تاريخ تأسيس مدينة بغداد
تشير الأدلة الأثرية إلى أن بغداد كانت موطناً لمجموعات بشرية متعددة قبل دخول العرب إليها في عام 637م. كما تعاقبت العديد من الإمبراطوريات على حكم عواصم قريبة من موقعها. لكن يمكن اعتبار العام 762م هو بداية تاريخية لاستيطان بغداد، وذلك عندما اختار الخليفة العباسي الثاني، المنصور، الموقع بين الكاظمية والكرخ ليكون مركزاً لعاصمته.
أُنشئت مدينة بغداد، المعروفة بـ “مدينة السلام”، بأسوار دائرية، مما أكسبها لقب “المدينة المدورة”. وكانت مساحتها تقدر بنصف قطر يبلغ حوالي 2700م، متضمنة أربعة جدران متحدة المركز. أدت المساحة المحدودة للمدينة إلى التوسع خارج أسوارها، حيث قام التجار ببناء المنازل والأسواق حول البوابة الجنوبية، مما أسفر عن إنشاء منطقة الكرخ.
التقدم الاقتصادي والثقافي في بغداد
بلغت بغداد ذروتها في التقدم الاقتصادي والفكري خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، أثناء فترة خلافة المهدي وهارون الرشيد. وقد تجسد الازدهار الذي شهدته المدينة في العديد من الحكايات والأساطير مثل “ألف ليلة وليلة”. وفي مرحلة لاحقة، اعتُبرت بغداد أغنى مدينة في العالم. وقد شجع الخليفة المأمون حركة الترجمة من النصوص اليونانية القديمة إلى اللغة العربية، وأقام المستشفيات والمراصد، واستقطب الشعراء والفنانين إلى المدينة.
فترة الانحدار في بغداد
بدأت الصراعات الداخلية في الخلافة العباسية منذ منتصف القرن التاسع الميلادي، حيث أدت الخلافات بين أبناء هارون الرشيد إلى تدمير أجزاء كبيرة من المدينة، في الفترة ما بين 836م و892م. نتيج لذلك، تم هجر المدينة إلى شمالها إلى مدينة سامراء، ثم تعرضت لاحتلال البويهيين والسلاجقة الأتراك.
غزا المغول مدينة بغداد في عام 1258م، مما أدى إلى نهاية العصر العباسي. وقد دُمّرت الكثير من المكتبات وقنوات الري، والمخطوطات العلمية، وأخذت أنهار دجلة والفرات لون الدماء. في عام 1508م، أصبحت بغداد جزءاً من الإمبراطورية الفارسية، ولم يمض وقت طويل حتى استولى عليها العثمانيون، وواصلوا حكمها حتى الحرب العالمية الأولى.
بغداد في العصر الحديث
وقع الاحتلال البريطاني على مدينة بغداد في عام 1917م، وفي عام 1921م، أعلنت المدينة عاصمة للعراق الحديث. ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة نمواً وتطوراً في حجمها وعدد سكانها. لكن وفي التاسع من أبريل عام 2003م، استسلمت بغداد للقوات الأمريكية التي احتلت العراق، مما تسبب في وقوع أحداث نهب وتدمير للعديد من المباني، بالإضافة إلى انعدام الأمن في المدينة.