دراسة حول أسباب وأحداث الحرب العالمية الثانية ونتائجها

فهم الحرب العالمية الثانية

تُعتبر الحرب العالمية الثانية حدثًا عالميًا بدأ في 1 سبتمبر 1939 وانتهى في 2 سبتمبر 1945. هي واحدة من أطول الحروب وأكثرها تأثيرًا سلبًا على تاريخ الإنسانية، خصوصًا على الدول المشاركة فيها، حيث تُعد ثاني أكثر الحروب تدميرًا بعد الحرب العالمية الأولى التي اندلعت في عام 1914. أسفرت هذه الحرب عن العديد من الخسائر البشرية والاقتصادية.

كان هناك طرفان رئيسيان في النزاع خلال الحرب العالمية الثانية، وهما:

  • دول الحلفاء، التي تشمل: بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
  • دول المحور، والتي تتكون من: ألمانيا، إيطاليا، واليابان.

دوافع الحرب العالمية الثانية

تعود جذور الحرب إلى خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتوقيع معاهدة فرساي التي فرضت قيودًا شديدة عليها. هذه المعاهدة تسببت في تجريد ألمانيا من قوتها العسكرية وزادت من مشاعر الاستياء لدى الألمان، وأسهمت في دفع أوروبا نحو نزاع عالمي جديد. يمكن تلخيص الدوافع كما يلي:

الدوافع السياسية

  • تجزئة وحدة ألمانيا الإقليمية بسبب بنود معاهدة فرساي التي اقتطعت أجزاء من أراضيها ومنحتها لدول مجاورة مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا.
  • تفويض ممر دانزيغ لبولندا مما أعاق الاتصال البري بين ألمانيا وبروسيا الشرقية.
  • شعور الإيطاليين بالظلم نتيجة عدم حصولهم على مستعمرات جديدة رغم مشاركتهم مع الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.
  • سلب كافة مستعمرات ألمانيا في إفريقيا وآسيا وتوزيعها على الدول المنتصرة.

الدوافع الاقتصادية

  • فرض غرامات مالية ضخمة على ألمانيا وصلت إلى 6660 مليون جنيه إسترليني.
  • انهار الاقتصاد الألماني مع تضخم العملة.
  • اقتطاع من منطقتي الراين والسوديت لصالح فرنسا وتشيكوسلوفاكيا، وهي مناطق حيوية للاقتصاد الألماني.

تطورات الحرب العالمية الثانية

اشتعل فتيل الحرب العالمية الثانية عندما أعلنت ألمانيا عن غزو بولندا بحجة ضم ممر دانزيغ الذي يفصل بين ألمانيا وبروسيا الشرقية. سبق ذلك ضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا من قبل ألمانيا النازية، حيث سعى هتلر لاستعادة الأراضي التي فقدتها بلاده في الحرب العالمية الأولى.

الفترة من 1939 إلى 1941

بدأت ألمانيا هجومها على بولندا بعد انسحابها من اتفاقية عدم الاعتداء الموقعة عام 1934، مما دعا فرنسا وبريطانيا لإعلان الحرب على ألمانيا. إلا أن هاتين الدولتين لم تهاجما ألمانيا خلال تواجد قواتها في الشرق، مما أدى إلى احتلال أجزاء واسعة من بولندا وتقاسمها مع الاتحاد السوفيتي وسقوط وارسو.

ثم اتجه هتلر إلى الغرب، مضيفًا أن الجنرال إريش فون مانشتاين وضع خطة لهجوم على فرنسا عبر غابات الأردين، مما أدى إلى محاصرة القوات الفرنسية والبريطانية في ممر دونكيرك وتسبب في خسارة فرنسا.

سقطت باريس بيد القوات الألمانية وأعلنت فرنسا استسلامها، وأنشأت حكومة فيشي الموالية للنازية. أما القوة الجوية البريطانية فقد أوقفت هجمات هتلر. في عام 1941، قامت اليابان بالهجوم على ميناء بيرل هاربر في هاواي مما أدى لدخولها في الحرب إلى جانب ألمانيا وإيطاليا.

عام 1942

بعد فشل ألمانيا في احتلال جزيرة بريطانيا، تحولت الأحداث إلى شمال إفريقيا وروسيا. وواجهت القوات الألمانية والإيطالية هزائم في معركة العلمين، بينما تقدمت جيوش ألمانيا في الشرق حتى وصلت إلى موسكو. ومع ذلك، تمكن الجيش السوفيتي من صد الهجمات الألمانية.

الهجوم الياباني على قاعدة ميدواي انتهى بالفشل، حيث ظهر الاستعداد الأمريكي. بينما استمر زخم المعارك بين جيوش المحور، وبدأت القوات الحليفة غزو إيطاليا والإنزال في النورماندي.

الفترة من 1943 إلى 1945

عانت قوات المحور من هزائم متتالية، وخاصة بعد معركة ستالينغراد والفشل الياباني في ميدواي. بدأت جيوش الحلفاء في غزو إيطاليا وفي عام 1945، كان الجيش الروسي قد تقدم نحو برلين.

انتهت الحرب بقصف الولايات المتحدة الأمريكية لمدينتي هيروشيما وناكازاكي، مما أدى لاستسلام اليابان بعد ذلك.

ختام الحرب العالمية الثانية

شهد عام 1945 نهاية الحرب العالمية الثانية حيث سيطر الاتحاد السوفيتي على برلين واستسلمت ألمانيا. تعرض موسوليني وفاشيون آخرين للاعتقال والملاحقة، وفي ظل هذه الظروف، انتحر هتلر.

نتائج الحرب العالمية الثانية

تركت الحرب العالمية الثانية آثارًا سلبية على الدول المتصارعة، ويمكن تصنيف تأثيراتها إلى ثلاثة مجالات رئيسية:

الآثار البشرية والاجتماعية

حصدت الحرب ملايين الأرواح، حيث تجاوز عدد الضحايا 62 مليون شخص، بالإضافة للعديد من المصابين الذين عانوا من إصابات متفاوتة. انتهكت حقوق الإنسان بشكل كبير ومن هنا نشأت معسكرات الإبادة الجماعية.

تصدعت التراكيب السكانية، وازدادت نسبة الوفيات والبطالة والعنف مما أضر بالنسيج المجتمعي للدول المتصارعة.

الآثار السياسية

فقدت الدول الأوروبية قوتها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. تغيّرت العديد من أنظمة الحكم وبدأت دول جديدة تهدف لاستقلالها بعيدًا عن الاحتلال.

تأسست الأمم المتحدة عام 1945 كبديل لعصبة الأمم بهدف تحقيق السلام وتعزيز التعاون بين الدول المستقلة.

تباينت مواقف الدول العربية بين التأييد للأحلاف المختلفة، مما عكس تباينًا في الدعم وتغييب مفهوم الوحدة العربية في مواجهة التحديات العالمية.

الآثار الاقتصادية

تطلبت الحرب إنفاق موارد ضخمة، مما عرض الدول المشاركة لضغوط اقتصادية وعجز كبير. شهدت الاقتصادات حالة من التراجع وتم تعطيل العديد من الأنشطة الاقتصادية.

عانت الدول الأوروبية من شح في الإنتاج الزراعي واحتاجت للاعتماد على الواردات، بينما حافظت الولايات المتحدة على قوتها الاقتصادية التي نشأت من دخولها المتأخر في الحرب.

Scroll to Top