البحيرة الكبيرة في محافظة الفيوم وموقعها الجغرافي وأهميتها البيئية

بحيرة قارون

تمتاز مصر بتنوعها الطبيعي الذي يشمل مجموعة كبيرة من المعالم الجغرافية، مثل نهر النيل والبيئات الصحراوية والبحيرات. ومن بين هذه المعالم، تُعد بحيرة قارون واحدة من أقدم وأكبر البحيرات الطبيعية في البلاد، فضلاً عن كونها الأعمق على مستوى العالم. تقع بحيرة قارون على بعد 27 كيلومتراً شمال غرب محافظة الفيوم، وتبعد حوالي 50 كيلومتراً عن غرب نهر النيل. تعتبر البحيرة وجهة شهيرة في صعيد مصر، حيث تبعد عن العاصمة القاهرة بحوالي ساعة ونصف.

تاريخ بحيرة قارون

تُعتبر بحيرة قارون من أكبر البحيرات الناتجة عن العوامل الطبيعية، ويُعتقد أن بعض روافد نهر النيل تعرضت لارتفاع منسوب المياه في فترة الفيضان أثناء العصر الحجري، مما أدى إلى تدفق المياه من رافد النيل المعروف باسم “بحر يوسف”، الذي كان يُشار إليه قديماً باسم “بحر المنتهى” خلال العصر الأيوبي.

عُرفت البحيرة لدى الفراعنة باسم “مي مر”، والذي تحوّل لاحقاً إلى “موريس” ثم إلى “قارون”، استناداً إلى قصة رجل ثري ذُكر في القرآن الكريم، حيث سخط الله عليه وأغرق كنوزه. تُعرف أيضاً باسم “بحيرة الصيد” بسبب وفرة الأسماك والطيور المهاجرة بها، و”بحيرة الفيوم” نسبةً إلى المدينة القريبة.

وصف بحيرة قارون

تنقسم مياه بحيرة قارون إلى فئتين: مياه مالحة وأخرى عذبة، حيث يعيش في كل نوع من المياه أنواع مختلفة من الأسماك. تبلغ مساحة البحيرة حوالي 53,000 فدان، وأعمق نقطة فيها تصل إلى 100 متر. يتراوح منسوب المياه بين 44 متر تحت مستوى البحر، ويتباين عمق البحيرة من نقطة لأخرى؛ حيث يصل العمق في بعض المناطق إلى 4 أمتار وفي مناطق أخرى إلى 8 أمتار. وتغذي البحيرة بمياه نهر النيل التي تراجعت بعد بناء السد العالي، بالإضافة إلى مصرف البطس ومصرف الوادي و12 مصرفاً آخر.

حقائق عن بحيرة قارون

  • تتميز مياه البحيرة بالملوحة بالرغم من التغذية من مياه نهر النيل العذبة، مما يُعد لغزاً محيراً.
  • تحيط بالبحيرة تشكيلات جيولوجية تاريخية تشمل أحافير لكائنات ثديية قديمة ونباتات، كما عاشت بالقرب منها عدة حضارات مثل الحضارة الفرعونية والرومانية، وهو ما تؤكده الآثار القديمة المتبقية في المنطقة.
  • تُعتبر منطقة البحيرة موقعاً طبيعياً هاماً لمحطة الطيور المهاجرة مثل البط والسّمان، حيث ينتظر محبو الصيد الوقت الذي تأتي فيه هذه الطيور لممارسة هوايتهم، كما أن البحيرة تُعد مصدراً غنياً للثروة السمكية في مصر.
Scroll to Top