة الأم خاصة في كبر سنها لأداء الفرائض والعبادات.
  • مساعدة الأم على التواصل مع أقاربها وطمأنتهم.
  • طاعة الأبناء لوالداتهم في صغرهم وكبرهم، مع التوجيه للطاعة فقط فيما يتعلق بطاعة الله.
  • التحلي بالصبر والهدوء عند غضب الأم.
  • احترام مجالستها والإصغاء إليها وعدم الانشغال عنها.
  • الحماية من أي أذى قد يلحق بها.

واجب الأبناء تجاه أمهم بعد انقضاء عمرها

تظل واجبات الأبناء قائمة حتى قبل وفاتها، ومن تلك الواجبات:

  • التصدق عن روحها بشكل متواصل.
  • استمرار صلة الأرحام والاطمئنان عليهم.
  • قضاء أي ديون كانت عليها.
  • الدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

فضل وأجر بر الأم

إن الإنسان الذي يبر أمه ويحرص على إرضائها يحصد الأجر والثواب في الدنيا والآخرة. وفيما يلي بعض من تلك الفضائل:

  • يغفر الله للعبد البار بأمه، ويستر عيوبه.
  • يفوز بالجنة التي عرضها السماوات والأرض.
  • يكسب حب الله تعالى من خلال إحسانه لأمه.
  • تُقبل أعمال وأعبادات العبد البار بأمه.
  • يفتح الله له أبواب الرزق، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
  • تتقبل أ الدعوات وتتفتح أبواب السماء له.

عقوق الأم

يعتبر عقوق الأم من الظواهر السلبية الشائعة، وغالبًا ما يكون نتيجة انعدام الالتزام الديني وانشغال الأبناء بمشاعر الحياة ومتاعها. لقد حذرنا الله -تعالى- ورسوله الكريم من هذه السلوكيات، فنجد أن العقوق يأخذ صورًا متعددة، بدءًا من الكلام الجارح إلى الضرب. إن العقوق يتسبب في آثار سلبية في الدنيا، مثل حرمان الإنسان بركات العمر والرزق، وكذلك سوء الخاتمة. وفي الآخرة، يتعرض العقوق للعذاب الشديد. لذلك، يجب على الأبناء أن يتحلوا ببر الأمهات والإحسان إليهن في حياتهن وبعد مماتهن. وإن كان هناك أبن عاق، فعليه المبادرة بالتوبة إلى الله وعزم عدم العودة لهذا السلوك، مع الشعور بالندم وتحويل ذلك بإحسان إلى الأم.

Scroll to Top