العقل الباطن
يُعرف العقل الباطن أيضًا بالعقل اللاواعي، ويعكس هذا المفهوم مجموعة العناصر التي تُشكل شخصية الإنسان. بعض هذه العناصر قد يكون مدركًا للإنسان كجزء من تكوينه، بينما يبقى البعض الآخر بعيدًا عن وعيه. يُمكن تعريف العقل الباطن بأنه بمثابة مخزن للتجارب والتجارب المتراكمة في العقل اللاواعي للإنسان كنتاج للقمع النفسي، حيث لا تصل هذه التجارب إلى الذاكرة، وبالتالي لا يتذكرها الشخص من خلال عقله الواعي. ورغم أنها لا تختفي، إلا أنها تبقى مخزنة في العقل اللاواعي، الذي لا يمكن للإنسان السيطرة عليه. يعمل العقل الباطن على تحفيز السلوكيات البشرية ويُعتبر مخزنًا للغرائز والخبرات المكبوتة. عند قدرتنا على حل الألغاز أو قراءة الكلمات غير الواضحة، نشعر بأننا نتحكم في عقولنا، إلا أن الأمر فعلياً يحدث تلقائيًا في العقل اللاواعي. يضطلع العقل الباطن بدور كبير ويشكل جزءًا أساسيًا من عملية التفكير؛ حيث تشير إحدى الدراسات إلى أنه يمكنه تجهيز ردود فعل فورية وتقديم الحقائق الأساسية وفهم الأمور بشكل كامل، بينما تتطلب الأمور الأكثر تعقيدًا مثل التخطيط والتحليل المنطقي استخدام كل من العقل الواعي واللاواعي.
القوة الكامنة للعقل الباطن
يمتلك العقل الباطن قوة هائلة قادرة على إحداث تغييرات كبيرة في حياة الفرد. تجدر الإشارة إلى أن العقل الباطن لا يستطيع التمييز بين التجارب الحقيقية والخيالية؛ فهو يستجيب تلقائيًا للمعلومات المبرمجة من العقل الواعي. لا يقتصر استجابته على الحقائق فقط، بل يشمل أيضًا الخيالات. على سبيل المثال، إذا تخيلت أنك رجل مبيعات يحقق أرباحًا تفوق مئة ألف دولار سنويًا وآمنت بذلك بقوة، فإن عقلك الباطن سيسعى إلى تحويل هذه الخيالات إلى واقع ملموس. لذلك، يُعتبر العقل الأداة التي تساعد في الوصول إلى الأهداف. من الضروري تحديد هدف واضح حتى يوجه العقل جهوده نحو تحقيقه، ويجب أن ترى ما تريد تحقيقه بصورة واضحة تمامًا. عبر القيام بذلك، ستجعل كل الطاقة الإبداعية المخزنة في عقلك اللاواعي تؤدي مهمتها بكفاءة عالية. يجب عليك توجيه الأمور نحو العقل الباطن والتخلص من الخوف والقلق، وتخيل أن كل ما ترغب به قد تحقق بالفعل، مع ضرورة الإيمان بذلك. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذا لا يعفي الشخص من العمل والجهد، بل ينبغي أن تُمارَس هذان الأمران بشكل متزامن.
القوانين التي تنظم قوة العقل الباطن
وضعت مجموعة من القوانين من قبل العلماء التي تنظم العقل الباطن وقوته، وهي كما يلي:
- قانون التفكير المتساوي.
- قانون الجذب.
- قانون المراسلات.
- قانون الانعكاس.
- قانون التركيز.
- قانون التوقع.
- قانون الاعتقاد.
- قانون التراكم.
- قانون العادات.
- قانون الفعل ورد الفعل (قانون السببية).
- قانون الاستبدال.