أهمية الشباب
تعتبر المجتمعات قوية بفضل حيوية الشباب وطموحاتهم، فهم أعمدة المجتمع ومفتاح نجاحه. بفضل طاقتهم وحماسهم، يستطيع الشباب توجيه إمكانياتهم لتحقيق الرفعة والازدهار للأمة. وقد سجل الشباب على مر العصور مواقف مشرفة للدفاع عن أوطانهم والمشاركة في بنائها، مما يعد دليلاً على دورهم الأساسي في التاريخ. لكن مما يؤسف له أن نجد هؤلاء الشباب يسيرون في مسارات غير صحيحة، حيث تنحرف سلوكياتهم. فما هي دوافع انحراف الشباب؟ وما الحلول الممكنة لمعالجة هذه القضايا؟
مفهوم انحراف الشباب
الانحراف، في معناه اللغوي، يعني الميل والخروج عن الطريق الصحيح أو عن المعايير المقبولة، بينما يُعرف اصطلاحياً بأنه انتهاك التوقعات الاجتماعية والسلوكيات التي يحددها المجتمع. وفقاً لعالم الاجتماع ستانلي كوهين، يُعرَف الانحراف بأنه سلوك ينحرف عن التوقعات المتعارف عليها في النظم الاجتماعية. يُعتبر هذا التعريف من أشهر التعريفات في حقل علم الاجتماع.
أسباب انحراف الشباب
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انحراف الشباب، ومن أبرزها:
- الفقر: يؤدي الفقر إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والحرمان الاقتصادي، مما يسبب مشكلات تؤثر على الأسر وتؤدي إلى ابتعاد الأهل عن أطفالهم، وبالتالي تعويق التنشئة السليمة.
- ضعف الوازع الديني: الشباب الذين يبتعدون عن تعاليم دينهم عرضة أكثر للانحراف، فسلوكيات الدين تُعزز القيم الأخلاقية وتمنع الشباب عن الانزلاق نحو الرذيل.
- الفراغ: إن انعدام النشاط والفراغ يمكن أن يقود الشباب نحو سلوكيات منحرفة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.”
- فساد البيئة: يؤثر المحيط الاجتماعي بشكل كبير على سلوك الفرد. بيئة تشجع على الانحراف تجعل من السهل على الشباب الانزلاق في منحنيات سلبية.
- رفقاء السوء: تكون احتمالية انحراف الشباب أكبر في حال كون أصدقائهم يعانون من الانحراف أيضاً. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثر الصحبة في سلوك الأفراد.
- فساد الأبوين: يجب أن يختار الفرد شريك حياة صالح لتنشئة الأبناء، فتصرفات الأهل تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الأطفال.
- اليتم: فقدان أحد الوالدين يولّد مشاعر من الإهمال، ما قد يدفع الشاب إلى الانخراط في سلوكيات سلبية.
- تراكم المال: بعض الشباب لا يدركون قيمة المال ويسرفون في إنفاقه، مما يسهم في انحرافهم.
- الحرية المطلقة: عندما يمارس الشباب حريتهم بشكل غير مسؤول، يؤدّي ذلك إلى عواقب وخيمة، حيث يظنون أن الحرية تتعلق بفعل ما يشاؤون دون ضوابط.
حلول انحراف الشباب
بناءً على ما ذُكر من أسباب انحراف الشباب، يجب تسليط الضوء على ضرورة إيجاد حلول فعّالة لإعادتهم إلى المسار الصحيح. ومن بين هذه الحلول:
- تأسيس التربية السليمة منذ الطفولة، وتعليم الأطفال القيم والأخلاق الإيجابية عبر تنسيق الجهود بين الأسرة والمدرسة، حيث تقع مسؤولية التنشئة على عاتق هذه المؤسسات.
- إنشاء خطط مبنية على دعم الشباب ومشاركتهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم بما يتماشى مع احتياجات المجتمع.
- العمل على تحسين الظروف المعيشية للعائلات المحتاجة لمواجهة جميع عوامل الانحراف.
- محاربة الجهل بفرض التعليم الإلزامي وتهيئة بيئة دراسية مناسبة تشجع على التعلم وتحفز طموحات الشباب.