ما هو اللقب المعروف الذي تطلقه الناس على مدينة بعلبك؟

ألقاب مدينة بعلبك

تتميز مدينة بعلبك بتنوع الألقاب التي أُعطيت لها عبر العصور، وذلك نتيجة تعاقب العديد من الحضارات المختلفة. فعُرفت بعلبك بلقب مدينة يليوبولس أو مدينة الشمس، كما أُطلق عليها أيضاً لقب قبلة الدنيا بسبب شهرتها العالمية وجمال معالمها. تبرز البراعة الرومانية في بناء قلعتها، مما جعلها واحدة من أكثر المواقع في لبنان استقطاباً للسياح، الذين يتوافدون من جميع أنحاء العالم لاستكشاف آثارها الفريدة ومناظرها الطبيعية الخلابة.

تسمية مدينة بعلبك

تتنوع الآراء حول أصل تسمية مدينة بعلبك بهذا الاسم، حيث يدّعي البعض أن الفينيقيين هم من أطلقوا عليه، معتبرين أن الاسم يتكون من كلمتين: (بعل- بك)، مما يعني مدينة البعل أو بيت البعل. يُعتبر (بعل) رمزاً لمعبود وثني في حضارات مختلفة عبر أزمنة متعددة، حيث كان يُمثل الشمس (هيليوس) عند اليونانيين، وإله الخمر (باخوس)، كما أن (هدد) كان يُعتبر بعلبكي. ويرى بعض العلماء أن الاسم مستمد من التسمية اليونانية (بعل-باكو)، التي تعني بعل باخوس. من ناحية أخرى، يُرجع جان دي لاروك أصل التسمية إلى التعبير (بعلثث) الذي يشير إلى آلهة السوريين.

أيضًا، يقترح البعض أن الاسم قد يكون مأخوذًا من الأصل السرياني (بعل بقعوتو) الذي يعني رب البقاع أو بعل البقاع، وذلك لأن مدينة بعلبك تقع في أعلى منطقة سهل البقاع وتُعد فصلاً بين شماله وجنوبه. تسير المياه من الجنوب لتشكل نهر الليطاني وينابيع العليق، بينما تتحرك المياه من الشمال باتجاه الشمال لتكوّن نهر العاصي. كما ذُكرت المدينة في العديد من الكتب العبرانية بأسماء متنوعة مثل: بعلبكي، وبعلباكي، وبعل- باح، وبعلت. أما العرب، فقد استخدموا اسمها القديم (بعلبك) والذي كان شائعاً بينهم قبل ظهور الإسلام. وقد ورد اسم (بعلبك) في قصيدة لأحد أبرز الشعراء العرب، مما حفز المؤرخين واللغويين العرب للبحث في أصل التسمية، وقد توصلوا إلى أن (البعل) يعنى الرب أو الزوج، بينما (بك) يُشير إلى الازدحام أو المعنى الاشتقاقي للجذر (بكّ عنقه)، مما يوحي بأن المقصود هو تجمع الناس حول الرب وتقديم القرابين له، أو ازدياد عدد الآلهة المعبودة في المدينة، حيث يُعتقد أن العدد تجاوز 350 صنماً.

أساطير متعلقة بمدينة بعلبك

يعتقد بعض المفكرين أن المدينة قد شيدت على يد قابيل الذي أطلق عليها اسم ابنه أخنوخ، مدّعين أنها أول مدينة في التاريخ. وأنها كانت موطناً للجبابرة الذين أُرسل عليهم الطوفان (طوفان نوح) نتيجة لفسادهم. كما يُعتبر جبل سعيد في المدينة هو المكان الذي أعد فيه النبي إبراهيم ابنه إسماعيل للذبح. ومن بين الآثار المتبقية في المدينة تُشير العديد من الروايات إلى قصر النبي سليمان ودير النبي إلياس. يعتبر بعض الأساطير أن بناء المدينة تم على يد النمرود الذي كان يحكم تلك المنطقة، حيث وُرد في بعض المخططات أن النمرود أرسل عمالقة لبناء المدينة بعد الطوفان. وهناك أساطير أخرى تشير إلى أن النمرود كان هدفه بناء قلعة بعلبك للوصول إلى الجنة عن طريق التمرد على الرب. وفقًا لبعض الأساطير، يُعتقد أن النبي نوح مدفون بالقرب من بعلبك، وأن النبي سليمان شيد هيكل الشمس في المدينة من أجل بلقيس ملكة سبأ. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر بعض المفكرين اعتقادهم بأن تشييد المباني الحجرية الضخمة في بعلبك جعل المدينة محطة للإله بعل عند نزوله من السماء أو مغادرته إليها، إلا أنه لا توجد دلائل حتى الآن تثبت من هو من قام ببناء المدينة أو السبب الرئيسي وراء ذلك.

Scroll to Top