الدولة الأموية
مرت الأمة الإسلامية عبر تاريخها بعدة دول، ومن أبرزها الدولة الأموية التي اشتهرت بشكل واسع؛ إذ تعتبر قمة اتساع الدولة الإسلامية، حيث جمعت تحت رايتها العديد من الولايات والمدن. تُنسب هذه الدولة إلى حكامها الذين يعود نسبهم إلى أميّة بن عبد شمس من قريش. فما هي تفاصيل تأسيس الدولة الأموية؟ ومن هم أبرز حكامها؟ وما الإنجازات التي حققتها؟ وكيف انتهت؟
بداية تأسيس الدولة
تأسست الدولة الأموية بشكل فعلي على يد الخليفة الأموي الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، في السنة الحادية والأربعين للهجرة، والتي تتوافق مع عام 661 ميلادي. جاءت هذه الدولة بعد انتهاء فترة الخلفاء الراشدين، والتي انتهت بتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه في العام المعروف بعام الجماعة. وكان انتقال مقر الخلافة في عهد هذه الدولة إلى دمشق، بعد أن كان خلال فترة الإمام علي في الكوفة بالعراق.
أبرز حكامها
حكمت الدولة الأموية مجموعة من الخلفاء الذين ينتمون جميعًا إلى قبيلة بني أميّة، حيث كان نظام الحكم فيها ملكيًا وراثيًا. ومن أشهر هؤلاء الحكام يزيد بن معاوية الذي حكم لفترة قصيرة لم تتجاوز ثلاث سنوات، وشهد عهده واقعة مؤلمة، وهي معركة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي رضي الله عنه، وعدد من أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام. ومن الحكام المعروفين أيضًا الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أسهم في بناء مسجد قبة الصخرة المشرقة، واستطاع تثبيت أركان الدولة وإخماد العديد من الثورات المناهضة لها، أبرزها ثورة عبد الله بن الزبير التي قُمعت في سنة 73 للهجرة. بالإضافة إلى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، الذي حكم لمدة عامين وعُرف بإعادته لمفاهيم العدالة والمساواة بين الناس، الأمر الذي جعله يُلقب بخامس الخلفاء الراشدين. وقد وصلت الدولة إلى ذروتها في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، حيث امتدت حدودها إلى الصين شرقاً وجنوب فرنسا غرباً.
إنجازاتها
حققت الدولة الأموية العديد من الإنجازات في مجالات التنظيم والإدارة، حيث أنشأت الدواوين التي نظمت شؤون الدولة. كما استمرت الفتوحات الإسلامية في كل من الشرق والغرب، ومن بينها محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية باستخدام الأسطول البحري.
نهاية الدولة الأموية
انتهت الدولة الأموية بعد أن التقى جيش الأموية بقيادة آخر خلفائها مروان بن محمد بجيش العباسيين في المعركة الشهيرة بالزاب، حيث تكبد الأمويون هزيمة قاسية أدت إلى سقوط دولتهم، وذلك في سنة 132 للهجرة.